ملفات وتقارير

موقع إيراني يتساءل: هل خيانة روسيا في الأزمة السورية واردة؟

إيران قلقة من نوايا روسيا في سوريا - أرشيفية
إيران قلقة من نوايا روسيا في سوريا - أرشيفية
 بعد التدخل الروسي العسكري بسوريا تعالت بعض الأصوات الإيرانية مشككة بنوايا الروس وأهداف روسيا من التدخل العسكري بسوريا.
 
وكان الحرس الثوري الإيراني أول المنتقدين للتدخل الروسي في سوريا، وكان ذلك على لسان قائد الحرس الثوري اللواء محمد علي جعفري، الذي اتهم روسيا بأنها تبحث عن مصالحها الاستراتيجية والسياسية من التدخل بسوريا، وليس مصالح حليفتها سوريا وإيران كما يفترض.
 
وبعد تقرير موقع "تابناك" حول تقاطع المصالح بين الروس والإيرانيين بسوريا، الذي نشرته صحيفة "عربي21" كاملا، نشر الاثنين موقع "مشرق" الإيراني الشهير والمقرب من الحرس الثوري تقريرا مطولاً عن التدخل الروسي بسوريا وأهدافه.

وتساءل مشرق في تقريره عن التدخل الروسي بسوريا: "هل الخيانة في ملف الأزمة السورية واردة من قبل روسيا؟". 
 
وتابع: "إن اقتراح وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف للفصائل السورية المسلحة والإرهابية التي تدعي الاعتدال في سوريا باسم الجيش السوري، التعاون المشترك في مكافحة تنظيم الدولة، قد تلقت ردود فعل متباينة.. ووفقا للمعلومات الصادرة، فإن روسيا طرحت على هذه المجموعة الإرهابية التي يتم دعمها من قبل قطر والسعودية وتركية الانضمام إلى التحالف الدولي في مواجهة الإرهاب بالمنطقة".
 
وأضاف التقرير أن الضغوط والمناورات السياسية والإعلامية السعودية الأخيرة في دفاعها عن المعارضة السورية المسلحة مدعاة للقلق من قبل سوريا ودول محور المقاومة، على حد قوله.
 
وأشار "مشرق" إلى "مفاوضات جبهة السعودية-قطر-تركيا، مع الولايات المتحدة الأمريكية والروس، لإيقاف أو على الأقل الحد من العمليات العسكرية الروسية بسوريا، ومن المرجح أن تتواصل الجهود لتحيق إيقاف التدخل الروسي بسوريا".
 
 وحول التأثير السعودي على قرار الروس بسوريا قال الموقع: "في المقابل، فإن الرأي العام لدول محور المقاومة والممانعة وخصوصا في العراق وسوريا يستذكر تواطؤ الروس في اللحظات الأخيرة على عدة ملفات إقليمية رئيسة وحساسة، بما في ذلك سجل مبيعات أسلحة دفاعية روسية إلى إيران، كمنظومة S300 الدفاعية الروسية، وعلى الرغم من استلام روسيا الثمن الكامل في هذه الصفقة فإنها لم تفِ بوعودها حتى الآن تجاه إيران".
 
وجاء في التقرير، أن "ضعف الدعم السياسي والعسكري من قبل روسيا خلال السنوات الأولى للأزمة السورية، ووقوف روسيا بجانب بوش وأوباما في فرض العقوبات الاقتصادية على إيران، والتعامل خلف الستار مع الولايات المتحدة الأمريكية حول عدة ملفات سياسية.. يعطي انطباعا مخيفا للرأي العام في دول محور المقاومة بالمنطقة، ما يزيد القلق والشكوك حول التدخل الروسي بسوريا".
 
وفي ما يتعلق بمستقبل بشار الأسد بسوريا والموقف الروسي من ذلك قال التقرير: "خرجت مؤخرا بعض التسريبات حول تفاوض الروس على الأسد، وعلى ضوء ذلك فإن علينا طرح هذه الأسئلة:
 
• هل التدخل العسكري الروسي في سوريا هو من أجل التفاوض على الأزمة السورية مع السعودية والولايات المتحدة الأمريكية والدول الداعمة للمعارضة بسوريا؟!
 
• هل يتفاوض الروس على مستقبل الرئيس السوري بشار الأسد مع الولايات المتحدة الأمريكية والدول العربية المؤيدة للإرهابيين بسوريا؟ وهل تصل روسيا لاتفاق نهائي مع هذه الدول حول مستقبل الأسد؟!"..
 
وقال "مشرق": "هناك نوعان من التحاليل الرئيسة تجيب عن الأسئلة".
 
وتابع: "التحليل الأول يشير إلى أنه وفقا لسجل روسيا السياسي في المفاوضات والعلاقات السياسية مع حلفائها فإن خيانة روسيا أصبحت مطروحة ومحتملة بسوريا".
 
والتحليل الثاني: "يعتقد الخبراء أن الأهداف الروسية من التدخل العسكري بسوريا تدحض نظرية خيانة الروس لسوريا، لكون الكثير من الشيشان وغيرهم يقاتلون ضمن الجماعات المقاتلة هناك، وإذا انتهت الأزمة السورية فسيتوجه هؤلاء إلى روسيا، ويأتي التدخل الروسي لهدم البنية التحتية لهذه التنظيمات والقضاء عليها في روسيا".
 
ولإثبات النوايا الروسية من تدخلها العسكري بسوريا قال "مشرق": "في حال قامت روسيا بتدشين قواعد عسكرية جديدة ودائمة على الأراضي السورية، فسوف تثبت للجميع أنها عازمة على مواجهة الإرهاب في سوريا، ووجود القواعد العسكرية الروسية الدائمة بسوريا يساعد في استقرار وثبات المنطقة السياسي"، على حد تعبيره.
 
ويرى المراقبون للشأن الإيراني أن التقارير الإيرانية التي بدأت تنتقد الدور الروسي بسوريا وتشكك في نوايا وأهداف روسيا السياسية بسوريا تعتبر رسالة إعلامية واضحة لروسيا بأنه لا يمكن لإيران أن تقبل أي حل أو مخرج سياسي للأزمة السورية بدون مراعاة المصالح القومية الإيرانية بالمنطقة.
التعليقات (0)