سياسة عربية

رجل يحرق نفسه بكوباني احتجاجا على تجنيد ابنته بالوحدات الكردية

حالة فيصل مصطفى هجانو ليست الأولى في مناطق سيطرة الحزب الكردي
حالة فيصل مصطفى هجانو ليست الأولى في مناطق سيطرة الحزب الكردي
أضرم رجل النار في نفسه أمام مقر "الإدارة الذاتية"، التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي في مدينة عين العرب (كوباني) بريف حلب السورية أمس الإثنين، احتجاجا على منعه من لقاء ابنته القاصر التي كانت وحدات حماية المرأة التابعة للحزب قد جندتها دون علم والدها.

وذكرت مصادر محلية في عين العرب، لـ"عربي21"، أن فيصل مصطفى هجانو، وهو من أبناء المدينة، أضرم النار بنفسه الإثنين، قبل أن يتمكن مسعفون من إطفاء النار. وقد تعرض لحروق بليغة، وأسعف إلى أحد مشافي في مدينة سروج التركية. 

وأفادت مصادر مقربة من عائلة هجانو بأنه ما زال في مرحلة الخطر ويعاني من حروق بليغة في أكثر من 30 في المئة من جسمه، مؤكدة أن سبب قيامه بإشعال النار بنفسه يعود لرفض الوحدات الكردية اللقاء بابنته القاصر أكثر من مرة.

وكشفت المصادر أن الوحدات الكردية كانت قد جندت سابقا اثنين من أبنائه دون علمه، لكنه لم يستطع مجابهتهم والتزم الصمت، ليبلغ القهر ذروته بعد تجنيد ابنته، ما دعاه إلى الاحتجاج عبر إضرام النار بنفسه، على حد قولها.

وتكرر تجنيد القاصرين والقاصرات من قبل "وحدات حماية الشعب الكردية" و"وحدات حماية المرأة" التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي، بذريعة الدفاع عن "روج آفا"، وهو مصطلح تطلقه على مناطق سيطرتها في سوريا، وكانت قد أعلنت إدارة ذاتية فيها منذ العام الماضي، وهذا ما لاقى احتجاجات لدى قسم كبير من الأهالي، لا سيما من غير الأكراد، كما أدانته عدة منظمات دولية وحقوقية.

وحول هذه الحادثة، قال جيان عمر، المتحدث باسم تيار المستقبل الكردي في سوريا، لـ"عربي21": "هذه ليست المرّة الأولى التي يقوم فيها حزب الاتحاد الديمقراطي باختطاف القاصرين دون إرادتهم أو إرادة ذويهم، كما أنها ليست المرة الأولى التي يقوم فيها أب مقهور بإضرام النار في جسده".

وأشار عمر إلى قيام "المواطن وليد عبد الرحمن (43 عاما، كردي سوري) بحرق نفسه أمام مقر حزب الاتحاد الديمقراطي في مدينة السليمانية، في إقليم كردستان العراق في بداية شهر تموز/ يوليو الماضي احتجاجا على خطف وتجنيد ابنته القاصرة هناك، وهي عائدة من مدرستها، وفي السيناريو ذاته الذي حصل هذه المرّة للمواطن فيصل مصطفى في مدينة كوباني بالأمس". 

وبحسب عمر، فقد "تم منع فيصل وزوجته من زيارة ابنتهما المجندة، ما دفعه إلى إضرام النار في جسده بعد أن استنفد كل الوسائل الممكنة لإعادة ابنته القاصر أو حتى رؤيتها".

وتابع المتحدث باسم تيار المستقبل الكردي: "إننا ندين وبأشد العبارات هذه الممارسات الإجرامية التي تقوم بها سلطة الأمر الواقع المفروضة من حزب الاتحاد الديمقراطي الذي لا يوفر وسيلة إلا ويتبعها لكسر إرادة الشعب الكردي في سوريا وإخضاعه لسياسة الحزب الواحد، ونؤكد أننا سنتواصل مع جميع المؤسسات الدولية المعنية بحقوق الطفل والإنسان لوضعهم في صورة الوضع المأساوي في المناطق الكردية السورية، لممارسة ضغوط دولية على هذا الحزب ومليشياته المسلحة"، بحسب تعبيره.

يشار إلى أن مظاهرات خرجت في العديد من البلدات الخاضعة لسيطرة الوحدات الكردية في شمال وشمال شرق سوريا، وفي العديد من العواصم الغربية، للتنديد بتجنيد القاصرات.

وكانت منظمة "هيومن رايتس ووتش" قد أصدرت في تموز/ يوليو الماضي تقريرا مفصلا، انتقدت فيه بشدة تجنيد حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي للقاصرين في صفوف وحداته العسكرية، ووثق التقرير العديد من الحالات عبر التواصل مع ذوي المجندين. وأكد التقرير حصول تواصل بين المنظمة ووحدات الحماية الكردية، ولكن الوحدات لم تلتزم بوعودها فيما يتعلق بعدم تجنيد القاصرين وتذرعت بصراعها مع تنظيم الدولة.

وأدان تقرير صادر عن منظمة العفو الدولية منتصف شهر تشرين الأول /أكتوبر الجاري، اتباعها مليشيات الحزب سياسة التهجير وحرق المنازل في مناطق خاضعة لسيطرتها بريفي الحسكة والرقة.
التعليقات (1)
محمد
الثلاثاء، 27-10-2015 06:05 م
قد يكون حرق من قبل داعش او النصرة وما اكثر المرتزقة في سوريا !