صحافة دولية

"لا كروا" الفرنسية: لماذا كثفت روسيا من دعمها للأسد؟

طائرة روسية في مطار اللاذقية - أرشيفية
طائرة روسية في مطار اللاذقية - أرشيفية
نشرت صحيفة لاكروا الفرنسية تقريرا عن الدعم الكبير الذي تقدمه روسيا للنظام السوري، والذي تضاعف كثيرا في الفترة الأخيرة، وقالت إن هذا الدعم يأتي بعدما فقد النظام السوري سيطرته على المدن المؤدية إلى ميناء اللاذقية، وهو ما يعرض المصالح الروسية هناك إلى خطر إستراتيجي.

وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن المواقع الإلكترونية تناقلت مؤخرا تسجيل فيديو، من المرجح أن يكون قد تم تصويره يوم 23 آب/ أغسطس الماضي، يوثق مشاركة ناقلة جند عسكرية روسية تحمل جنودا روس، في المواجهات الدائرة شمال اللاذقية، وبعد عدة أيام راجت على مواقع التواصل الاجتماعي صور لثلاث مقاتلات روسية وطائرة بدون طيار تحوم حول الأطراف الغربية لمدينة إدلب.

وأضافت أن المدون الروسي، رسلان ليفييف، قد كشف مؤخرا على صفحات أحد المنتديات الإلكترونية، عن شهادة لمواطنة روسية تروي تفاصيل قيام زوجها المجند في البحرية الروسية، بمهمة حربية في سوريا؛ حيث قضى هناك فترة تتراوح بين ثلاثة وثمانية أشهر يعمل حارسا في مطار عسكري.

ونشر روسلان صورا لمجندين روس في فترة استراحة على ظهر بوارج بحرية تعبر مضيق البوسفور للتوجه إلى سوريا وصورا أخرى لمجندين على متن بوارج أخرى رابضة في القواعد البحرية في سوريا. 

وأضافت الصحيفة وسائل إعلام أمريكية قد نقلت الجمعة الرابع من أيلول/ سبتمبر عن مصادر عسكرية أمريكية رسمية، قيام الجيش الروسي بنشر معدات عسكرية ومحطات متنقلة لمراقبة الطيران، وتثبيت مراكز إيواء للجنود في مطار اللاذقية.

وفي اليوم ذاته، صرح فلاديمير بوتين لوكالة الأنباء الروسية "نوفوستي" بقيام روسيا بتقديم معدات ومساعدات عسكرية لتجهيز وتدريب الجيش السوري، مؤكدا على أن الحديث عن عملية عسكرية مباشرة في هذا الوقت أمر سابق لأوانه.

وقال التقرير إن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري؛ عبر عن قلق الولايات المتحدة تجاه التدخل العسكري الروسي في سوريا، على أثر لقاء مشترك مع نظيره الروسي سيرغي لافروف في 5 أيلول/ سبتمبر. ورد لافروف بالقول إن روسيا لم تخف أبدا توجيهها مساعدات للنظام السوري "من أجل مكافحة الإرهاب".

وعلى أثر ذلك، طلبت واشنطن من اليونان؛ عدم السماح للطائرات العسكرية الروسية بالمرور عبر أجوائها، لنقل معدات عسكرية إلى النظام السوري.

وذكرت الصحيفة أن روسيا تمتلك قاعدة عسكرية بحرية في طرطوس، ثاني أكبر ميناء على الساحل السوري، وذلك منذ العام 1971. إلا أنها قامت في سنة 2013 بإجلاء الطاقم المكون من أربعة عسكريين، وعدد من المدنيين لدواعي أمنية.

وأضافت أن التمركز البحري لروسيا في المنطقة بدأ يأخذ بعدا إستراتيجيا منذ العام 2015. فعلى أثر فقدان النظام لسيطرته على جسر الشغور وإدلب، أصبح ميناء اللاذقية، وهو أهم ميناء سوري، بالإضافة إلى القاعدة الجوية الواقعة جنوب المدينة والمستخدمة لإدخال المساعدات المدنية والعسكرية الروسية إلى النظام السوري، معرضان للخطر، إذ قد تؤدي سيطرة المعارضة على اللاذقية إلى خسارة روسيا لهذه القاعدة الجوية ما قد يعرض مدينة طرطوس إلى خطر كبير.

وقالت الصحيفة إن روسيا قد اتخذت خطوات عديدة تحسبا لحدوث هذا السيناريو، حيث قامت بتدعيم أسطولها البحري المتمركز في الميناء من أجل حماية القاعدة الجوية في اللاذقية. وتستخدم روسيا القاعدة الجوية في اللاذقية لتسهيل الطلعات الجوية للمقاتلات وطائرات الاستطلاع، وبالإضافة إلى ذلك توجد عربات مصفحة و منصات إطلاق صواريخ بحرية في الميناء، وبالتالي فإن روسيا تسعى إلى تعزيز الدفاعات الجوية حول دمشق.

وقال التقرير إن الغواصة المتواجدة في الميناء لن يتم استخدامها في المواجهات، وإنما اقتصرت روسيا على استخدام العربات المصفحة وطائرات الاستطلاع للدفاع عن اللاذقية. وبالإضافة إلى ذلك، أرسلت موسكو منذ مدة، المئات من المهندسين والمستشارين والمدربين لصيانة المعدات العسكرية الروسية، ترافقهم قوة حماية خاصة لضمان سلامتهم.

وختمت الصحيفة بالقول إن بوتين يسعى من خلال هذا الدعم العسكري، الذي يشهد يتصاعد في الفترة الأخيرة، إلى المحافظة على السيطرة العسكرية للنظام على المدن السورية الرئيسية وهي حلب وحمص وطرطوس واللاذقية، ودعم بشار الأسد في مواجهة تنظيم الدولة، حتى يفرض نفسه كشريك لا غنى عنه في البحث عن حل للأزمة السورية، قبيل توجه بوتين لحضور الدورة السبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة، التي ستنعقد قريبا في نيويورك.
التعليقات (0)

خبر عاجل