ملفات وتقارير

خبراء يقرؤون واقع ومستقبل إعلام المعارضة المصرية بالخارج؟

هل تستطيع القنوات المناهضة للانقلاب الاستمرار؟
هل تستطيع القنوات المناهضة للانقلاب الاستمرار؟
شكك إعلاميون ومتخصصون في الشأن الإعلامي في مصر؛ في إمكانية انهيار إعلام المعارضة المصرية في الخارج، على خلفية مروره بضائقة مالية أدت إلى إغلاق بعض القنوات وتقليص نشاط البعض الآخر، وأكدوا أنه مستمر رغم قلة الإمكانيات، ورغم أنه يفتقد للاحترافية.

وذكّر إعلاميون تحدثوا لـ"عربي21"؛ بعمليات التقليص التي مرت بها قنوات السلطة في الداخل، حيث سرحت آلاف الموظفين، من إعلاميين ومصورين وفنيين ومعديين، بالإضافة إلى تخفيض عدد ساعات البث المباشر.

إشكاليات إعلام المعارضة

وقال الإعلامي شريف منصور، المذيع بقنوات المعارضة المصرية، إن "إعلام الخارج المعارض تواجهه عدة إشكاليات، على رأسها ضعف التمويل".

وأضاف لـ"عربي21": "الأمر الثاني؛ أن الإعلام المناهض للنظام العسكري قائم على إدارته أشخاص غير متخصصين، فبالتالي يؤثر على المنتح النهائي".

وتابع: "الأمر الثالث، من يمارس هذا الإعلام تنقصهم الكفاءة، والخبرة حتى يمكنهم المنافسة مع إعلام الداخل؛ الذي شهد هو أيضا العديد من إعادة هيكلة قنواته وصحفه لأسباب مادية ومهنية".

وفيما يتعلق بمجال وسائل التواصل الاجتماعي، أكد أن "المعارضة متفوقة في الفضاء الإلكتروني، ولكنه لا يقارن بتأثير الإعلام المرئي الذي يؤثر على الناس بشكل أسرع وأقوى، لأن إعلام الـ"نيوميديا" (الإعلام الجديد) لا يتابعه أو يتفاعل معه غير شريحة الشباب حتى الآن".

وبين منصور أن "وجود إعلام المعارضة، رغم حالة الضعف، ضروري بسبب سياسة إعلام النظام العسكري؛ الذي يرفض ولا يقبل وجود إعلام معارض له، وهو يؤثر عليه (النظام العسكري) وعلى مصداقيته".

إعلام المعارضة بعيد عن الاحترافية

من جهته، قال الصحفي محمود حسن، المعني بشؤون الإعلام، إن "إعلام المعارضة بالخارج "يعافر" (أي يحاول إثبات وجوده)، ولا يزال بعيدا جدا عن الاحترافية، لا سيما وأن الطابع الإخباري يغلب عليه".

وأشار في حديث لـ"عربي21"؛ إلى أن "دراسات الرأي العام تشير إلى أن نحو 80 في المئة من الجمهور يفضلون مشاهدة برامج الترفيه والمنوعات عن متابعة الأخبار".

ولفت حسن إلى أن "نقص السيولة تعد أحد الأسباب في تراجع وضعف تأثير إعلام المعارضة، بالإضافة إلى المعوقات الإدارية والفنية، وحاثة التجربة".

وأشار إلى وجود نقطة، وصفها بأنها "خطيرة"، تتمثل في "وجود قيادات من جماعة الإخوان لا تؤمن بأهمية الإعلام، وإن أدركت أهميته فهي غير مقتنعة بالإنفاق عليه، وتوفير الموارد له"، حسب قوله.

وأكد أن معظم النجاحات في مجال وسائل التواصل الاجتماعي "قائمة على مبادرات فردية، ولكنها لا تعوض النقص والإخفاق الحاصل في مجال الإعلام المرئي".

خطاب التشنج في الداخل والخارج

أما الكاتب الصحفي، جمال سلطان، فأكد أن إعلام المعارضة في الداخل تراجع هذه الأيام، ليس لأسباب مهنية، ولكن "لأسباب تتعلق بمناخ الحريات الذي لا يشجع على ممارسة النقد بشكل صريح وجاد".

أما فيما يتعلق بإعلام الخارج، فقال سلطان لـ"عربي21": "عندما تستغرقه قضية بذاتها، أو المشكلة المحورية التي يهتم بها، فإن خطابه يضيق عن التأثير على الناس، ويصبح منفصلا عن الواقع".

وانتقد سلطان ما سماها بـ"العصبية الشديدة والتشنج، سواء في الإعلام الموالي للسلطة أو المعارض في الخارج، ما أدى إلى ضعف الرسالة الإعلامية، وأفقدها الكثير من المهنية، وجعلها أقرب للخطاب التحريضي".

اختلافات الجماعة مؤثرة

أما الإعلامي، أسامة جاويش، المذيع السابق في قناة مكملين، فقال إن "القناة الرسمية المحسوبة على جماعة الإخوان المسلمين هي "قناة مصر الآن"، مضيفا لـ"عربي21": "ما يحدث داخل الجماعة من اختلافات أو خلافات يؤثر بشكل مباشر على ذراعها الإعلامي".

واستبعد جاويش أن تنهار الآلة الإعلامية للمعارضة، وقال: "بالرغم من أن قنوات المعارضة الأخرى تتعرض لبعض الضائقات المالية، إلا قناة الشرق ستعود مرة أخرى بعد تولي السياسي المعارض أيمن نور إدارتها".

إعلام الخارج يحدث نفسه والداخل منفصل

من جهته، رأى أستاذ الإعلام علي حسن، أن "الإعلام خارج الحدود ليس له تأثير"، وقال إن "المعارضة تحدث نفسها، سواء من خلال إعلامها المرئي أو المطبوع أو الإلكتروني، وتفتقد للمصداقية"، حسب تعبيره.

وأكد لـ"عربي21": أن "نقص التمويل ومحدوديته له تأثير في ضعف الأداء والخطاب لإعلام الإخوان، وتواجد بعض القنوات"، مشيرا إلى أن "الممول هو من يفرض سياسته أيا كان نوع الإعلام".

وانتقد إعلام السلطة، وقال: "لا يوجد إعلام معارض في مصر"، مشيرا إلى أن الإعلام الموجود الآن في مصر "هو إعلام الصوت الواحد، لذا فقد الكثير من المواطنين الثقة فيه، وباتوا غير متابعين له، كما ثبت بالدراسات والأبحاث المتوفرة". ووصف إعلام النظام العسكري بأنه "كلام جرائد" (أي لا قيمة له).
التعليقات (0)