اقتصاد عربي

البورصات العربية تتهاوى بسبب تباطؤ اقتصادي عالمي تقوده الصين

تتفاقم مخاوف المستثمرين بعد خفض قيمة العملة الصينية - أ ف ب
تتفاقم مخاوف المستثمرين بعد خفض قيمة العملة الصينية - أ ف ب
هوت البورصات العربية في نهاية تداولات الإثنين، مقتفية أثر التراجعات الحادة في أسواق الأسهم والسلع الأولية حول العالم بسبب المخاوف من تباطؤ اقتصادي عالمي تقوده الصين.

وقال عمرو صابر، نائب المدير التنفيذي لشركه "الرواد" المصرية للوساطة في الأوراق المالية: "لا تزال هناك حالة فزع في كافة الأسواق، بسبب المخاوف من وقوع أزمة مالية عالمية جديدة بقيادة الصين، قد تأتي على الأخضر واليابس".

وتتفاقم مخاوف المستثمرين حول العالم من تباطؤ نمو الاقتصاد الصيني، ثاني أكبر اقتصاد في العالم، بعد خفض غير متوقع لقيمة العملة الصينية، وانكماش نشاط المصانع الصينية في آب/ أغسطس الجاري، بأسرع وتيرة له في ست سنوات ونصف.

وأضاف صابر، في تصريح صحفي "شهدنا هبوطا حادا في البورصات العالمية وأسواق النفط أيضا، أعتقد أن الأزمة قد تمتد آثارها في الأيام القادمة ما لم تظهر أي بوادر لتصحيح الأوضاع، وإعادة الأمور إلى نصابها قبل الدخول في أزمة جديدة".

وفي تداولات اليوم بالأسواق العالمية، سجلت الأسهم الصينية أكبر خسارة يومية منذ الأزمة المالية العالمية بعدما هوت لأكثر من 8%، بينما هبطت الأسهم الأوروبية لأدنى مستوياتها في سبعة أشهر، فيما لم تبدأ البورصة الأمريكية تداولتها حتى ظهر الإثنين.

وتهاوت أسعار النفط لأدنى مستوياتها منذ أكثر من ست سنوات ونصف، وانخفضت العقود الآجلة لخام برنت تسليم 15 تشرين الثاني/ أكتوبر، بنسبة 4.05% إلى 43.62 دولارا للبرميل، بينما تراجعت العقود الآجلة للخام الأمريكي تسليم 15 أيلول/ سبتمبر بنسبة 4.15% إلى 38.77 دولارا للبرميل.

وتابع صابر: "التوقعات ترجح ارتدادت صعودية في كافة الأسواق العربية قبل نهاية الأسبوع الجاري بعد هبوطها إلى مستويات متدنية، لكن سيظل ذلك مرهون بالأوضاع العالمية".

وكانت بورصة السعودية الأكبر خسارة بين الأسواق، إذ أجج تقرير "فيتش" المخاوف بشأن النمو الاقتصادي في المملكة، وهبط المؤشر الرئيسي بنسبة 5.88% لأدنى مستوياته منذ منتصف آذار/ مارس 2013.

وعدلت وكالة "فيتش" للتصنيف الائتماني، الجمعة الماضية، النظرة المستقبلية للسعودية إلى سلبية من مستقرة، وأبقت على تصنيفها الائتماني عند الدرجة "AA"، وأرجعت ذلك إلى توقعاتها بأن تحدث الصدمات المالية المزدوجة تدهورا في الوضع المالي للمملكة.

وانحدرت معظم الأسهم المتداولة وتصدرها "جبل عمر" بنحو 9.8% و"مجموعة السعودية" بنسبة 9.4% و"جرير" بــ9.37% و"التصنيع" بنسبة 7.5% و"سابك" للبتروكيماويات بنحو 7%.

وتراجعت بورصة مسقط للجلسة العاشرة على التوالي، ونزل مؤشرها العام اليوم بنسبة 2.96% لأدنى مستوياته منذ منتصف كانون الأول/ ديسمبر 2013، بدفع تراجع جميع الأسهم باستثناء صعود سهمي "صناعة مواد البناء" و"العنقاء للطاقة" بنحو 6.4% و0.7% على التوالي.

وعمقت بورصة مصر خسائرها مع نهاية الجلسة بعد أن كانت متراجعة بنسبة دون 0.5% في بداية التداولات إذ خفف صدور قرار تأجيل ضريبة الأرباح الرأسمالية الناتجة عن التعامل في الأوراق المالية المقيدة بالبورصة لمدة عامين رسميا، من وتيرة هبوط الأسهم.

وأغلق المؤشر الرئيسي على انخفاض بنسبة 1.92% مواصلا هبوطه للجلسة التاسعة على التوالي نحو أدنى مستوياته منذ منتصف كانون الأول/ ديسمبر 2013، مع تراجع أسهم "بايونيرز" القابضة بنسبة 7.7% و"عامر جروب" بنسبة 5.9% و"بالم هيلز" للتعمير بنحو 5.15%.

وفي محاولة لتخفيف حدة التراجعات، أعلنت البورصة المصرية، في بيان رسمي قبل بداية الجلسة، عن ارتفاع صافي أرباح الشركات المقيدة بنسبة 17%  خلال النصف الأول من العام 2015، لتصل إلى 14 مليار جنيه (1.78 مليار دولار)، مقارنة بنحو 11.9 مليار جنيه (1.52 مليار دولار) خلال النصف الأول من 2014، بزيادة تمثل ما يزيد عن ملياري جنيه.

وتراجعت بورصة قطر متأثره بهبوط 16 من أسهمها القيادية، ونزل مؤشرها العام بنسبة 1.65% لأدنى مستوياته منذ مطلع كانون الثاني/ يناير 2014، مستمرا في هبوطه للجلسة السابعة على التوالي.

وهبطت بورصة الكويت لمستوى متدني جديد مع استمرار تراجعها للجلسة السابعة، ونزل مؤشرها السعري بنسبة 1.59% محققا أدنى مستوياته منذ تشرين الثاني/ نوفمبر 2012، بضغط الهبوط الحاد للأسهم الصغيرة والمتوسطة.

وفي الإمارات، انخفض مؤشر دبي بوتيرة أقل من الجلسات السابقة بلغت نسبته 1.44% ليغلق عند أدنى مستوياته منذ منتصف كانون الأول/ ديسمبر 2013، بفعل هبوط أسهم كبرى مثل "إعمار" مولز و"دريك آند سكل" و"الإمارات دبي الوطني" بنحو 4.6% و3.7% و3.4% على التوالي.


بينما كانت بورصة العاصمة أبوظبي الأقل خسارة بين الأسواق، إذ هبط مؤشرها العام بنسبة 0.51% مع هبوط أسهم "بنك أبوظبي التجاري" بنسبة 5.9% و"إشراق" العقارية بنسبة 4.9% و"بنك أبوظبي الوطني" بنسبة 2.66%.

وتراجعت بورصة الأردن للجلسة الثانية على التوالي بعد أن أوقفت موجة صعود قوية دامت لنحو ثمانية جلسات متتالية، ونزل مؤشرها الرئيسي اليوم بنسبة 1.02% بضغط هبوط أسهم القطاع المالي والخدمي.

وتراجعت بورصة البحرين للجلسة الثامنة على التوالي وهبط مؤشرها الرئيسي بنسبة 0.8% لأدنى مستوياته منذ مطلع شباط/ فبراير 2014، مع تراجع أسهم "بنك إثمار" و"مصرف السلام" و"إنوفست" و"ألومنيوم البحرين".
التعليقات (0)