سياسة عربية

"ثوار داريا" يتقدمون نحو مطار المزة بعد استعادتهم قطاع الجمعيات

لواء شهداء الإسلام يحقق انتصارات على النظام السوري في داريا - تويتر
لواء شهداء الإسلام يحقق انتصارات على النظام السوري في داريا - تويتر
استعادت كتائب المعارضة السورية قطاع الجمعيات في مدينة داريا القريبة من العاصمة دمشق، من يد النظام السوري، خلال المعركة التي أطلقت عليها اسم "لهيب داريا". 

وأعلن لواء أجناد الشام، الذي يعدّ من أهم الفصائل العسكرية في مدينتي داريا والمعضمية، السيطرة على قطاع الجمعيات الذي جرت فيه المعارك الأخيرة.

وبيّن مصدر في أجناد الشام أن الثوار في المدينة تمكنوا بعد جهد كبير استمر سبعة أشهر من العمل المشترك بين الفصائل، من حفر نفق تحت الأرض للعمل على استعادة قطاع الجمعيات من الجيش، والتقدم باتجاه مطار المزة العسكري. 

حيث أعلن الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام ولواء شهداء الإسلام عن معركة "لهيب داريا"، حيث قال القيادي في الاتحاد الإسلامي لـ"عربي21": "تم حفر النفق بسرية عالية خلال سبعة أشهر، واستعمل الثوار المفكات الصغيرة في حفره في المراحل الأخيرة، خوفا من وصول صوت الحفر لعناصر النظام". 

وأضاف: "بعد ذلك تم رسم خطة الاقتحام بسرية عالية، وبدأ العمل تزامنا مع حملة النظام على الزبداني للتخفيف عنها، وعند خروج الثوار من النفق بعد بدء العملية،  دبَّ الله في قلوب عناصر النظام والمليشيات المساندة له الرعب، وبدأت الكتل السكنية تتساقط واحدة تلو الأخرى، رغم أن الثوار يقاتلون بأسلحة خفيفة فقط، حيث إنهم لم يتمكنوا من حمل غيرها داخل النفق".
 
وأشار إلى أن " الهجوم استمر يومين في ظل تكتم إعلامي تمكن خلالهما الثوار من تحرير ما يزيد على200 كتلة سكنية،، وأسر العديد من جنود النظام، وقتل الكثير منهم، إضافة لغنائم كثيرة. حاول النظام بعد ذلك تثبيت مواقعه واستعادة ما خسر دون جدوى، والعملية مازالت مستمرة"، بحسب المتحدث.

وتناول أحد قياديي الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام، طالبا عدم الكشف عن هويته، لـ"عربي21" تفاصيل معركة قطاع الجمعيات منذ سيطرة النظام على المدينة، حيث قال إن "النظام السوري وإعلامه احتفل كثيرا عند سيطرته على منطقة الجمعيات في داريا سابقا، وإخراج الثوار منها في مطلع عام 2013، حيث اعتبر نفسه قد انتهى من المقاومة في المدينة، وأعلن رسميا حينها أنه سيطر عليها". 

وتابع: "استطاع النظام إبعاد الثوار عن مطار المزة العسكري بعد أن كانت المسافة الفاصلة بينه وبينهم لا تتجاوز الواحد كم فقط"، مضيفا، "كانت أيام صعبة حيث استمرت حملة النظام على قطاع الجمعيات 12 يوما متتاليا، استخدم فيها مختلف أنواع الآليات والمدرعات مع إسناد جوي ومدفعي، حيث خسر النظام الكثير من الجنود والمدرعات في معركة الجمعيات".

وأشار إلى أن "جميع متابعي الثورة السورية شاهدوا المقطع الشهير لتفجير الدبابة الروسية الحديثة بقاذف آر بي جي 29، الذي كان له دور كبير في إيقاف زحف الدبابات وتوغلها بين الأبنية في معظم اقتحامات داريا". 

وقال إن حملة النظام استمرت على قطاع الجمعيات بالتزامن مع حملته على قطاعات أخرى في المدينة ذاتها، حيث تبين أنه اعتمد على معلومات أخذها من جاسوس موجود بين صفوف الثوار، الذي بدوره أخبر ضباط النظام بأن الدفاعات ضعيفة جدا في قطاع الجمعيات الاستراتيجي، والمجموعات المقاتلة تعاني من ضعف شديد في مضادات الدروع والقواذف، وذلك بحسب اعترافاته، بعد انكشاف أمره، وإلقاء القبض عليه متلبسا، وهو يخاطب ضابط النظام على جهاز اللاسلكي"، وفق المصدر ذاته.
 
سقوط قيادات مهمة بمعارك الجمعيات

وأفاد المتحدث بسقوط قيادات مهمة في الفصائل المقاتلة في أثناء معركة الجمعيات، ما سبب شيئا من الخلل في صفوف الثوار، حيث استشهد "المفتي" قائد كتائب الصحابة، الذي كان يدير عمليات داريا والمعضمية في تلك الأثناء، ليسقط قطاع الجمعيات بعد ذلك، وينسحب منه الثوار، ما سبب خطرا شديدا على وجودهم في داريا والمعضمية، لكن المقاومة استمرت حتى اليوم.
 
وتعرضت بعد ذلك مدينة داريا لاقتحامات عدة من محاور عدة، أهمها اقتحام المدينة من الجهة الغربية، حيث حشد لها النظام ما يزيد على 15 آلية مدرعة، ومئات الجنود، لكن لم ينجح باجتياح المدينة الصامدة. 

وقام الثوار بعد ذلك، بحسب المصدر ذاته، بعمليات واسعة عدة، تمكنوا من خلالها من توسيع نطاق سيطرتهم باتجاه استوراد درعا، بعد اشتداد الحصار عليهم، ما أجبر النظام على توقيع هدنة المعضمية، ما خفف من وطأة الحصار على المدينتين.
 
لم تتوقف المعارك في مدينة داريا في أثناء هدنة المعضمية، حيث حاول النظام مرات عدة اقتحام مواقع الثوار، وأهمها محاولته التقدم باتجاه مقام السيدة سكينة المزعوم، بحسب المتحدث.

يشار إلى أن العاصمة دمشق شهدت خلال الأيام الأخيرة الماضية، بحسب ناشطين، حركة واسعة لسيارات الإسعاف التي تنقل عناصر النظام إلى المشافي، مع تذمر واضح من عناصر الحواجز العسكرية والأمنية، بسبب الأخبار القادمة من داريا الملاصقة للعاصمة، والضحايا الكثيرة التي سقطت في الهجوم الأخير للثوار.
التعليقات (0)