حول العالم

في الصيف.. "أفعى عين جدي" خطر يهدد حياة الفلسطينيين

الخبير بالأفاعي الفلسطيني عمر إبراهيم - عربي21
الخبير بالأفاعي الفلسطيني عمر إبراهيم - عربي21
تراه يمسك بالأفاعي وكأنها حيوان أليف بين يديه، تلتف حول عنقه كأنها معطف مخملي غلا ثمنه، يجعل كل من يراه يصاب بالدهشة والخوف، فالأفاعي بالنسبة للناس عدو يحمل الخطر والهروب منه حياة.

الخبير بالأفاعي عمر إبراهيم، الذي التقت به صحيفة "عربي21"، أضحى عنده جمع الأفاعي والتعامل معها هواية لتجعل منه بعد مدة من الزمن خبيرا بها وبأنواعها ومرجعية في هذا الأمر عند المستشفيات وجهات الاختصاص.

وفي موسم الصيف تنتشر الأفاعي وترتفع نسبة الإصابة بلدغاتها، وفي فلسطين هناك 42 نوعا من الأفاعي، تسعة أنواع منها سمها قاتل، تتوزع ما بين الضفة الغربية وفيها أربعة أنواع سامة وبين صحراء النقب وأراضي الـ48 وفيها خمسة أنواع سامة. وهناك ثمانية أنواع معتدلة السم، أي إن سمها نادرا ما يشكل خطرا على حياة الإنسان، إلا في حالة أن الشخص بعاني من حساسية ومناعته ضعيفة، في حين أن هناك 25 نوعا من الأفاعي غير السامة، أي إنها لا تشكل أي خطرا على حياة الإنسان.




وتنتشر الأفاعي في كافة المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية، لكنّ هناك أنواعا تتواجد في بعض المدن والقرى ولا تنتشر في كل المدن. وأكثر المدن التي تنتشر فيها الأفاعي أريح، التي تتواجد فيها الأنواع الأربعة السامة التي تعيش في الضفة الغربية، ويليها الأغوار والمناطق المحيطة بها، مثل طوباس والفارعة. وهناك بعض المناطق الأخرى التي تتواجد فيها أيضا الأنواع الأربعة السامة.

أما "أفعى فلسطين"، والتي تعتبر أكثر الأفاعي خطورة، فتنتشر في كل المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية، ولا تخلو منطقة من وجود هذه الأفعى فيها.

طريقة التعامل مع الأفاعي

ويرى الشاب عمر أن تعامله مع الأفاعي بهذه المهارة، يأتي من خلال معرفته بكل الأنواع وقدرته على التمييز بين الأنواع السامة وغير السامة، وهذا ما حفزه على التعامل مع الأفاعي بشكل مباشر وبدون خوف وإمساكها بيديه، وعمل التجارب على الأفاعي السامة.

وأوضح أن لكل نوع من الأفاعي طريقة للتعامل معه، وبشكل عام فإنه بنصح كل شخص يصادف أفعى أن لا يحاول الإمساك بها نهائيا لأنه لا يعرف نوعها ودرجة خطورتها، وكثيرون تعرضوا للسم بعد إمساكهم للأفاعي، وخاصة أن أفعى فلسطين المنتشرة في بلادنا "غدارة جدا وخطيرة" وفق تعبير عمر، ومنبع ذلك من قدرتها على إخراج أنيابها السامة عن طرق اختراق الغشاء في الفك السفلي وإخراجها ولدغ
الشخص الممسك بها، ولهذا السبب أطلق عليها قديما "الأفعى اللي بزورها ناب".

وفي حال حد صادف الإنسان أفعى في بيته، فإنه ينصح باستخدام عصا طويلة أو مكنسة للسيطرة
عليها، مع إبقاء الضغط عليها وطلب المساعدة.

للأفاعي مضار وفوائد

للأفاعي فوائد ومضار، فهي تعمل على التوازن البيئي، أي إنها تتغذى على القوارض والحشرات الضارة، وهي صديقة للمزارع لأنها تأكل فئران الحقل الضارة للمحاصيل الزراعية.

وفي ما يتعلق بالمضارّ، فإن عمر يضيف أن ذلك يتمثل بالأفاعي السامة، في حال تعرض الإنسان للدغ من إحداها، وقد يتعرض الإنسان للدغ بعدة طرق، من خلال الدعس عليها متعمدا بقصد قتلها أو بالخطأ لعدم الانتباه لها أو عن طريق محاولة الإمساك بها.

ومن مضار الأفاعي أيضا أنها تسبب الخسائر لبعض المزارعين الذين يربون الطيور والمواشي عن طريق لدغ هذه الطيور والمواشي وقتلها.

نسبة الوفيات ضئيلة

وأوضح خبير الأفاعي أن نسبة الوفيات ضئيلة جدا، وذلك لتوفر العلاج اللازم لبعض الأفاعي السامة، ولكن مع السنين القادمة يتوقع أن تزداد نسبة الوفاة في فلسطين لعاملين: العامل الأول هو أن هناك جهلا لدى الناس عن الأفاعي، فعند رؤيتهم للأفعى يقومون بقتلها، ومعظم الأفاعي التي يتم قتلها هي أفاع غير سامة ولا تشكل خطرا على حياة الإنسان، وبالعكس هي مفيدة للإنسان لأنها تأكل الأفاعي السامة، وقتل هذه الأفاعي يساعد على انتشار الأفاعي السامة بكثرة، وهذا الأمر عمل على زيادة عدد حالات اللدغ في السنين الماضية.. ففي السنة الماضية سجلت 36 حالة لدغ من الأفاعي السامة. وهذا العام، منذ بداية خروج الأفاعي، سجل إلى الآن 18 حالة لدغ من الأفاعي السامة والعدد قابل للزيادة، ولهذا السبب فإن إبراهيم يناشد الأهالي عدم قتل الأفاعي غير السامة.

العامل الثاني، هو وجود أفعى سامة لا يوجد لها علاج في العالم، وهي في انتشار واسع، ومع السنين القادمة سوف تشكل خطرا كبيرا على حياة الإنسان، وقد سجلت حالة وفاة من هذه الأفعى قبل ثلاث سنوات في قرية عقربا قرب نابلس..

وتسمى هذه الأفعى "أفعى عين جدي"، والاسم المنتشر في فلسطين هو "الأسود الخبيث".. وهذه الأفعى لونها أسود، صغيرة الحجم، طولها يصل إلى 80 سم فقط، ولا يتعدى سمكها إصبع السبابة، ولا يوجد لها علاج بسبب عدم المقدرة على سحب السم منها لأن أنيابها السامة جانبية ومن الصعب جدا سحب السم منها لصغر حجم أنيابها ورأسها.

وبحسب خبرة عمر، فإن أي أفعى طولها يتعدى المتر ونصف المتر لا تشكل خطرا على حياة الإنسان، وغالبية الأفاعي التي يتعدى طولها المتر والنصف تكون معتدلة السم، أي إن سمها لا يقتل الإنسان.

وأشهر الأفاعي السامة: أفعى فلسطين، والحد الأقصى لطولها 135 سم؛ والحراشف المنشارية، والحد الأقصى لطولها  80 سم؛ والأسود الخبيث (أفعى عين جدي)، والحد الأقصى لطولها 80 سم؛ وكوبرا فلسطين (الصل الأسود)، الحد الأقصى لطولها 120 سم.
التعليقات (1)
ياسمين
الثلاثاء، 27-02-2018 08:02 م
رااااااااءع ومخييف يا سيد عمر جد انك جريء وقوي بس انتبه عنفسك