مقابلات

الزعبي: "إسرائيل" مشغولة بالتهرب من المحاكمات الدولية

الزعبي: علينا أن نستثمر حالة المناصرة الدولية للحقوق الفلسطينية - أرشيفية
الزعبي: علينا أن نستثمر حالة المناصرة الدولية للحقوق الفلسطينية - أرشيفية
لدينا تحفظات على السلطة الفلسطينية وعلاقتنا بها شبه معدومة

"إسرائيل" تسعى لعزل غزة.. وأسطول الحرية حقق نجاحا كبيرا

الخطاب الديني لدى "إسرائيل" أكثر حضورا من الخطاب السياسي

السلطة الفلسطينية لا تفعّل كافة أوراق الضغط على "إسرائيل"

"إسرائيل" لا يمكنها طرد عرب الداخل وتكتفي بالتضييق عليهم



قالت النائبة العربية في الكنيست الإسرائيلي حنين الزعبي، إن الاحتلال "لا يفكر الآن إلا في الهروب من المحاكمات الدولية"، مشيرة إلى أهمية العمل على عزل "إسرائيل" واستمرار وضعها في خانة "المحاسَب دوليا".

وشددت في حوار مع "عربي21" على ضرورة "العمل الفلسطيني الموحد لإفشال مساعي الاحتلال، والعمل بكل قوة دون أي خضوع للضغوطات الإسرائيلية"، مطالبة السلطة الفلسطينية "برفع يدها عن تطور أي نضال فلسطيني في المناطق المحتلة، ووقف التنسيق الأمني مع الاحتلال".

وكشفت عن وجود مفاوضات حثيثة بين نتنياهو وليبرمان الذي يتزعم حزب "إسرائيل بيتنا"، من أجل الانضمام للحكومة الإسرائيلية وتوسيعها، مؤكدا أن تحقيق ذلك "يمكن حكومة نتنياهو الهشة من الصمود لأكثر من عامين".

وأشادت الزعبي بمحاولة "أسطول الحرية 3"، التوجه إلى قطاع غزة، معتبرة أنه حقق "نجاحا كبيرا، والتفافا دوليا حول أحقية القطاع بالحياة، وتجريم الحصار المفروض".

وتاليا نص الحوار..

* "نحن نقدم لكم معروفا في أنكم تجلسون هنا".. كلمة قالها نائب وزير الداخلية الإسرائيلي يارون مزوز في حق نواب الكنيست العرب، ما هي دلالات هذا الهجوم عليكم؟

- لا شك أن الدلالات واضحة باستيعاب الذهنية الإسرائيلية التي تعتمد في وجودها على معاداتنا نحن العرب؛ أصحاب الأرض وسكانها الأصليين، كوننا نقوم بالنضال من أجل حقوقنا الوطنية. هم يريدون القول إنهم اعتمدوا على تلك الثقافة السياسية الإسرائيلية في معاداتنا والتهجم علينا، وهذا خطير جدا، فبموجب هذه السياسة؛ لم يعد حقنا في النضال هو المستهدف، وإنما بقاؤنا أيضا، خاصة وأن "إسرائيل" تنشئ أجيالا على خطاب الاستيلاء على حقنا في الوطن.

وإن انتقال السياسة الإسرائيلية من الديمقراطية إلى العنصرية ليس بدعا جديدا، وإنما هو أسلوب متجذر في تفكيرها منذ الانتفاضة الثانية، وهو نتاج "إسرائيل" الثالثة، التي أصبح الخطاب الديني الاستيطاني فيها أكثر حضورا من الخطاب السياسي الإسرائيلي.

* ألا يدل هذا الخطاب على مخطط لدى الاحتلال يقضي بطرد فلسطينيي الداخل من وطنهم؟

- لا نستطيع القول بذلك، خاصة وأن "إسرائيل" لا تستطيع أن تتحدث بجدية وعلنا عن مخطط من هذا النوع، وأعتقد أن ادّعاء هذا يدل على عدم ثقة في النفس، ومن غير المنطقي أن يحدث بعد 67 عاما من النكبة.. لا أظن أنه سيحدث طرد مكثف ونكبة ثانية مكثفة للفلسطينيين، هذا شعور بالاستضعاف، وأرى أننا الفلسطينيين أصحاب حق.

ولا أشك أن "إسرائيل" تستعمل هذا الخطاب للتهديد، وتحقيق الردع، والتخويف والإرهاب السياسي لا أكثر، ويأتي أيضا في إطار الانعكاس الطبيعي لذهنية الاستقواء، فـ"إسرائيل" تعرف تمام المعرفة أنها لا تستطيع طردنا، ولذلك فهي تعمل بكل وسائلها على تخويفنا وإضعافنا سياسيا، وهي تفعل ما لا تقول، وتقول ما لا تفعل.

* ما هي مخططات الاحتلال التي يسعى لتحقيقها في ما يتعلق بفلسطينيي الداخل، أو الضفة الغربية وغزة؟

- المخططات الإسرائيلية لا تبتعد عن إبقاء الوضع القائم على ما هو عليه دون تغيير، فـ"إسرائيل" تريد استمرار التنسيق الأمني، وتريد أن تبقي سلاح رهبتها مسلطا على رقابنا نحن فلسطينيي الداخل، فلا نناقش ولا نجادل في سياساتها وممارساتها ضدنا، وإلا فتهديداتها جاهزة بسحب الجنسية، والملاحقة في المظاهرات، وهي تريد استكمال تهويد الأرض ومصادرة الأراضي الفلسطينية في الداخل المحتل، ومؤخرا باتت تتبع أسلوب التحريض ضدنا وتضيق علينا؛ فلا تترك كتابا لكاتب أو مثقف عربي إلا وتسحبه من المؤسسات الثقافية متذرعة بحجج واهية.

ولكن على الرغم من تلك المخططات؛ فإن "إسرائيل" تعمد إلى إرجائها، وتضع نصب أعينها الآن الهرب من المحاسبات والمحاكمات الدولية. ونحن علينا هنا أن نسعى للانتقال في نضالنا إلى مرحلة أخرى أكثر جرأة؛ لعزل "إسرائيل"، واستمرار وضعها في خانة المحاسَب دوليا، وذلك ليس صعبا، فما علينا إلا أن نحسن استخدام تقرير لجنة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة الذي صدر مؤخرا، وإضافته إلى تقرير غولدستون، والعديد من الاستنتاجات والقرارات الدولية التي تشير إلى انتهاكات "إسرائيل" وارتكابها جرائم حرب.

أعتقد أن هذه الوسيلة الدولية ستؤتي ثمارها، وخاصة مع استمرار الخطوات الفعلية للسلطة الفلسطينية بتسليم مطالب لمحكمة الجنايات الدولية بمحاكمة "إسرائيل". وفي ظل هذا؛ سيبقى المخطط الأوحد حاليا لـ"إسرائيل" ليس فرض واقع على الأرض في ما يتعلق بنا أو بفلسطينيي الضفة، وإنما الاستماتة في الدفاع عن نفسها، وخلق حملات دعائية مضادة للتقرير ولتبعاته وأصدائه.

* ما هي أولوليات حكومة بنيامين نتنياهو خلال المرحلة القادمة؟

- إذا نجحت حكومة نتنياهو في إضعافنا، ولم نتمكن من تحقيق وضعها في خانة المحاسبة الدولية والمساءلة القانونية؛ فإنها ستعود إلى عنوان إدارة الصراع، وعدم التعامل مع الملف الفلسطيني إطلاقا.

وتسعى حكومة نتنياهو إلى تعزيز الاستيطان، وخاصة الكتل الاستيطانية، وكل ما يمكنه أن يقوي موقفها في المفاوضات التي تتهرب منها لتعزز دورها الاستيطاني على 60 بالمئة من المنطقة التي تريدها في غور الأردن، وذلك لتتمكن من المطالبة بالنقاط والثوابت الإسرائيلية التي تنادي بعدم إقامة دولة فلسطينية ذات سيادة حقيقية، والامتناع عن الانسحاب الكامل.

إن "إسرائيل" تريد دخول المفاوضات من موقع قوة، وليس من موقع ضعف، ولذلك فهي لن تدخلها بعد تقارير الأمم المتحدة الأخيرة حول ارتكابها جرائم حرب، ولذلك فإنها ستعمل على تهدئة الرأي العام الدولي، وتخرج بصورة ديمقراطية، وبعد ذلك ستحاول تأجيل نقطة الدخول إلى مفاوضات. وأعتقد أن نتنياهو لا يريد مفاوضات في ظل حكومة ائتلاف ضيقة لن تسمح له بأي مناورة مع الفلسطينيين، وإنما يريد إدارة الصراع. ولكن الأهم من ذلك كله هو أن علينا كفلسطينيين الخروج من الوضع القائم، وتغيير قواعد اللعبة، مستثمرين حالة المناصرة الدولية للحقوق الفلسطينية.

* ما هي توقعاتكم لمستقبل حكومة نتنياهو؟

- أعتقد أن الحكومة الحالية هشة، وهو ما يفسر سعي نتنياهو إلى توسيعها كي تضم حزب "إسرائيل بيتنا"، وأظن أن دخوله للحكومة قريبا سيمكن حكومة نتنياهو من الصمود لأكثر من عامين.

ويسعى نتنياهو حاليا إلى استغلال الانتقادات الدولية الموجهة له في مفاوضاته مع حزب "إسرائيل بيتنا" لتوسيع الائتلاف؛ بحجة صد الهجمة الدولية على "إسرائيل".

* ماذا عن علاقتكم بالسلطة الفلسطينية؟ وما هي أهم المواضيع المتعلقة بالقضية الفلسطينية التي تتداولونها بالنقاش؟

- علاقتنا بالسلطة تكاد تكون معدومة، فلا توجد أية نقاشات رسمية ولا متواصلة ولا مكثفة؛ لأن التوجهات مختلفة بيننا وبين السلطة ورئيسها محمود عباس، ونحن لدينا تحفظات كثيرة، ونقد شديد لأداء السلطة، وخاصة في ما يتعلق بموضوع التنسيق الأمني، والنضال الشعبي، والمحاكمات الدولية، فالسلطة لا تُفعل كافة أوراق القوة والضغط على "إسرائيل" من أجل إحقاق الحقوق الفلسطينية، وحين تُغير هذه المعطيات؛ يُمكن أن تجمعنا بها علاقة وطنية وقومية موحدة.

* ما رأيكم برحلة "أسطول الحرية 3" الذي منعه الاحتلال الإسرائيلي من الوصول إلى قطاع غزة المحاصر؟

- لا شك أن مجرد محاولة التوجه إلى قطاع غزة نجاح كبير، والتفاف دولي حول أحقية القطاع بالحياة، وتجريمه للحصار المفروض على سكانه.

أعتقد أن الرسالة التي حملها متضامنو الأسطول تؤكد على أن النضال من أجل إحقاق الحقوق الفلسطينية لن يتوقف، وأن على "إسرائيل" التي اعترضته أن تدرك أن نشاط الأسطول لن يتوقف حتى ننتصر.

ومن الواضح أن "إسرائيل" تسعى جاهدة لعزل غزة عن العالم، ومحوها من خريطته الجغرافية والسياسية، لكن مثل هذه النشاطات تلقي الضوء بقوة على غزة، وتضغط على الرأي العام الدولي باتجاه إنهاء الحصار، وإجبار "إسرائيل" على تغيير سياساتها معها.
التعليقات (1)
سلوى بجاوي تونس
الجمعة، 03-07-2015 01:37 ص
عباس و فيتو أمريكا لن يسمحا بوضع اسرائيل في خانة المحاسبة مهما كان الضغط الدولي ولا ننسى الخائن السيسي ... ويبقى أهل مكة أدرى بشعابها