مقالات مختارة

صعود وصعود «داعش»!

عبد الرحمن الراشد
1300x600
1300x600
وها هي الرمادي، عاصمة محافظة الأنبار، أيضا تسقط بيد تنظيم داعش، بعد نحو عام فقط من سقوط الموصل، عاصمة محافظة نينوى. نحن أمام دولة سرطانية تكبر حجما وخطرا في كل من العراق وسوريا، وتهدد الجوار الأردني والسعودي أيضًا.

انهارت الرمادي بنفس الأخطاء التي تسببت في سقوط الموصل، وشاهد العالم قطعات الجيش العراقي تفر مسرعة من المدينة، تتبعها فوضى سياسية، في العاصمة بغداد، وكل فريق يلوم الآخر. والحقيقة اللوم كله يقع على الحكومة العراقية التي عجزت عن اتخاذ قرارات حاسمة وقبلت عدم إغضاب المتطرفين.

من الكاسب والخاسر من وراء انتصار «داعش» في عاصمة المحافظة الكبرى في العراق؟

«داعش» الكاسب الأول. فهو ينمو من تنظيم إرهابي مبعثر إلى دولة، وبسيطرته على مدن رئيسية يحصل على المزيد من السلاح والرجال والمال والنفوذ. الآن، يتمدد محتلاً عشرات المدن والقرى، بما فيها عاصمتا محافظتين، ويطل على حدود ثلاث دول، واقترب بشكل أكثر من العاصمة بغداد.

والخاسر الأول هم أهالي كل محافظة الأنبار. ستزيد معاناتهم، وسيتصاعد عدد المشردين، الهائمين على وجوههم في الصحراء. ووفق تقديرات الأمم المتحدة، فإن عدد اللاجئين العراقيين داخل بلدهم يبلغ أكثر من مليوني عراقي، معظمهم من السنة العرب، الذين يحظر عليهم اللجوء إلى بغداد وكربلاء وكردستان لأسباب طائفية وعنصرية.

وفي الوقت نفسه لا يستطيعون البقاء في نفس المدن التي يحتلها مقاتلو «داعش» خوفا من الذبح، أو من تجنيد أبنائهم رغما عنهم، أو خشية أن يقتلوا نتيجة القصف الجوي أو قذائف المدفعية، كما حدث لأهالي مدينة تكريت.

الكاسب الآخر من تمدد «داعش» هو إيران؛ فقد أصبح العراق دولة فاشلة يحتاج إلى دعم الإيرانيين. وقد عرضت حكومة طهران استعدادها لإرسال المزيد من الدعم العسكري، لتعيد التجربة السورية، حتى أصبح النظام السياسي يعتمد بشكل أساسي على القوة الإيرانية، في حماية نظام الأسد.

وبسبب انتصارات «داعش» يتحول العراق، الغني والاستراتيجي، مع الوقت، إلى محافظة إيرانية. وليس غريبًا كيف استمرت الهزائم، فالقوى العراقية الشيعية المتطرفة، بما فيها قيادة «الحشد الشعبي»، وهي ميليشيات طائفية، ترفض مبدأ تسليح عشائر الأنبار من أجل الدفاع عن مناطقها وأهاليها ضد هجمات «داعش».

وقد اضطر رئيس الوزراء الدكتور حيدر العبادي إلى التراجع عن وعوده لعشائر الأنبار بتسليحهم، نتيجة احتجاجات القوى الطائفية. كما اضطر العبادي إلى الاعتراض على رغبة الحكومة الأميركية بتسليح العشائر السنية لمقاتلة الإرهابيين في مناطقهم، محذرًا أنه تجاوز للسيادة العراقية. وهكذا سقطت عاصمة الأنبار، وتمدد التنظيم الإرهابي ليعطي الإيرانيين مسوغات شبيهة بما فعلوه في سوريا. وزير الدفاع الإيراني كان أول الزائرين لبغداد، كما أعلن العبادي أنه «ناشد» الحشد الشعبي التقدم لتحرير الرمادي بعد فشل الجيش!



(نقلا عن صحيفة الشرق الأوسط)
التعليقات (3)
محمد
الأربعاء، 20-05-2015 04:27 ص
هههههههه إلى بيحصل دا في مصلحة إيران ؟؟ علي اساس إن إيران مكنتش خدت العراق تقريباً أن الجاهل إلى كتب المقال ميعرفش ان المالكي كان بيعمل مدابح للسنه وبغداد بقت عاصمة الشيعه .. إلى كاتب المقال دا حمار ومسكوه قلم
pearls shine
الثلاثاء، 19-05-2015 06:19 م
?تريدون أن تعترفو ولو لثانيه ان من أسباب الفشل. الكبير والذي أ?ن تتباكون عليه و? تتداركونه. هو موقف الحكومات العربيه السنيه. ?نعود ال الماظي البعيد ومئاسيه. ولكن ألى زمن قريب ?يتعدى عقد بعد أحتلال العراق هل حاولتم أن تحتو العرب الشيعه أم أبتعدتم عنهم كئنهم جرب. وئويتم بعث صدام الذي أحتل الكويت ولعب معظم الدول العربيه عل أصبعه تفجيرآ وسبآ في أعلامهو.و. كنت نتوسل نظره أو علاقه طيبه تجمعنا مع أمتنا ولكن أبيتم ذلك . لئنكم تتصورون الشيعه أقل مقامآ منكم. فتوجه معظم الشيعه آ? حظن يأويهم ويستمدون القوه منه والعزه والكرامه. فئخذو تكيلون لنا اللوم ?ترحمون و?تدعون أحد يرحمنا . ارسلتم المتفجرات وأ?موال وأصبح البعث حبيبكم لم تتواصلو ولم تفهمو و?تريدو ذلك لحد أ?ن . أتعظو. قبل أن تخسرو عاصمه وراء أخرى .ماذا فعلتم ا?ن في اليمن نفس الحل العنجهي أجتمعتم مع الموالين لكم وتروجون أن الحوثي ن قله ستبيدونها. ثلث الشعب أي ثمانيه ملاين تبيدونها بماذا بطيارانكم أم ببياناتكم أم بالمرتزقه لماذا ?تجلسون للتداول في مدن أخرى غير الرياض وأن كنتم حقآ تزرعون ألمل وليست السيط ه وأ?ملائات. ماذا أستفاد صدام من أحتلال الكويت غير السقوط بالهاويه. ?أقول أن اليمن عندها أمكانية الكويت في تجيش الجيوش. ولكن ستدخلون حرب أستنزاف وتقعون في منطقه الرمال المتحركه ?فرقه سنغاليه و? فرنسا القابظه للعقود الفلكيه .?زمان و?المكان يسمح بذلك . غروركم الطافح بالتسليح الكثير وألأموال التي ?تحصى لن تشفع لكم .ليعتبر غروركم اليمن شوكه في الخاصره ستبقى توئلمكم وتدمي وتلتهب حتى أ?نهاك .فتعظو...؟