ملفات وتقارير

السلطة تغير مواقف قيادات في "نداء تونس" 180 درجة

اختلاف جذري لنداء تونس بين المعارضة والسلطة - الأناضول
اختلاف جذري لنداء تونس بين المعارضة والسلطة - الأناضول
رغم أنّ "نداء تونس" لم يمارس السلطة بعد، إلاّ أنّ مواقف عدد من قياديي الحزب، خلال الأيام القليلة الماضية، تغيّرت 180 درجة وجاءت مناقضة لما كانوا ينتقدونه لمّا كانوا في "المعارضة"، ومُنسجمة تماما مع أشهر مقولات الفيلسوف السياسي "نيكولا ميكافيلي" الذي قال "الحاكم الحكيم لا يحتفظ بإيمانه عندما يكون ضدّه".

ولم تَخلُ بعض المواقف والتصريحات، التي رصدتها "عربي21" لقياديين من "النداء"، من مفارقات لا تحدث إلّا حين يصبح السياسي في موقع السلطة والقرار، ومن أهمّها محاولة المستشار السياسي للرئيس الباجي قايد السبسي، محسن مرزوق، التضييق على كوميدي تعوّد نقد السياسيين في عهد الترويكا وإلى اليوم.

مضايقات

وكشف الكوميدي وسيم في تصريح لإذاعة موجات إذاعة "إي أف أم"، منذ يومين، عن "تعرضّه لمضايقات من قبل قيادات في "نداء تونس" على خلفية فقرات كوميدية بثتها إذاعة "موزاييك" الخاصة مؤّخرا ضمن برنامج "سايس خوك".

وأشار الحريصي، المعروف باسم "ميغالو" إلى محسن مرزوق، القيادي بـ"النداء" ومستشار السبسي، مذكّرا بأنّه (مرزوق) كان يعترضه في أروقة مقر إذاعة "موزاييك" -زمن حكم الترويكا- ويشكره على جرأته. 

وأضاف: "كان مرزوق يأتي إلى إذاعة موزاييك لإجراء بعض الحوارات السياسية، وشاءت الصدفة أن التقي به عديد المرات، وكان يقول لي أنه يملك أفكارا كثيرة بإمكانها فضح أخطاء وعيوب الترويكا .. أما اليوم فقد تغيّر كل شيء وأصبحت فقراتي الكوميدية لا تعجبهم".

سيواصل النقد

واستغرب الحريصي ممّن اعتبرهم "مناصرين لحرية الرأي والتعبير وانقلابهم بصورة مفاجئة على تلك الشعارات التي تغنوا بها قبل الانتخابات الأخيرة"، لافتا إلى "أنه لم يتعرض لأي ضغوطات طيلة حكم الترويكا رغم تخصيصه جانبا هاما من المواقف الكوميدية لانتقاد قيادات الترويكا أو رئيس الجمهورية السابق منصف المرزوقي أو رؤساء الحكومة الذين تعاقبوا على تونس بعد الثورة أو الوزراء، رغم حدة الانتقادات التي تضمنتها الفقرات الكوميدية".

وشدّد الحريصي على أنه سيواصل النقد ونشر المواقف الكوميدية دون الرضوخ لأي إملاءات من أيّ طرف كان.

سؤال مستفز

وفي السياق ذاته، استهجن عدد من الصحفيين التونسيين ردّ فعل القيادي في "نداء تونس" لزهر العكرمي تجاه أسئلة وُجّهت إليه بخصوص مفاوضات تشكيل الحكومة الجديدة خلال اجتماع الهيئة التأسيسية للحزب ونوّابها بالبرلمان الأسبوع الماضي.

وردّ العكرمي، الذي عمل صحفيا في السابق، بنبرة متوتّرة على سؤال صحفي من إذاعة موزاييك": هل تؤكّدون على تصويت كل النوّاب لصالح حكومة الصّيد؟".. فردّ العكرمي: "أنا يستفزّني هذا السؤال ولا يستحق الإجابة"، مكرّرا غضبه من الصحفي في مناسبة ثانية بقوله: "سؤال لا يطرح بهذا المعنى، وسأجيبك".

من جانب ثان كشف القيادي في "نداء تونس" المحامي عبد الستار المسعودي أن حزبه كلف رئيس المكتب التنفيذي بو جمعة الرميلي بتقديم مُرشحي النداء لحكومة حبيب الصّيد، فقدّم سيّدة من أصهاره. 

وأضاف المسعودي خلال استضافته في برنامج سياسي على قناة "المتوسط" الخاصة "أنّ وزيرة الثقافة في حكومة الصّيد لطيفة الأخضر هي إحدى أصهار بوجمعة الرميلي ولا تنتمي لـ "النداء". متابعا بأنّ أغلب مسؤولي الحزب "تفاجأوا بأسماء في تركيبة الحكومة لم نسمع بها من قبل ولو على سبيل الذكر".

المطر "صوّت للنداء"

من جانبه اعتبر القيادي في "النداء" منذر بلحاج خليفة، في حوار بإذاعة "موزاييك" منذ أيّام، أنّ حزبه طالع خير على تونس، وربط بين الغيث النافع الذي نزل منذ أيّام قليلة وبين حزبه الذي بدأ يمسك بمقاليد السلطة، مذكّرا بالوزير الأوّل الأسبق في عهد الرئيس الراحل حبيب بورقيبة الذي قال ذات مرة: "المطر صوّتت لي".

وعلّق ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي على تصريح بلحاج خليفة بأنّه غير مقبول، خاصّة أنّ التونسيين لم يستسيغوا من قبل تصريحا للقيادي المستقيل من حركة النهضة حمّادي الجبالي في اجتماع شعبي عقب فوز الحركة في انتخابات أكتوبر 2011 بـ "أنّ ذلك الفوز هو إشارات ربّانية". 

العناية الإلهية أرسلت السبسي

ويذكّرُ تصريح بلحاج خليفة بما قاله القيادي في "النداء" خالد شوكات منذ فترة: "إنّ العناية الإلهية أرسلت الباجي قايد السبسي لإنقاذ تونس..  ليحكمها و يقودها إلى بر الأمان".
التعليقات (0)