ملفات وتقارير

التعليم بمصر: "بانجو" و"برايز" هم مفجرو الثورة

صور المسؤولين عن حملة تمرد في مناهج الدراسية - فيسبوك
صور المسؤولين عن حملة تمرد في مناهج الدراسية - فيسبوك

تزايدت حدة الانتقادات الموجهة لوزارة التعليم في مصر بعد إدخالها إضافات جديدة على المناهج الدراسية الخاصة بمادة التاريخ لطلاب المرحلة الابتدائية تم فيها وضع فقرات وصفت الانقلاب بـ "ثورة 30 يونيو".

وضم كتاب التاريخ للصف السادس درسا بعنوان "ثورتا 25 يناير 2011 و30 يونيو 2013"، سرد أسباب ثورة يناير وتنحي مبارك، وأشار إلى أن المجلس الأعلى للقوات المسلحة حمى الثورة، وأن حكومتي عصام شرف وكمال الجنزوري لم تحقق أهداف الثورة.

وقال إن الاسلاميين "تصدروا المشهد وأظهروا أنفسهم على أنهم مفجرو الثورة، وكونوا أحزابا سياسية مثل الحرية والعدالة وحزب النور وحزب الإصلاح رغم مخالفة ذلك للدستور وقانون الأحزاب السياسية، والتى تحظر قيام أحزاب على أساس ديني، وتفوقت على الأحزاب السياسية الأخرى التى تعبر عن المجتمع المدني". 

وعن انتخابات رئاسة الجمهورية، تحدث الكتاب عن أن محمد مرسي مرشح حزب الحرية والعدالة فاز على أحمد شفيق المحسوب على نظام مبارك بنسبة 51%.

كما تناول "مساوئ حكم جماعة الإخوان المسلمين" بعد وصول الرئيس محمد مرسي إلى الحكم، مشيرا إلى أن الإخوان "لم يقدموا أي حلول للمشكلات التى يعاني منها الشعب وسعوا لحماية مصالحهم وتمكين الجماعة فى هيئات الدولة وتسببوا في تدهور الأوضاع الاقتصادية".

وعن 30 يونيو، تطرق الكتاب إلى أنها "ثورة" حدثت نتيجة "استبداد" الإخوان و"فشلهم في الحكم"، مشيرا إلى أن "حركة تمرد" دعت لسحب الثقة من مرسي وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة "لكنه لم يستجب" فأصدر الفريق عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع بيانا أعلن فيه عزل مرسى وتسليم السلطة لرئيس المحكمة الدستورية.

وعن "مكاسب" ثورة يونيو قال الكتاب إن من بينها فض اعتصام رابعة العدوية وإصدار دستور جديد واجراء انتخابات رئاسية فاز بها السيسي على حمدين صباحي الذي وصفه الكتاب بـ "أحد النشطاء السياسيين".

وأرفق بهذا الدرس عدة صور، من بينها صورة لمؤسسي حركة "تمرد" الناشط "محمود بدر" الشهير بـ "بانجو" ومحمد عبد العزيز الشهير بـ "برايز" و"حسن شاهين" باعتبارهم مفجري "الثورة" وقادتها الذي ساهموا في الإطاحة بحكم الإخوان، وصورة أخرى لعبد الفتاح السيسي أثناء إلقائه بيان الإنقلاب.

تاريخ مزور

ولم يكن مناهضو الانقلاب هم فقط الذين اعترضوا على تلك الإضافات، بل أبدى كثير من مؤيدي الانقلاب استياءهم من ذكر حركة تمرد في كتب التاريخ، معتبرين أنهم لم يكونوا وحدهم الذين دعوا إلى مظاهرات 30 يونيو فضلا عن أنهم لا يصلحون أن يكونوا قدوة لتلاميذ المدارس. 

وقال إسلام الكتاتني، الإخواني المنشق وأحد الداعين لـ30 يونيو: "أعترض طبعا على وضع صور في تاريخ مصر، لهؤلاء الثلاثة، مينفعش أولادى يشوفوا دول قدوة".

وانتقد إسحق عبيد، مقرر لجنة التاريخ بالمجلس الأعلى للثقافة، كتابة الأحداث الجارية في كتب التاريخ، مشددا على ضرورة ألا يتم تأريخ أي أحداث سياسية وتسجيلها إلا بعد مرور ما يقرب من 50 عاما من وقوع الحدث.

وأوضح عبيد -في تصريحات صحفية- أن كتابة الأحداث أثناء حياة أصحابها يشوبها المجاملة وخوف المؤرخ من الضغوط ما يتسبب في تزييف الحقائق وافتقاد السرد للموضوعية.

وطالبت منظمة "العدل والتنمية" بإقالة وزير التعليم وخبراء تطوير المناهج التعليمية مع إلغاء هذه الدروس فورا لتصحيح هذا الخطأ.

واتهم "زيدان القنائي"، مسؤول المكتب الاستشاري للمنظمة، المسؤولين بالوزارة عن وضع المناهج بتعمد تزييف الحقائق والتاريخ، الأمر الذى يعد إهانة لثورة الشعب المصرى خلال 25 يناير وإهانة للشعب المصرى بأسره وللحركات الثورية وشباب مصر.

لكن محمود بدر استنكر هذا الهجوم وتساءل -خلال حواره مع قناة دريم مساء الثلاثاء- "في حال فشل ثورة 30 يونيو من الذى كان سيتم سجنه؟ هل الذين وضعت صورتهم على كتاب التاريخ أم المنتقدين لهذه الصور؟ مؤكدا أنه في حال سحب الكتاب فلن يهتم بالأمر بعد أن نجحت تمرد في الإطاحة بجماعة الإخوان من حكم مصر". 

ورفضت حركة "تمرد" بالإسكندرية المحاولات التى تتعرض لها وزارة التعليم من ابتزاز حتى تمحو اسم تمرد ورموزها من كتب التاريخ، مشددة على أنهم "قادوا الحراك الثوري للتخلص من الفساد والإرهاب".

السلفيون وعكاشة في غضب 

وردا على هذه التعديلات، شن حزب النور هجوما على الحكومة، بسبب ما اعتبره إهانة للحزب بعد وصفه بأنه "حزب مخالف للدستور".

وأعلن الحزب -في بيان له الثلاثاء- وضع خطة للتصعيد القانوني والسياسي ضد الحكومة، للتصدي لما اعتبره مخططا لتشويه صورته أمام الرأي العام الهدف منه هو إقصاء السلفيين وحل حزب النور، مطالباً بضرورة محاسبة المسؤولين عن ذلك.

 وأكد أن الحزب سيطالب بعزل وزير التعليم وسيقدم بلاغات قضائية ضد كل أعضاء اللجنة، مشددا على أن التعليم الخاطئ سيتسبب في زيادة التطرف والإرهاب.

كما أبدت المذيعة "حياة الدرديري" استياءها من ذكر دور مؤسسي تمرد، وتجاهل دور الإعلامي توفيق عكاشة، قائلة "إذا كان يتم الآن عملية توثيق للتاريخ فيجب ألا يتم تزويره، لا تبخسوا الناس أشياءهم.

وتابعت الدرديري، في تصريحات تلفزيونية أن عكاشة دعا لأكثر من 13 مليونية في مختلف المحافظات وحشد الشعب ضد الإخوان، وطالبت وزارة التعليم بإدراج دوره في "ثورة" 30 يونيو في كتب التاريخ.
التعليقات (1)
salah
الأربعاء، 01-10-2014 07:04 م
ياللعار على كتاب التاريخ ان يصدر بانجو وبرايز قدوة ?بنائنا فهو العهر بعينه وعار على مصر ان يكون امثال هؤ?ء مثال لقيادة ثورة خرجت تحت حماية الشرطة والجيش