ملفات وتقارير

مقاتلو المعارضة يتحصنون بجبال الساحل السوري

استغل الجهاديون خبراتهم في قصف أمريكا لأفغانستان والعراق ـ أرشيفية
استغل الجهاديون خبراتهم في قصف أمريكا لأفغانستان والعراق ـ أرشيفية
نقلت معظم الحركات والمنظمات الجهادية، وأهمها "جبهة النصرة"، مراكزها الأساسية في المناطق المحررة إلى الجبال في الساحل السوري، واتخذوا تدابير أمنية معقدة يصعب معها الوصول إليهم في ظل ضربات التحالف الدولي على العراق وسوريا. 

وقال ناشطون لـ"عربي 21"، إن معظم الحركات الجهادية انتقلت إلى مناطق في جبال الساحل كانت مأهولة في مراحل تاريخية سابقة، خصوصا في جبل التركمان والأكراد.

وبينوا أنه في بداية الثورة كانت هذه الجبال تحت سيطرة النظام السوري حتى منتصف عام 2012، وبعد تحريرها انتقلت عناصر قوات المعارضة الى القرى والمدن المحررة كمدينة سلمى في جبل الأكراد وقرية ربيعة في جبل التركمان.

وبين أحد الناشطين فضل عدم ذكر اسمه، أن ضربات التحالف الدولي لم تطل الساحل حتى اللحظة، فمعظم التنظيمات غادرت مراكزها الأساسية في المناطق المحررة إلى الجبال، ومن هذه التنظيمات "جبهة النصرة" التي انسحبت من معظم الأماكن والتجمعات الرئيسية التي كانت تتواجد فيها إلى مناطق أخرى أكثر أمنا منها جبال الساحل.

واتخذت "حركة شام"، التي تم تصنيفها مؤخرا ضمن لائحة الإرهاب إجراءات أمنية مشددة، حيث نقلت جميع مراكزها الرئيسية إلى جبلي الأكراد والتركمان في الساحل السوري إلى مناطق غير معلومة في الجبال الوعرة.

ويتخذ المسؤولون الأمنيون لـ"جبهة النصرة" مزيدا من الاحتياطات والتدابير الأمنية معتمدين على الخبرة في التعامل مع الضربات الأمريكية في كل من أفغانستان والمغرب العربي، حيث أوقفوا استعمال أجهزة الإنترنت والجوال.

وتتمتع معظم هذه التنظيمات بقاعدة شعبية مقبولة لا سيما "جبهة النصرة" كونها طوال الفترة الماضية كانت تقوم بأعمال إغاثية وتنموية في القرى التي مازال المدنيون يقطنون فيها كقرى جبل الأكراد، بالإضافة إلى المخيمات التي تنتشر على الشريط الحدودي مع تركيا.

ولم تشهد المنطقة الساحلية أي عمليات نزوح للمدنيين من المناطق القريبة من مقرات "جبهة النصرة" التي تم إخلاؤها مؤخرا.

وقال علي السيد وهو أحد المدنيين في تصريح خاص لـ"عربي 21"، إن هذه الضربات استهدفت المقاتلين الذي يساعدوننا في حربنا ضد النظام الذي قتل السوريين بالكيماوي ولم يحرك الغرب ساكنا، ولكنهم حركوا طائراتهم ضد "داعش" لأنها قتلت أميركيين".

وبحسب ناشطين، فإن الجميع في الساحل السوري يترقب متى سيأتي دوره، والخوف لا يفارق الجميع حتى المدنيين الذين كانوا على مدار الأعوام الثلاثة الماضية الضحية الأكبر لهذه الحرب.
التعليقات (0)