ملفات وتقارير

الداخل الفلسطيني يهب نصرة لغزة

الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني في وقفة تضامنية - (وكالات محلية)
الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني في وقفة تضامنية - (وكالات محلية)
شهد الداخل الفلسطيني هبة جماهيرية تضامنا مع قطاع غزة، ورفضا للعدوان الإسرائيلي على القطاع والذي يتواصل لليوم العاشر على التوالي، وعمت المسيرات منذ بداية العدوان أرجاء الداخل، طالب فيها الفلسطينيون بوقف العدوان والمجازر بحق المدنيين، ورفع الحصار عن القطاع، ورفع فيها المتظاهرون الغاضبون العلم الفلسطيني.

وقالت الناشطة اليسارية سحر عبدو إن "فلسطينيي الداخل وعلى مر السنين أثبتوا انتمائهم وصلابة موقفهم بصمودهم على أرض فلسطين الغالية وتحدي العدو الصهيوني بجميع محاولاته لترحيلنا من أرضنا، ولكننا صمدنا وصبرنا وقاومنا بطرقنا الخاصة... بجميع الحروب التي شنها العدو الصهيوني على القطاع الغالي أثبت فلسطينيو الداخل الانتماء الحقيقي لفلسطين وكانت الرسالة لجميع من شكك بانتمائهم أنهم جزء لا يتجزأ من شعبنا الفلسطيني من خلال مظاهرات انطلقت بعدة مناطق بعشرات الآلاف للتضامن مع أهلنا بالقطاع".

وأضافت عبدو في حديثها لـ"عربي21": "هناك مظاهرات تضامنية يومية ومواجهات مع شرطة العدو لنقول وبصوت مرتفع نحن جزء لا يتجزأ من شعبنا الفلسطيني، في الوقت الذي يحاول فيه العدو بجميع الوسائل أسرلتنا، ويشن عدة قوانين لتعجيزنا واستسلامنا لهم، ولكن ردنا كان المزيد من الانتماء والحفاظ على هويتنا الفلسطينية والتصدي لجميع محاولات التهويد والأسرلة بالتعاون مع بعض الانهزاميين من قيادات شعبنا".

وكان الداخل الفلسطيني شهد الشهر الماضي مسيرات غاضبة من شماله إلى جنوبه بعد جريمة قتل مستوطنين للطفل المقدسي محمد أبو خضير، وتطورت المسيرات إلى مواجهات عنيفة مع شرطة الاحتلال، واعتقل على أثرها العشرات من الشبان.

بدوره قال نائب رئيس الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني كمال الخطيب، إن هبة فلسطينيي الداخل تأتي في ظل استمرار المجازر والمذابح الإسرائيلية بحقّ "إخواننا في غزة"، وارتقاء مئات الشهداء وسقوط آلاف الجرحى، وتدمير مئات المنازل السكنية في جميع أنحاء القطاع، وما زال هناك المزيد من التصعيد.

وأضاف في حديثه لـ"عربي21": "كان لا بد لنا نحن في الداخل الفلسطيني أن نتحرّك صوب إخواننا، ليس للتضامن، انما هو شعور الأخوّة التي تجمعنا مع أهلنا هناك. الحركة الاسلامية ناصرت جميع القضايا التي تهم وتخص المسلمين، سواء في البوسنة أو الشيشان أو الصومال أو كشمير، وبالتالي فإن أوجب الواجب أن نؤدي دورنا للأهل في غزة".

وأشار الى أن الحركة الإسلامية قامت بحملة إغاثة "الغذاء والدواء"، وستقوم بإيصال كميات كبيرة إلى قطاع غزة، إضافة إلى فعاليات التضامن الأخرى من اعتصامات ومسيرات.

ونوه إلى أن التضامن مع قطاع غزة "لا يضعف تواصلنا في مشوار الرباط المقدس إلى المسجد الأقصى، تحديدا في ظل هذا الاحتلال القارص والتضييقات المستمرة على المرابطين، والاقتحامات اليومية من قِبل قطعان المستوطنين، وأهلنا مدعوون للمشاركة في جميع هذه النشاطات من أجل أن يصل صوتنا إلى غزة، لنقول لهم أنتم تنوبون عن الأمة، أنتم شرف الأمة، أنتم الذين تدفعون ضريبة عزة الأمة من دماء أرواحكم".

ويرى المحلل سياسي الفحماوي توفيق محمد أنه "يخطئ من يظن أن أهل الداخل الفلسطيني هم خارج السياق الوطني الفلسطيني، ويخطئ من يعتقد أنهم بمجرد وجودهم على هذا الطرف من خارطة الوطن التاريخية يعني أنهم قد ذابوا في الحالة الإسرائيلية".

وأكد بقوله لـ"عربي21": "أبدا ليس الوضع هكذا، وقضية المظاهرات الغاضبة التي ما تزال تعم أرجاء الداخل الفلسطيني هي ليست قضية تضامن مع أهلنا في غزة بقدر ما أنها رد فعل صادق يعبر عن حالة وطنية متجذرة في الوجدان الفلسطيني لديهم، وليس هناك من شك أن الجرح الذي يصيب أهلنا في غزة، ينبع في الداخل الفلسطيني، فالألم واحد والأمل واحد والجرح واحد".

وأوضح أن "الحالة الوطنية التي يشهدها الداخل الفلسطيني هي حالة حقيقية وهي أكثر من حالة تضامن، هي حالة نصرة، حالة انتصار لغزة، حالة تماهي مع الألم ودعم إعلامي وسياسي وإغاثي ومعنوي، وهي حالة مستمرة ومتدحرجة من التظاهر ومن النشاطات المختلفة الداعمة لغزة ومتصاعدة ما دام العدوان على غزة مستمرا".

يشار إلى أن الداخل الفلسطيني يشهد حملة تحريض واسعة من مجموعات إسرائيليّة متطرفة، بعد المواجهات بين الشبان الفلسطينيين والشرطة الإسرائيلية، وفعاليات التضامن مع غزة، حيث دعت هذه المجموعات إلى طرد العرب من أماكن عملهم في المتاجر والمطاعم وغيرها، وفرض مقاطعة اقتصاديّة على مصالحهم التجارية ومنتجاتهم، في محاولة للمساومة على لقمة عيشهم.
التعليقات (0)