مدونات

الحروب الجيوفيزيائية الجديدة "المجال الخامس للقتال"

علي بشار
علي بشار
برزت في الأعوام العشرين الماضية ظواهر غير طبيعية لم يشهد لها مثيل على مر التاريخ المسجل فيما يخص دوائر الأرصاد الجوية و هيئات الرصد الزلزالي حول العالم ، اذ تؤكد بعض الدراسات ان منذ عام 1992 تم تسجيل حالات غير طبيعية لحدوث كوارث ظاهرها طبيعي تتعلق بالبيئة و المناخ كالزلازل و الأعاصير و الامواج البحرية "تسونامي"  لكن خلفياتها و دلالاتها و أوقات حدوثها و ظروفها المصاحبة غير طبيعية .

و بعد البحث و التقصي و محاولة الإطلاع عن أساب هذه الظواهر المتزايدة و غير الطبيعية ، لفت انتباهي احد المشاريع الأمريكية فيما يتعلق بدراسة الطقس و الغلاف الجوي الموسوم بـ "الشعاع الازرق" و الذي يتكون من 4 مراحل أهمها و أولها هو مشروع "هارب" والذي يعني تسليط كميات كبيرة جدا من الوحدات الكهربائية الأيونية و الطاقة الى جزء معين و محدد في الغلاف الجوي(وتحديداً طبقة الايونوسفير) مما يؤدي الى التأثير على خواص الطبيعية للمناخ و تهييجه و العبث به بطريقة علمية ، وهذا البرنامج بدأت رعايته الولايات المتحدة الأمريكية في عام 1994 بالتعاون مع سلاح الجو و القوة البحرية الأمريكية إضافةً الى العديد من المؤسسات البحثية المتخصصة .(وطبعاً بالتأكيد هناك تفاصيل اخرى يستطيع شرحها اصحاب التخصص بالفيزياء الجوية و علوم الأرصاد الجوية و الطقس) .

ان الافتراضات التي يقوم عليها هذا المشروع هو ان الطبيعة بكافة جوانبها و تفرعاتها لا يمكن اخضاعها و السيطرة عليها ، وهذا الفرض بالأساس هو الذي جعل من مشروع الشعاع الأزرق - الذي يعد قبل عشرة اعوام خيال علمي و ضرب من ضروب الهذيان – يأخذ طريقه للدراسة و التقصي بسبب حداثته و سريته و عدم معرفته من قبل العديد من الدول و على اقل تقدير عدم قدرتها على استيعاب مثل هكذا مبادرات و تصديقها.

ان اهم فرضيات هذا المشروع تقوم على ان الحروب المثلى هي التي تبدأ ولا يشعر ببدايتها احد ، لذلك فان الطقس كسلاح جيوفيزيائي يعد من الطروحات الحديثة جداً لا بل من الطروحات النادرة جدا من حيث الدراسة و البحث و التقصي في مختلف انحاء العالم ، و اعني هنا دراسة الطقس كسلاح استراتيجي تستخدمه الدولة في المستقبل ، بسبب ان العقل البشري لا يستطيع استيعاب هذه الفرضيات بسهولة و تقبلها وايضاً لا يستطيع تصديقها و الايمان باثرها و على اقل تقدير في هذه الفترة .

ان اهم الامور أو المرتكزات التي ارتكز عليها مشروع هارب هو القدرة على فهم الظواهر الطبيعية من ثم محاولة إخضاعها و إعادة توجيها عبر جملة من النشاطات الجيوفيزيائية تتعلق بالغلاف الايوني الجوي ، لذلك فان هناك من يقول و يؤمن ايضاً ان الزلازل و الفيضانات و الامواج العاتية و تغيير طبيعة المناخ و رفع أو خفض درجات الحرارة بصورة غير طبيعية في العالم هي الحروب المستقبلية التي ستعتمد عليها الدول في قادم الأيام.

و من اهم الأسباب التي يمكن الإشارة اليها في استخدام الطقس كسلاح هو إمكانية انكار الفاعل الرئيس أو المحرك للطبيعة ، فليس بمقدور اي دولة اتهام دولة اخرى بانها قامت بإحداث زلزال أو بإنزال إمطار ايونية ذات إشعاعات تحوي على جراثيم قاتله أو انها احدثت موجات بحرية عالية ادت الى فيضانات كبيرة في منطقة معينة ، و بسبب انه لا يستطيع احد ان يجزم بان ما حدث هو طبيعي أو انه احد تلك المشاريع العسكرية السرية.

فاذا كنت هناك دولة تستطيع ان تستخدم الطبيعة كما ترغب و تستطيع ان تتحكم بالغلاف الجوي و الطقس و المناخ ، هذا يعني بانها تستطيع ان تشن هجماتها على أي دولة أخرى ترغب بتدميرها أو بإلحاق بها الضرر ، و في نفس الوقت لا يستطيعون ان يثبتوا مسؤوليتك عن هذا الفعل .

القوة الجيوفيزيائية كمعطى جديد في الاستراتيجية الأمريكية

تقول الادارةالأمريكية ان مشروع الشفق الازرق هو مشروع لدراسة الخواص الايونية لطبقة الاينونوسفير و هذا المشروع مخصص لدراسة الغلاف الجوي و محاولة الحد من ظاهرة الاحتباس الحراري ، سيما و ان الولايات المتحدة قد حصلت على موافقات دولية (من الامم المتحدة) تتعلق بالشروع بمثل هكذا دراسات تحت غطاء التقليل من الاحتباس الحراري ، لكن هناك مؤشرات تقول ان هذا المشروع يزيد من حرارة الغلاف الجوي في مناطق مختارة وعلى عكس ما هو معلن عنه ، الامر الذي أدى الى إحداث تغييرات في الطقس ، و هذا الأمر موثق في العديد من الدراسات و الوثائق الرسمية الصادرة من وزارة الدفاع الامريكية.

لكن الامر المهم ان مشروع الشفق الازرق و تحديداً مرحلته الاولى "مشروع هارب" انه يؤثر على خواص الطقس و البيئة بشكل عام ، و يمكن عبر هذا المشروع توجيه الرياح باتجاه مناطق معينة أو رفع درجات حرارة أو خفضها في اي مكان في العالم ، لذلك هناك من يقول ان القوة المستقبلية للطقس ستكون القوة الجيوفيزيائية كمجالاً خامساً مستقبلياً بعد مجال حرب المعلومات و تكنولوجيتها كمجال رابع الى جانب المجال الجوي و الأرضي و البحري ، وربما نشهد تطبيقتها في الوقت الحالي أو في الأعوام القليلة القادمة من قبل الادارة الأمريكية .

و من المحتمل ان تكون بعض الدول التي تريد الولايات المتحدة إخضاعها و الحد من قدراتها كإيران مثلاً ، عبر التلاعب بخواص الغلاف الجوي و توجيه هذه الموجات الالكترونية و الكهربائية الى غلاف ايران الجوي و الدفع باتجاه احداث قلاقل في البيئة الإيرانية عبر إحداث زلازل في مناطق معينة "كمناطق المفاعلات النووية " مثل منطقة (بوشهر) أو مناطق اخرى تحوي على مقار نووية إيرانية ، أو احداث موجات مائية أو اعاصير و سحب ايونية محملة بالامطار الملوثة و إحداث فيضانات مدمرة ، سيما و ان اثبات مثل هكذا امور على الولايات المتحدة يعد من الامور الصعبة و هذا بحد ذاته يمثل نقطة قوة لاستخدام مثل هكذا نوع من الاسلحة الجيوفيزيائية.

و من المحتمل ايضاً ان تتعرض بعض الدول الأخرى كالصين و كوريا الشمالية لمثل هكذا موجات من التلاعب بالطقس و تحريك الرياح و تلاعب الموجات الأيونية للغلاف الجوي الصيني على سبيل المثال ، و افتعال أعاصير أو زلازل أو أمواج عالية أو إحداث ظواهر غير طبيعية أخرى ربما نشهد تطبيقاتها قريباً ، سيما و ان الكثير من الزلازل و التي تحدث كانت تسبق بامطار غزيرة ايونية الامر الذي اثار انتباه بعض العلماء الى الربط بين هاتين الظاهرتين.

وحسب بعض التقارير ان هناك اربعة محطات رسمية حول العالم لمشروع هارب ، لكن تشير بعض التقارير الاخرى الى ان هذه الارقام غير دقيقة و يوجد اكثر من 20 محطة حول العالم ، اذا ما تم تشغيلها في وقت واحد يمكن ان تحدث اي تغيير في اي مكان في العالم على شكل امطار ايونية أو فيضانات أو اعاصير أو زلازل و موجات بحرية عملاقة .

وفيما يخص العراق و ما حدث مؤخراً و تحديداً ما بين (22و 23 /11/2013) من هزات ارضية عديدة سبقتها موجات غزيرة من الامطار على مدار اكثر من يومين ، و صاحب ذلك حدوث ظواهر غير طبيعية كموت بعض الحيوانات جراء المطر الغزير كالعصافير على سبيل المثال (مثلاُ مدينة لندن تسقط عليها امطار طوال 100 يوم في العام الواحد و اكثر بإضعاف من المطر الذي يسقط في العراق و لم تسجل حالات غير طبيعية لموت بعض الحيوانات و العصافير) !! 

هنا اريد القول و بصورة علمية بعيدة عن نظرية المؤامرة ، ان هذه الظواهر التي حدثت في العراق في المرحلة الماضية لا اعتقد انها تبتعد عن مشروع الشفق الأزرق ، و اعتقد انها تجارب تهيئ و تسبق تنفيذ هذا المشروع تجاه دول أخرى قريبة أو بعيدة مثل ايران على سبيل المثال ، ولا استبعد ايضاً احداث هزات أرضية مفتعلة مدمرة أو اقل من ذلك بقليل في إيران اذا ما كانت هذه الرؤية صحيحة.
و يجب الإشارة الى انه لا يوجد دليل واضح على ان الولايات المتحدة تستخدم أو ربما تستخدم هذا السلام الان أو في المستقبل ، لا كن لا يستطيع احد ان ينكر قدرة الولايات المتحدة على فعل مثل هكذا اشياء و التلاعب بطبقات الغلاف الجوي للارض ، كما يجب الاشارة ايضا الى ان كل ما جاء في هذا المقال يمثل وجهة نظر كاتبه بالاعتماد على بعض التقارير العلمية فيما يتعلق ببرنامج الشفق الأزرق .
التعليقات (1)
ابو حيدر العراقي
الخميس، 03-12-2015 08:18 م
اخي صاحب المقال الخيال قوة فكرية اساسية محركة ودافعة للفعل وسواء كان هذا الفعل خيرا او شريرا الا ان الخيال او عملية التخيل لامر ما دفعت عقل الانسان المتخيل عن البحث عن امكانية ان نحول الخيال الى واقع وغالبا ما يكون الخيال دافعا اساسيا في عملية الابداع والاختراع لاكن للاسف اغلب الاشرار يمتلكون خيالا خصبا للافكار وغالبا ما يحاولون بكل الطرق تحويل خيالهم الى واقع الا الاخيار فانهم غالبا ما يتبعون الوسائل التقليدية في الوصول لاهدافهم عاى كل ما تقوله في مقالتك واقع حاصل ولدى امريكا مثل هكذا امكانية والمشروع سري جدا ولم يخرج للعالم الا النزر اليسير من المعلومات عنه وهنالك احداث عالمية وكوارث عالمية قد حدثت بفعل التجارب التي يقومون بها من خلال هذا المشروع ومن هذه الاحداث زلزال اليابان وتسونامي ماليزيا والتصحر الحادث في بعض المناطق وقد رشحت بعض المعلومات عن دلائل لاستخدامه في حادث الحجاج وسقوط الرافعة في مكة المكرمة لاكن زعماء العالم لا يستطيعون الكلام في هذا الامر لارتباط المشروع بزعماء الماسونية الصهيونية العالمية والتي لايمكن لاي رئيس دولة مها كانت قوته من مواجهتها ولذالك يتم التكتيم على المعلومات المتعلقة بهكذا مشاريع