اقتصاد دولي

الطعام.. حلم فقراء جمهورية قرغيز

استقلت قرغيزستان عن الاتحاد السوفيتي في عام 1991 (أرشيفية) - أ ف ب
استقلت قرغيزستان عن الاتحاد السوفيتي في عام 1991 (أرشيفية) - أ ف ب
ينفق الشخص العادي الذي يعيش على أقل من 5 دولارات يوميا في جمهورية قرغيز، نحو 55 في المائة من دخله على الطعام وفقا لبحث أجراه البنك الدولي.

وينفق معظم فقراء دخلهم لكي تبقى أسرهم دافئة وشبعى في فصول الشتاء الطويلة، حتى إن ذلك يصبح تحدياً في أغلب الأوقات.

فراتب كاتيا، 45 عاما، والتي تعمل مدرسة في مدرسة ابتدائية في قرية تبعد بضعة أميال عن العاصمة يببلغ حوالي 5600 سوم (115 دولار) شهريا. وهي تكسب مبلغا آخر قدره 1650 سوم (34 دولارا) شهريا من تنظيف فصول المدرسة كل مساء.

ويبلغ راتب زوجها الذي يعمل عامل بناء حوالي 7000 سوم (145 دولارا) شهريا وابنتهما التي تعمل في الاتحاد الروسي ترسل 9700 سوم (200 دولار) كل شهر لمساعدة طفليها الصغيرين اللذين يعيشان مع كاتيا. إذا جمعت كل هذه المبالغ معا فإن ذلك يعني 4 دولارات للفرد كل يوم.

وبحسب تقرير البنك الدولي، لا يتبقى لكاتيا شيء تقريبا بعد سداد فاتورة التدفئة والبقالة الأساسية مثل الخبز والمعكرونة والبطاطس. وما يتبقى لديها تستخدمه في سداد اجرة الحافلة للذهاب إلى العمل والعودة ولنفقات الرعاية الصحية لحفيديها. وفي الوقت الراهن تدين كاتيا بحوالي 800 سوم (16.5 دولار) لمتجر البقالة في الحي.

وتعني فصول الشتاء الطويلة القاسية في منطقة أوروبا وآسيا الوسطى أنه على الأسرة أن تدفع الكثير للبقاء في دفء وتناول ما يكفي من طعام – أو السعرات الحرارية - للبقاء على قيد الحياة في ظل هذه الأوضاع القاسية مقارنة بالمناطق الأخرى من العالم الأكثر دفئا.

وفي مقابلات أجراها البنك الدولي مع عديد من الأسر في المنطقة لتوثيق ما يواجهه الفقراء من مشاكل، ذكر جميعهم أن فاتورة التدفئة العالية هي مشكلة كبيرة فعلى نفس القدر من الصعوبة شراء ما يكفي من طعام حيث أن الأهالي بحاجة إلى سعرات حرارية عالية للبقاء في الشتاء البارد.

برميت البالغة من العمر 66 عاما هي مثال على هؤلاء، فهي تعيش مع أسرتها التي تضم 13 فردا من بينهم زوجها وابنان كبيرا وزوجة الابن وثمانية أحفاد على بعد بضعة منازل من كاتيا. 

ويبلغ إجمالي دخل برميت أكثر قليلا من 20 ألف سوم (395 دولارا) شهريا، ويشمل ذلك 8000 سوم (165 دولارا) تحصل عليها هي وزوجها كمعاش و12 ألف سوم (247 دولارا) تكسبها الابنة من عملها خياطة. وبين الحين والآخر ترسل إحدى ابنتي برميت 2000 سوم (41 دولارا).

ويختفي الدخل أسرة برميت سريعا كل شهر حين تدفع فاتورة الكهرباء وتشتري الاحتياجات الأساسية فقط لأسرتها الكبيرة مثل الدقيق والصابون وزيت القلي والمعكرونة. وغالبا ما تأكل  الأسرة المعكرونة المطهية فقط مع الخبز في وجبة الغداء.

وفي الآونة الأخيرة، اضطر زوج برميت بسبب حالته الصحية إلى توسعة المنزل لوضع احتياجاته الجديدة ما أدى إلى تراكم 100 ألف سوم (2056 دولارا) من الديون عليهم بسبب تكاليف الإنشاءات.

تقول عن ذلك التي تراكمت عليها ديون بسبب توسعه المنزل "ندخر من بند الطعام فليس لدينا خيار آخر... فلو لم نسدد القرض سيصادرون المنزل. نود أن نتناول اللحم والخضروات والمربى لكن ليس بوسعنا شراء كل ذلك. ولا نستطيع إجراء اختبارات طبية".

في الوقت الراهن ستكون كاتيا وبرميت أكثر سعادة لو استطاعتا التفكير فيما وراء وضع الوجبة التالية على الطاولة وركزتا على احتياجات الأسرة الطويلة الأجل.
التعليقات (0)