سياسة دولية

الهدوء يعود للبوسنة بعد مظاهرات عنيفة

المتظاهرون حطموا وأحرقوا العديد من الممتلكات العامة - ا ف ب
المتظاهرون حطموا وأحرقوا العديد من الممتلكات العامة - ا ف ب
عاد الهدوء، السبت، إلى البوسنة غداة تحول مدن عدة الى مسرح لتظاهرات عنيفة ضد الفقر والادارة السيئة للبلاد خلفت نحو 150 جريحا.

وفي ساراييفو، انتشرت رائحة الدخان على مقربة من المباني التي تضم المقر الرئاسي والإدارة المحلية للعاصمة اثر تعرضها للحرق الجمعة.

وعملت عناصر الإطفاء على إخماد الحريق طوال الليل. واحترق مبنى الإدارة المحلية في شكل شبه كامل من الداخل وفق مسؤول في فريق الإطفاء التابع للبلدية.

كذلك، تحولت تظاهرات ضد الفقر نظمت لليوم الثالث على التوالي إلى أعمال شغب في توزلا وموستار وزينيتشا وبيهاتش.
 
وانضم مشاغبون إلى آلاف من المتظاهرين وعمدوا إلى نهب وإحراق مباني الإدارة الرسمية في كل هذه المدن.

وقالت يامينسكا فيسيتش التي تقيم في ساراييفو "من المحزن جدا رؤية هذه المدن تحترق بعد أقل من عشرين عاما على تجاوز جحيم آخر".

من جانبه قال بكر عزت بيغوفيتش، أحد أعضاء المجلس الرئاسي الثلاثي في البوسنة والهرسك، إن "مبنى رئاسة الجمهورية في البلاد الذي أحرق المتظاهرون جزءً من مدخله، كان رمزا للمقاومة، لأنه لم يغلق بابه أمام أحد طيلة سنوات الحرب الأربعة".

جاء ذلك في تصريحات أدلى بها بيغوفيتش لمحطة تلفزيونية محلية، تعليقا منه على قيام محتجين، بإضرام النيران في جزء من ذلك المبنى، في وقت سابق الجمعة، في خضم موجة من الاحتجاجات تشهدها معظم المدن البوسنية، تضامنا مع احتجاجات قام بها موظفو القطاع العام في مدينة "طوزلا" شمال شرق البلاد اعتراضا على حرمانهم من الحقوق الاجتماعية.  

وذكر بيغوفيتش أنهم تفهموا الأوضاع التي يعيشها المواطنون، مشددا على سرعة حل كافة المشاكل التي يعانيها الموطنون، وأوضح أنه شعر بحزن بالغ وهو يشاهد مببى الرئاسة، ومبنى كاونتون "سراييفو"، وهما يُحرقان.

ومضى قائلا "في فترة الحرب أُلقيت 203 قنبلة على المبنى الرئاسي، لكن لم تشتعل به النيران على الإطلاق، لكنهم اشعلوا به النيران اليوم، وهذا المبنى لا يستحق كل هذا، لأنه دافع في فترات عن شعبه ومدنه".

ولفت إلى أن موجة الغضب الموجودة حاليا سرعان ما ستنكسر، معربا عن أمله في عدم تكرار الأخطاء، مضيفا أن المجلس الرئاسي سيعقد اجتماعا لنظر تلك الأحداث.

وتابع قائلا "لابد من تغيير الساسة الذين لا يلبون طموحات الشعب، وتغيير السياسات التي لا ترضيهم".

وشهدت البوسنة، الجمهورية اليوغوسلافية السابقة، بين 1992 و1995 نزاعا طائفيا داميا خلف نحو مئة الف قتيل.

واضافت "الناس يحق لهم التحرك وقول ما يفكرون فيه ولكن ليس تدمير المدن. اعتقد ان الطريق الوحيد للتغيير هو محاكمة وسجن من نهبوا هذا البلد طوال عشرين عاما".

وتترجم هذه التظاهرات نقمة السكان على طبقة سياسية عاجزة عن النهوض مجددا باقتصاد منكوب بلغت معه نسبة البطالة 44 %.

وارسى اتفاق دايتون للسلام الذي وضع حدا لنزاع 1995، بنية مؤسساتية بالغة التعقيد في البوسنة حيث يتقاسم الصرب والكروات والمسلمون سلطة شبه عاجزة بسبب الخلافات الاثنية.
التعليقات (0)