سياسة دولية

مؤرخ يعري الحرب العالمية الأولى في ذكراها المئة

وصف فيرغسون الحرب العالمية الأولى بأنها "أكبر خطأ في التاريخ الحديث"
وصف فيرغسون الحرب العالمية الأولى بأنها "أكبر خطأ في التاريخ الحديث"
في مقابلة أجرتها مجلة (هيستوري توداي) التي تصدرها هيئة الإذاعة البريطانية  (بي بي سي)، قال المؤرخ نيال فيرغسون إنه لم يكن بإمكان بريطانيا التعايش مع انتصار ألماني في أوروبا بل كان "من مصلحتها البقاء خارج الحرب في 1914".

 وفي حديث له مع محرر المجلة روب عطار قبل بث برنامجه الوثائقي "ذي بيتي أوف وور" (ويلات الحرب) قال فيرغسون: "إن تكلفة الحرب العالمية الأولى بالنسبة لبريطانيا كانت كارثية، وتركت الإمبراطورية البريطانية بعد الحرب في حالة أضعف".

وأضاف أستاذ التاريخ في جامعة هارفارد "الحجج المتعلقة بالشرف طبعا لها نفس الصدى اليوم كما كان عام 1914، ولكن يمكن أن تدفع ثمنا غاليا للحفاظ على مفهوم الشرف، وأعتقد أن بريطانيا دفعت هذا الثمن في النهاية".

وقال خلال المقابلة: "يجب علينا أن نشعر بالغضب لكون الزعماء، ليس في بريطانيا فحسب، بل في دول أوروبا، اتخذوا قرارات أدت إلى مذبحة شنيعة.. أشعر بالأسف أن 10 ملايين شخص (بل أكثر في بعض التقديرات) ماتوا قبل أوانهم، وغالبا بعنف لأن زعماء أوروبا قامروا بدخولهم الحرب على مكاسب قليلة".

وأضاف: "الطريق الذي كان ينبغي على بريطانيا أن تسلكة هو ألا تهرول نحو الحرب البرية، بل أن تستغل تفوقها في البحر وتفوقها المالي".

ورفض فكرة أن بريطانيا كانت مضطرة لدخول الحرب من أجل تأمين حدودها وموانئها على القنال، وأوضح أن "ما يدحض هذه الحجة هو أن بريطانيا تحملت هذا الوضع بالضبط عندما غزى نابليون أوروبا، ولم ترسل قوات برية إلى أوروبا مباشرة، حتى وقعت الحرب على شبه الجزيرة الأيبيرية، حيث قامت بريطانيا بنشر قوات برية ضد نابليون.

 فمن ناحية إستراتيجية لو لم تذهب بريطانيا إلى الحرب عام 1914، لكان لديها الخيار في أن تتدخل لاحقا، كما كان لديها الخيار في التدخل بعد مرور فترة على اندلاع الحروب الثورية (الحروب التي دارت بين الجمهورية الفرنسية وعدد من الممالك الأوروبية بين 1792 وحتى 1802)"، واعتبر أن الإستراتيجية الأفضل كانت تتمثل في "الانتظار ثم التعامل مع التحدي الألماني في مرحلة لاحقة، في الوقت الذي تستطيع فيه بريطانيا الرد بشروطها هي".

 ووصف فيرغسون الحرب العالمية الأولى بأنها "أكبر خطأ في التاريخ الحديث".

وتزمع قنوات الـ "بي بي سي" المسموعة والمرئية إحياء الذكرى المئة للحرب العالمية الأولى من خلال بث العديد من البرامج الوثائقية وبرامج الحوار، بالإضافة إلى دراما وموسيقى الحرب بما يعادل 2500 ساعة على مدى أربع سنوات من 2014 إلى 2018. 
التعليقات (0)

خبر عاجل