مقابلات

قيادي جزائري: دعاة ترشيح بوتفليقة يبتغون مصالحهم

المنسق العام للحركة التقويمية داخل حزب جبهة التحرير الوطني عبد الكريم عبادة- عربي21
المنسق العام للحركة التقويمية داخل حزب جبهة التحرير الوطني عبد الكريم عبادة- عربي21
يرى عبد الكريم عبادة، القيادي البارز والمنسق العام للحركة التقويمية داخل حزب جبهة التحرير الوطني  (الحزب الحاكم في الجزائر) أن الداعين لترشيح الرئيس بوتفليقة لفترة رابعة حتى دون أن يطلب هو الدعم، يبتغون مصالحهم الشخصية ويرغبون ببقاء الرئيس في الحكم من أجل أن يستمروا في نهبهم، ويقول لـ"عربي21" في هذا الحوار الخاص إنه وأتباعه يعملون على التحضير لدورة طارئة للجنة المركزية من أجل انتخاب أمين عام جديد للحزب.

وفيما يلي نص الحوار: 

- نبدأ من آخر نشاط لخصمكم وهو الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، عمار سعداني حيث اتهمكم في مهرجان شعبي كبير أول أمس إنكم، أنتم المعارضة مأمورون من جهات، وتعارضون ترشح بوتفليقة لعهدة رابعة، وأن نهايتكم ستكون شهر نيسان/ابريل القادم ماردكم؟
   
- أقول إن السفيه يقرأ ما فيه فإذا هو قبل أن يكون مأمورا فالأحرار لا يقبلون ذلك، ومن قال إننا ضد ترشح بوتفليقة، نحن لم نسمع من الرئيس كلاما يبدي فيه رغبة في الترشح للبقاء في الحكم لرابع مرة، أنا اسأل هؤلاء الذين أرادوا أن يسطوا على حزب جبهة التحرير: هل أعلن بوتفليقة ذلك وقال سأترشح ونحن عارضناه؟ كما أتساءل: من هو الذي يعارض ترشح الرئيس ومن جهر بذلك، لا أحد في اعتقادي (...) أرى أن سعداني يريد أن يؤلب موقف الرئيس بوتفليقة ضدنا لا أكثر وخصومتنا معه قانونية بحتة لأنه أمين عام غير شرعي.

- وما رأيك في التجمع الحاشد الذي نظمه خصمكم في الحزب بالقاعة البيضاوية أمس، هل فهمتم منه رسالة معينة؟

- أريد أن اقول أن هذا الرجل متملق للرئيس من أجل الاستمرار في الحكم، وفي اعتقادي أمر غير مسبوق ما يدور في أروقة الحزب وما يقوم به هذا المسؤول غير الشرعي بجبهة التحرير الوطني، أما بالنسبة للتجمع الذي عقد بالمركب الأولمبي ببن عكنون في العاصمة فكان تجمعا بدا وأن الزمن قد تجاوزه، وفي اعتقادي لا يهدف إلى ترشيح الرئيس بوتفليقة باعتبار أن الأمر لم يعرض على مؤسسات الحزب قصد استشارة قواعده في إمكانية دعم ترشيح الرئيس بوتفليقة أو اختيار مرشح للرئاسيات من الحزب دون سواه، وهذا الأمر من اختصاص اللجنة المركزية.
 
- إذن بما تصف هذا التجمع مع العلم أن عدد الحضور تجاوز الـ800 مشارك؟

- أرى أنه لا يعدو أن يكون مجرد هرج ومرج، وأتباع الأمين العام غير الشرعي استقدموا شبانا الى العاصمة من باقي المحافظات وهم ليسوا بمناضلين في الحزب أصلا  ولا أعضاء في اللجنة المركزية.

- لكن حضور الأمين العام السابق الذي عزلمتوه، وهو عبد العزيز بلخادم خطف الأضواء ايضا، كيف تقرؤون الأمر؟ 

- أرى أن حضور الأمين العام السابق إلى القاعة لم يكن عفويا، وإنما شكل الحضور والتجاوب معه كان متعمدا وقد أفسد حتى ترتيبات عمار سعداني، كما أني اعتقد أن بلخادم جاء لاستعراض عضلاته بعد أن غاب عن الأنظار لمدة طويلة، وحسب ما قيل لي فإنه رغب في أن يحمل على الأكتاف بعدما عزله الصندوق الانتخابي.

- لكنه يعتبر عضو في اللجنة المركزية وليس فقط مسؤول قيادي سابق؟

- صحيح أنه عضو في اللجنة المركزية لكن نحن المعارضون لخط الأمين العام نرى أن عودته إساءة للحزب ولمصداقية جبهة التحرير الوطني.

- طيب التقيتم أنتم المعارضون السبت في اجتماع لم تعلنوا عن فحواه لوسائل الإعلام، ماذا ناقشتم؟

- اللقاء الذي جرى أمس في درارية بأعالي العاصمة درس موضوع دعوة اللجنة المركزية من جديد، لكن أكثر ما حفزنا على الاجتماع هو ما صرح به الأمين العام للحزب غير الشرعي بخصوص مواقفنا منه أمام حشد كبير من الحضور، إلا أننا قلنا له نحن نتعامل مع مؤسسات ولسنا عملاء لأحد وهمنا هو القانون والصالح العام.
 
- يظهر أن سعداني مستحوذ حاليا على مفاصل الحزب، بالنسبة إليكم أين وصلت ترتيبات اجتماع اللجنة المركزية من أجل الإطاحة به كما سبق وأن أعلنتم؟

- نحن في اتصال دائم ومباشر بيننا ونعمل على الاتصال بأعضاء اللجنة المركزية المخولين بانتخاب أمين عام جديد تتوفر فيه شروط النزاهة ونظافة اليد، كما نعمل على الحصول على النصاب القانوني حتى يكون اجتماعنا المقبل قانونيا وننتخب الأمين العام الجديد بشكل قانوني وليس كما فعل أتباع سعداني الذين فبركوا اجتماعا غير قانوني ونصبوه أمينا عاما مغتصبين بذلك إرادة المناضلين.

- يقال أن العهدة الرابعة للرئيس بوتفليقة هي التي زادت من الخلاف بينكم، هل هذا صحيح وهل عجزتم على الوصول إلى توافق بشأنها وبالتالي وضع حد للازمة داخل الحزب الحاكم؟

 - لا يوجد توافق بيننا، أسأل: التوافق مع من؟ هؤلاء خصومنا ويستولون على الحزب، وهؤلاء الذين يطبلون للعهدة الرابعة للرئيس بوتفليقة يريدون فقط الحفاظ على مصالحهم والاستمرار في الحكم من اجل النهب، نحن لم نناد بالعهدة الرابعة، لان من يعنيه الامر وهو بوتفليقة لم يعلن شيئا من هذا القبيل، فهل نحن ندعم المجهول؟ نحن ندعو سعداني الى الرحيل وسيرحل وسيحاسب على ما فعله بالحزب.
التعليقات (0)