سياسة دولية

جنوب السودان: استمرار القتال يعرقل محادثات السلام

الرئيس الكيني ورئيس وزراء أثيوبيا في محادثات مع سلفاكير - الأناضول
الرئيس الكيني ورئيس وزراء أثيوبيا في محادثات مع سلفاكير - الأناضول
حذر وسطاء إثيوبيون في جنوب السودان من أن استمرار القتال سيعرقل محادثات السلام التي يفترض أن تبدأ الأربعاء بين ممثلي الحكومة والمتمردين.

ووافق الطرفان على المشاركة في محادثات السلام لكن القتال لم يتوقف.

وتقول الأمم المتحدة إن هناك أدلة متزايدة على وقوع انتهاكات، وقال وزير خارجية جنوب السودان برنابا ماريال بنجامين لـ"بي بي سي"، إن الحكومة اعتقلت بعض أفراد الجيش من مرتكبي الانتهاكات.

وقتل أكثر من ألف شخص منذ بدء القتال قبل أسبوعين.

وكان مسلحون موالون لنائب الرئيس السابق ريك مشار، استولوا على مدينة "بور"، حسب ما صرح عمدة المدينة الثلاثاء.

وحثت قوى دولية وإقليمية الطرفين على إنهاء القتال الذي أدى إلى وقف تدفق إمدادات النفط من جنوب السودان وأثار مخاوف من اندلاع حرب أهلية.

وقال وزير الإعلام مايكل ماكوي لوكالة أنباء رويترز الاثنين إن مشار يريد استعادة مدينة "بور" حتى يفاوض من موقع قوة.

وقال مسؤولون حكوميون إن قواتهم تقاتل أفرادا من الميليشيا المعروفة باسم "الجيش الأبيض" وقوات موالية لبيرت غاديت، وهو قائد جيش سابق تمرد على الرئيس سالفا كير حين اندلعت الاشتباكات في العاصمة جوبا في الخامس عشر من كانون أول/ ديسمبر.

وامتدت الاشتباكات بسرعة لتتخذ طابع الصراع العرقي في البلاد.

وقالت منظمات إغاثة إن الآلاف من مواطني مدينة "بور"، قطعوا النيل الأبيض هربا من القتال.

وفد المفاوضات الخاص بمشار يصل إلى أديس أبابا 

قال يوهانس موسي فوك الناطق باسم ريك مشار النائب السابق لرئيس جنوب السودان ميارديت سلفاكير، إن "وفد المفاوضات الممثل لمشار وصل العاصمة الإثيوبية أديس أبابا صباح (الأربعاء) قادما من العاصمة الكينية نيروبي".

وفي تصريحات لوكالة الأناضول عبر الهاتف أضاف فوك الموجود حاليا بأديس أبابا، أن الوفد الممثل لمشار والذي وصل أديس أبابا يتكون من "ربيكا قرنق أرملة الزعيم الراحل جون قرنق، وحاكم ولاية الوحدة السابق تعبان دينق قاي، ونائب حاكم ولاية جونقلي السابق حسين مارنيوت، وبعض الممثلين الآخرين".

ولفت إلى أن وفد حكومة جنوب السودان لم يصل بعد.

وأوضح أن برنامج الهيئة الحكومية للتنمية لدول شرق أفريقيا "إيغاد" هو الذي سيحدد أجندة التفاوض، مشيرا إلى أنه "لم يتم طرح أي شيء علينا حتى الآن (الساعة 10 تغ)، فالوساطة تنتظر وصول الطرف الآخر".

وكانت "إيغاد" أعلنت الثلاثاء، في بيان أن حكومة جنوب السودان والمتمردين اتفقوا على وقف لإطلاق النار مع استعدادهم لمحادثات لإنهاء المعارك الدائرة في البلاد منذ أكثر من 15 يوما.

وقال بيان للهيئة: "اتفق الرئيس سلفاكير ميارديت والدكتور ريك مشار على وقف للعمليات العسكرية وتعيين مفاوضين للتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار، منفذ ومُراقب".

من جانبه قال نائب وزير الخارجية في جنوب السودان بيتر بشير بندي، الثلاثاء، إن بلاده سترسل وفداً إلى المفاوضات مع المتمردين التي أعلنت أثيوبيا عن استضافتها.

وعلى الصعيد الميداني، سيطرت القوات المتمردة الموالية لريك مشار، على مدينة "بور" عاصمة ولاية جونقلي شرقي جنوب السودان، حسبما أشارت وكالة أنباء جنوب السودان.

يذكر أن القتال اندلع منتصف الشهر الماضي بين وحدات مختلفة من الحرس الرئاسي في جنوب السودان، ثم امتد في أنحاء الدولة، التي انفصلت عن السودان عام 2011، بعدما اتهم الرئيس سيلفاكير ميارديت، نائبه المقال السابق ريك مشار، بالتخطيط لانقلاب عسكري لإسقاطه.

ووفقا لبعثة الأمم المتحدة لحفظ السلام في جنوب السودان (يوناميس)، قتل أكثر من 1000 شخص، ونزح 122 ألفا على الأقل عن ديارهم، فيما لجأ 63 ألفا آخرون إلى قواعد الأمم المتحدة في البلاد منذ اندلاع قتال قبل أسبوعين، تشوبه أعمال عنف عرقي على نحو متزايد.
التعليقات (0)