حول العالم

خفيف الظل المصري منشغل بناموسة البيبلاوي

حازم البيبلاوي
حازم البيبلاوي

"السخرية" التي دائماً ما كانت "سلاح" أبناء النيل للتعبير عن "مآسي" الواقع الذى يعيشونه، لاحقت الساسة المصريين من رؤساء وقادة بعد إطلاقهم أوصافاً لبعض معارضيهم، شكلت مادة دسمة لأصحاب الانتقادات الساخرة على مواقع التواصل الاجتماعي، ووسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة.
فرئيس الحكومة الانتقالية، حازم الببلاوي الذي جيئ به في المرحلة الانتقالية التي أعقبت الإطاحة بالرئيس المصري محمد مرسي في تموز/ يوليوالماضي، راح يصف الإضطرابات التي تحدث في الشارع المصري بأنها أشبه بـ"ناموسة (بعوضة) تريد إزعاج النائم".
"الدولة تثبت كل يوم أنها أقوى، وتستعيد هيبتها يوماً بعد يوم، لكن بطبيعة الحال هناك عمليات معاكسة للإزعاج، والأمر يشبه شخصاً يحاول إلقاء طوبة عليك، أو عندما تكون نائماً فى سريرك وتأتى ناموسة فتصيبك بالإزعاج".. هكذا قالها الببلاوي في حديث مع صحيفة "الشروق" المصرية (الخاصة) معلقاً على الأوضاع الراهنة في مصر.
حشرة الببلاوي وجد فيها مصريون كُثُر عبر وسائل الإعلام المختلفة ومواقع التواصل الاجتماعي، طريقةً في التفاعل مع الحدث بطريقة "ساخرة" حتى أسموه بـ"أبو ناموسة".
أما الفريق أول عبد الفتاح السيسي، الذي عُين وزيراً للدفاع خلفاً للمشير حسين طنطاوي في عهد مرسي، فقد تفرد بلغة "الأذرع" في أكثر من مناسبة، فمرة استخدمها معلقاً على عملية استهداف لجنود مصريين في شبه جزيرة سيناء شمال شرق مصر، الشهر الجاري، مطالباً قوات الجيش الثانى الميدانى بـ"قطع أذرع الإرهاب في أقرب وقت ممكن" بحسب ما نقلته وسائل إعلام محلية عن مصادر عسكرية. 
ومرة أخرى استخدمها في أحد مقاطع الفيديو المسربة والمنسوبة له، عندما تحدث عن حاجة الجيش إلى تشكيل "أذرع" داخل المؤسسات الإعلامية، وهو ما قابله باسم يوسف مقدم برنامج "البرنامج" الساخر في إحدى حلقات البرنامج (الذي كان يعرض على إحدى القنوات المصرية قبل أن يتوقف مؤخراً) بالتساؤل الساخر حول ماهية "الأذرع".
ولمرسي الذي أطاحت به قيادة الجيش في 3 يوليو/ تموز الماضي ، ومحبوس حاليا في أحد السجون المصرية بمحافظة الاسكندرية، هو الرئيس صاحب "الصوابع" (الأصابع) الخارجية التي تحدث عنها مرة في  خطابه أمام القمة العربية التي عقدت في العاصمة القطرية الدوحة في أذار/ مارس الماضي، ومرة في مؤتمر دعم المرأة المصرية في آذار /مارس الماضي- حذر فيهما من تكرار أحداث العنف في الشارع المصري، وأشار إلى أن هناك بعض الأطراف تحاول إثارة الفتنة في الشارع المصري مدعومين بأموال خارجية، وقال :"الصباع اللي هيتمد (سيمتد) على مصر هقطعه (سوف أقطعه)".
وشكلت أصابع مرسي آنذاك مادة دسمة لأصحاب ومتخصصيي التعليقات الساخرة على مواقع التواصل الاجتماعي، فكتب أحدهم "تم الوصول لأول صباع (أصبع) كان بيلعب (يلعب) في مصر، وتم وضعه في حديقة قصر "القبة" الرئاسي ليكون عبرة لكل من تسول له نفسه أن يلعب في مصر، وجاري البحث عن الأصبعين المتبقيين"، فضلاً عن الصور "الساخرة" التي صاحبت تلك التعليقات ومنها صورة لمرسي وهو في مطعم، ويقوم الجرسون (النادل) بسؤاله :"بالنسبة للبطاطس، حضرتك عاوز شيبسي ولا أصابع؟".
أما الرئيس الأسبق حسني مبارك والذي أطيح به في ثورة 25 كانون ثاني/ يناير 2011،  وفي كلمة له أمام الجلسة المشتركة لمجلسي الشعب والشورى (البرلمان) عام 2010 ،  فقال "خليهم يتسلو"، وذلك في تعليقه على قيام قوى من المعارضة بتشكيل برلمان موازي احتجاجاً على ما قالت إنها "عملية تزوير واسعة شابت الانتخابات البرلمانية "، وذلك في إشارة منه (مبارك) إلى عدم أهمية أو تأثير ذلك البرلمان الموازي بحسب رأيه.
وقبل أن يطاح بمبارك، شكل "بونبوني" (نوع من الحلوى) المرشح السابق للرئاسة، أحمد شفيق، مادة ثرية للسخرية والتعليق، حيث حوّل المصريون "استياءهم" من عبارة شفيق الشهيرة: "هاجيب (سوف أحضر) للمتظاهرين بونبوني" إلى سخرية مباشرة من خلال تعليقاتهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي بذراعيها "فيسبوك" و"تويتر" بعضها حمل تعليقات من نوعية "بونبوني شفيق = رصاص قناصة".
وهكذا أصبحت "ناموسة" الببلاوي تنافس في عالم "السخرية" السياسية بالشارع المصري، "أذرع السيسي"، و"صوابع مرسي"، و"تسالي مبارك"، و"بونبوني شفيق".. ليبقى أبناء الشعب المصري الذين وصفوا عبر التاريخ بـ "خفة ظلهم" وإطلاقهم النكات في أحلك الظروف، على موعد دائم للتربص بما هو قادم وغريب من قادتهم السياسيين، ليطلقوا عنانهم في فضاء السخرية التي تخفف عنهم ما يشعرون به من "قهر ومرارة".
 
التعليقات (0)