سياسة دولية

لماذا يخشى الغرب توسع سيطرة روسيا على نهر دنيبرو؟

قوات أوكرانية تنتقل بين ضفتي نهر دنيبرو- جيتي
قوات أوكرانية تنتقل بين ضفتي نهر دنيبرو- جيتي
ثارت مخاوف أوروبا، مع التقدم الكبير، الذي حققه الجيش الروسي مؤخرا، في الجبهة الشرقية من أوكرانيا، واقترابه بصورة أكبر من نهر دنيبرو في المنطقة الوسطى من أوكرانيا، خاصة وأنه يسيطر على الضفاف الشرقية لروافده على البحر الأسود بشكل يؤمن شبه جزيرة القرم.

وكان آخر تقدم كبير معلن سيطرة الروس على منطقة أورلوفكا، التابعة لإقليم دونباس، وسبق ذلك، السيطرة على أفدييفكا، والتي تحتوي على أكبر معمل للفحم في أوروبا، وتعد منطقة هامة في المعارك.

وبالسيطرة على المنطقتين في غضون 3 أشهر، عزز الجيش الروسي مواقعه في الجبهة الأمامية، على وقع خسائر كبيرة للجيش الأوكراني.

وتطرح تساؤلات حول سر المخاوف الأوروبية، والتصريحات بشأن احتمالية إرسال قوات إلى أوكرانيا، لكبح تقدم الروس، ومنعهم من الاقتراب أكثر من نهر دنيبرو.

وعقب مؤتمر حول أوكرانيا في باريس، لم يستبعد الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، إمكانية إرسال قوات برية أوروبية إلى أوكرانيا.

وأعلن تعهده بأن أوروبا، ستفعل المطلوب منها، لمنع انتصار الروس في الحرب، وقابل ذلك تهديد روسي فوري، من قبل مدير المخابرات الروسية، سيرغي ناريشكين، بتدمير أي قوة غربية تصل إلى أوكرانيا.

ونقلت وكالة "تاس" الروسية للأنباء عن ناريشكين قوله بأنه "ستصبح هذه الوحدة العسكرية هدفا مشروعا وذا أولوية بالنسبة للقوات الروسية".

الأهمية الاستراتيجية لنهر دنيبرو

يرتبط نهر دنيبرو، بشبه جزيرة القرم، بشكل وثيق، وكانت تاريخيا موطن أسطول البحر الأسود، وسفن الأسطول قادرة على الإبحار على امتداد النهر.

وتوفر سيطرة الروس على نهر دنيبرو بمساحات أوسع من الحالية أو حتى اجتيازه إلى الضفة الغربية، القدرة على تسيير الطرادات العسكرية المتوسطة، والقادرة على الإبحار بغاطس أقل من 3 أمتار، بسبب مستوى عمق النهر.

ووفقا لتقارير عسكرية، فالأسطول الروسي، يضم ناقلات جنود وسفنا دورية، قادرة على التحرك في نهر دنيبرو، وهو ما يتيح مهاجمة كافة المدن والمناطق التي تقع على مقربة من ضفته.

وتسبب عدم قدرة الروس على السيطرة على نهر دنيبرو في بداية الحرب، بعثرات كبيرة، بسبب انقطاع خطوط الإمداد، سواء على صعيد الذخيرة أو الغذاء والوقود للجنود، وهو ما تسبب في خسارة دفعت الروس للتراجع.

ويمكن أن يوفر نهر دنيبرو طرقا جديدة لتزويد القوات عن طريق نقل مستلزمات الحرب إلى المدن والمناطق، التي تم الاستيلاء عليها على ضفاف النهر.

تقسيم أوكرانيا

ومن شأن توسيع الروس سيطرتهم على نهر دنيبرو، تمكينهم من تقسيم أوكرانيا، وقسم المدن الرئيسية المتواجدة على النهر، وخاصة العاصمة الأوكرانية كييف، وتشكيل نقطة استهداف وقصف لكافة المدن شرقا.

وستسهم السيطرة عليه، بتسهيل نقل القوات البرية من الضفة الشرقية إلى الغربية، سواء على الجسور القائمة أو الجسور المؤقتة التي يمكن بناؤها، أو حتى عبر الزوارق الخفيفة التي تنقل الجنود وهو السيناريو الذي تخشاه أوروبا.

وسبق أن دارت معارك طاحنة بين الأوكرانيين والروس، من أجل السيطرة على خيرسون، الواقعة على نهر دنيبرو، وهو ما كبح محاولات الروس للتقدم في السنة الأولى من الحرب.

وتتخوف أوكرانيا وأوروبا، من أن السيطرة على النهر كذلك، قد تعزل القوات الأوكرانية، الواقعة شمال شرق أوكرانيا، في الضفة الشرقية من النهر، والتي تصل لها الإمدادات حتى الآن بسهولة عبر الزوارق والطرادات الخفيفة.

وفي حال سيطرة روسيا على نهر دنيبرو، فإن العاصمة الأوكرانية كييف، ستكون أمام خطر الاستيلاء عليها، بعد تقسيمها إلى أجزاء ضعيفة.

يشار إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووزير الدفاع سيرغي شويغو أعلنا الشهر الماضي، عن السيطرة على بلدة كرينكي الواقعة على النهر، والتي تمكن الجيش الأوكراني من إنشاء مواقع له خلال الصيف الماضي عليها، لبقاء سيطرته على المنطقة.

ويعد رأس الجسر من النجاحات المحدودة، التي حققها الجيش الأوكراني، في هجومه المضاد الكبير، الذي شنه في الصيف على الروس، لتوسيع رقعة سيطرتهم في المناطق الجنوبية، لكن الهجوم فشل رغم الدعم الغربي.

واعتبر بوتين، السيطرة على كرينكي، ثاني أكبر النجاحات المحققة، بعد السيطرة على أفدييفكا شرق أوكرانيا بإقليم دونباس.


Image1_320242016120856749764.jpg
Image2_320242016120856749764.jpg
Image3_320242016120856749764.jpg
التعليقات (0)