ملفات وتقارير

ما المناطق التي استهدفها الاحتلال في حمص.. وهل ترد إيران؟

يشن الاحتلال الإسرائيلي هجمات مكثفة على الأراضي السورية من 7 أكتوبر- الأناضول
يشن الاحتلال الإسرائيلي هجمات مكثفة على الأراضي السورية من 7 أكتوبر- الأناضول
في الوقت الذي يصعد فيه الاحتلال الإسرائيلي من هجماته في سوريا ضد أهداف تابعة للمليشيات الإيرانية، كشفت مصادر سورية شبه رسمية عن زيارة قريبة يجريها وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان إلى دمشق.

وأضافت صحيفة "الوطن" المقربة من النظام السوري، أن عبد اللهيان سيصل إلى دمشق مطلع الأسبوع المقبل، في زيارة يلتقي خلالها كبار مسؤوليها، مبينة أن الزيارة تبحث تطورات الساعة والاعتداءات "الإسرائيلية" على سوريا والتصعيد المتواصل في غزة، ولفتت إلى أن عبد اللهيان سيغادر دمشق متوجها إلى قطر.



يأتي ذلك على خلفية استمرار الهجمات "الإسرائيلية" على مواقع تابعة لإيران في سوريا، وآخرها في مدينة حمص، حيث تعرضت بعض المواقع في المدينة إلى قصف، الأربعاء، أدى إلى جرح ومقتل العشرات، بعضهم ينتمي إلى "حزب الله" اللبناني.

وكانت وكالة الأنباء الفرنسية "فرانس برس" قد أكدت نقلا عن مصدر، أن اثنين من مقاتلي "حزب الله" كانوا من بين القتلى جراء غارات الاحتلال على حمص.

أهمية حمص لإيران
والهجوم الأخير، هو الأول الذي يستهدف وسط مدينة حمص، على حد تأكيد الصحفي خالد الحمصي لـ"عربي21"، مبينا أن "المناطق التي استهدفت هي منطقة الحمراء قرب الملعب البلدي، ومنطقة الأوراس جنوب مركز المحافظة، حيث تم استهداف مبنى المرأب العام للخدمات الفنية التابع للنظام، الذي تستخدمه شخصيات إيرانية لإيواء سياراتها".

وأوضح أن البناء يقع بالقرب من المربع الأمني لجهاز أمن الدولة وقصر المحافظ في شارع الحمراء قرب الملعب البلدي، وهو مؤلف من ثلاثة طوابق وملحق؛ الطابق الثاني كان فيه يقيم مسؤول من "حزب الله"، الذي يعمل في مجال تقديم الدعم الفني واللوجستي للمليشيات المنتشرة قرب المدينة، ومرافقه الشخصي".

إظهار أخبار متعلقة


أما عن المرأب، فقد أكد الحمصي أنه تم تدميره بشكل كامل، مرجحا أن "السيارات التي كانت بداخله، تعود تبعيتها للحرس الثوري الإيراني، التي كانت قد وصلت قبل ساعات قليلة من الضربات".

ووفق الصحفي، تتمتع مدينة حمص بأهمية كبيرة لإيران و"حزب الله"؛ كونها تتوسط المحافظات السورية وتربط ما بين الحدود اللبنانية والعراقية، وهذا ما يؤمن لطهران الشريان والخط العسكري المتناسق والسهل والضروري لتحركاتها، لافتا إلى  وجود قرى شيعية في محيط المدينة.

بدوره، وصف الباحث في "مركز جسور للدراسات" النقيب رشيد حوراني وهو من حمص، وجود إيران وحزب الله في حمص بـ"القوي"، وقال لـ"عربي21": "المليشيات سيطرت على أحياء بكاملها، ولا شك أن هذا الوجود الاجتماعي يحتاج لوجود عسكري لحمايته واستدامة السيطرة".

وأضاف أن "المليشيات باتت في الآونة الأخيرة تنتشر بين المدنيين، وتقيم في ممتلكات المهجرين منهم، كما تستخدم مرافق الدولة لخدماتها وأغراضها العسكرية؛ سواء للتمويه أو كمستودعات للتخزين أو مراكز للتدريب، والأماكن المستهدفة تقع ضمن هذه الإطارات المذكورة".

ما خيارات إيران؟
وبالعودة إلى زيارة عبد اللهيان، يبدو أن الزيارة تأتي في إطار تعامل طهران مع زيادة الضربات والاغتيالات من جانب الاحتلال في سوريا، إلى جانب الضربات الأمريكية الأخيرة.

وفي هذا الإطار، أشار الكاتب المهتم بالشأن الإيراني عمار جلو، إلى الأنباء عن سحب إيران كبار ضباطها من سوريا، وقال: "لكن لا تغيير على استراتيجية إيران في سوريا، وغالبا ستعتمد طهران على ضباط الرتب المتوسطة لإدارة المشروع الإيراني في سوريا مرحليا، إلى جانب التركيز على زيادة استقطاب المليشيات الشيعية".

وأضاف أن إيران تشعر أنها باتت مستهدفة أكثر، ولذلك هي تعيد تحديث آلياتها في سوريا والعراق.
وعن الردود الإيرانية المحتملة على الاغتيالات واستهداف قاداتها، يرى جلو أن لا خيار أمام إيران للرد إلا عبر الوكلاء، ومن خلال رد منضبط لا يؤدي إلى توسيع الصراع، معتبرا أن "إيران تحاول تحصين نفسها في الداخل، خشية عمل غير محسوب العواقب من الوكلاء".

إظهار أخبار متعلقة


أما الباحث المختص بالشأن الإيراني مصطفى النعيمي، فقال؛ إن خيارات إيران للرد في ظل الصمت الاستراتيجي الذي تنتهجه، تدلل على أن هنالك إشكاليات في سلاسل التوريد، لذلك هي تقوم بعمليات نقل موازية للمعدات الجاهزة، على صعيد المسيرات أو حتى المقاتلين، من خلال عمليات التمويه التي تجري، مؤكدا في حديثه لـ"عربي21"أن "إيران غير قادرة على الرد المباشر".

من جهته، المستشار الدولي هادي دلول المقرب من إيران، أكد أن الرد الإيراني على الاغتيالات والضربات "الإسرائيلية"، سيكون انطلاقا من سوريا، على غرار ما حدث في العراق.
وبسؤاله عن توقيت الضربات، قال لـ"عربي21"؛ إن "توقيت الرد يرتبط باللوجستيات العسكرية".
التعليقات (0)