ملفات وتقارير

الكوادر الطبية تواصل عملها في غزة تحت النار.. وعقبات بسبب القصف والحصار

الطواقم الطبية في غزة تواصل عملها تحت النار- الأناضول
الطواقم الطبية في غزة تواصل عملها تحت النار- الأناضول
يتفاقم الوضع الإنساني في قطاع غزة مع اشتداد حدة القصف الإسرائيلي العنيف على القطاع المحاصر، ويعلن المكتب الحكومي عن أرقام صادمة خلفها القصف الإسرائيلي على القطاع.

يعلن المكتب الحكومي مساء الاثنين في بيان، عن ارتفاع حصيلة ضحايا القصف الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي إلى 11240 شهيدا، بينهم 4630 طفلا و3130 امرأة.

ويضيف البيان: "بلغ عدد شهداء الكوادر الطبية 198 ما بين طبيب وممرض ومسعف، كما أنه استشهد 21 من رجال الدفاع المدني، واستشهد أيضا 51 صحفيا".

وذكر أن "عدد الإصابات بلغ 29,000 إصابة، أكثر من 70 بالمئة منها للأطفال والنساء، بينما عدد النازحين هو 1,500,000".

وحول المفقودين، أشار إلى صدور "3,250 بلاغا عن مفقودين تحت الأنقاض، منهم 1,740 طفلا".
وعلى صعيد المرافق الطبية، قال البيان: "خرج عن الخدمة نتيجة العدوان الإسرائيلي 25 مستشفى و52 مركزا صحيا، واستهدف الاحتلال 55 سيارة إسعاف".

وتابع: "بلغ عدد المساجد المدمرة تدميرا كليا 71، وهناك 156 مسجدا تعرضت للتدمير الجزئي، إضافة إلى استهداف ثلاث كنائس".

مشافي شمال القطاع خارج الخدمة
أعلنت وزارة الصحة، أن كل المستشفيات في شمال قطاع غزة أصبحت خارج الخدمة، بسبب القصف الإسرائيلي وانعدام الإمدادات وانقطاع الماء والكهرباء والوقود في الحصار المتعمد والجائر الذي يفرضه الاحتلال، واستمراره في محاولات الإبادة الجماعية للمدنيين.

وقال وكيل وزارة الصحة، يوسف أبو الريش، إن كل مستشفيات محافظة غزة خارج الخدمة.

وأضاف أبو الريش أن "مستشفى الرنتيسي جرى تفريغه بالكامل من الجيش والمرضى والكادر الطبي، أمس، بعد تهديدات من جيش الاحتلال الإسرائيلي، ولا نعرف مصير بعض الموظفين في المستشفى. الوضع خطير".

وتحدَّث عن وضع مماثل لمستشفى الشفاء، ومستشفى القدس في تل الهوى.

صعوبات جمة والعمل تحت النار
ويقول أبو الريش: "لا نستطيع الوصول إلى عشرات النساء اللاتي سيلدن. تلقّينا بلاغات عن حالات ولدت النساء فيها في الشارع أو البيوت دون قابلات. القناصة يطلقون النار باتجاه أي شخص ينتقل من مبنى إلى مبنى داخل المستشفى".

وأوضح أنه "لا يوجد لدينا ماء للشرب، ولا طعام، ولا أي شيء للطواقم الطبية، ولنحو 20 ألف نازح داخل أسوار مستشفى الشفاء".

معتبراً أن الاحتلال الإسرائيلي يحكم بالإعدام على كل من في داخل المستشفى، مشيرا إلى أن "عشرات الشهداء ومئات المصابين لا يمكن لأحد الوصول إليهم؛ لأن سيارات الإسعاف متوقفة وتتعرّض لإطلاق نار وقذائف إذا تحركت خارج المستشفى".

تكدس جثامين الشهداء في مجمع الشفاء قبل الدفن
يقول الناطق باسم وزارة الصحة الفلسطينية في غزة أشرف القدرة، إن "جيش الاحتلال يحاصر مستشفى الشفاء، وتتمركز آليات عسكرية في المخرجين الشرقي والجنوبي للمجمع، لا تسمح لأحد بالدخول أو الخروج، ويتعرض من يتحركون في ساحات المجمع الطبي لرصاص القناصة الإسرائيليين المتمركزين حوله".

وأشار القدرة إلى أن "المشفى يحتوي على جثامين. لدينا أكثر من 100 شهيد، ورائحة الجثث تخيم على أقسام مجمع الشفاء لأن القصف المتواصل يمنع دفن الشهداء، ولا نستطيع نقل الأطفال من الحضّانة إلى العناية المركزة بسبب القصف الإسرائيلي".

ولفت إلى أن "المستشفيات لم تعد قادرة على إجراء العمليات الجراحية وتقديم باقي الخدمات الطبية، تزامنًا مع قصف مكثف على عدد من المستشفيات، خرجت من الخدمة تمامًا بعد نفاد الوقود.
لا إحصائيات دقيقة بسب حصار المشافي".

من جانبه قال مدير عام المستشفيات بوزارة الصحة د. محمد زقوت: "انقطاع الكهرباء يهدد المرضى والنازحين في مستشفيات القطاع".



وأفاد المكتب الإعلامي الحكومي، أنه "يتعذر علينا إحصاء القتلى في غزة بشكل دقيق، بسبب حصار جيش الاحتلال الإسرائيلي للمستشفيات وكثرة أعداد الشهداء والجرحى لكثافة الغارات الجوية التي يشنها الاحتلال على القطاع".

وقال ناطق باسم المكتب خلال مؤتمر صحافي بمجمع الشفاء الطبي في غزة، إنه "بسبب استهداف الجيش الإسرائيلي المتكرر للمستشفيات، ومنع دخول أي من حالات الشهداء والجرحى، فإنها لم تتمكن الصحة من إصدار مستجدات الإحصاءات".

من جانبها أعلنت جمعية الهلال الأحمر الفلسطينية أن سبع مركبات إسعاف فقط من أصل 18 مركبة، تعمل في غزة وشمال قطاع غزة وهي مهددة بالتوقف بشكل كامل عن العمل خلال الساعات المقبلة بسبب نفاد الوقود، مشيرة إلى أن طواقمها ترى عشرات القتلى والجرحى وتعجز عن الوصول إليهم بسبب استهداف الآليات الإسرائيلية سيارات الإسعاف التي تقترب من أماكن وجودها.

"رايتس ووتش": هجمات الاحتلال على المستشفيات جرائم حرب
دعت "هيومن رايتس ووتش" إلى التحقيق في القصف الإسرائيلي لمستشفيات غزة باعتبارها جرائم حرب، مشيرة إلى أن "إسرائيل" لم تقدم حتى الآن أي أدلة على استخدام "حماس" المستشفيات لأغراض عسكرية.

وقالت "هيومن رايتس ووتش" إن "هجمات الجيش الإسرائيلي المتكررة وغير القانونية على ما يبدو على المرافق والطواقم ووسائل النقل الطبية تمعن في تدمير نظام الرعاية الصحية في قطاع غزة.

وأضافت المنظمة يجب التحقيق فيها باعتبارها جرائم حرب"، مشددة على أنه "على الرغم من ادعاءات الجيش الإسرائيلي باستخدام "حماس" المستخف للمستشفيات، إلا أنه لم يتم تقديم أي دليل يبرر حرمان المستشفيات وسيارات الإسعاف من الحصانة بموجب القانون الإنساني الدولي".

جدل حول الاحصائيات والأمم المتحدة تؤكدها
وكانت الإدارة الأمريكية قد شككت في الأرقام التي تعلن عنها وزارة الصحة في غزة والمكاتب الحكومية في القطاع، حيث قال بايدن في وقت سابق عندما سئل عما تريد أن تفعله حكومته للتقليل من عدد الضحايا المدنيين في غزة، رد بايدن بأن الأرقام الواردة في تلك القوائم لا يمكن الوثوق بها.

إلا أن التصريحات الأمريكية الأخيرة بدأت تأخذ منحا جديدا بعد الأعداد الكبيرة للضحايا والتي يشير فيها إلى حق "إسرائيل" بالدفاع عن نفسها لكن عليها عزل "حماس" لتقليل خسائر المدنيين في قطاع غزة.

وسرعان ما رفضت منظمات حقوق الإنسان التي تعمل في غزة منذ سنوات ادعاء بايدن، بينما أفادت وكالة "أسوشييتد برس" الأمريكية للأنباء بأن أرقام وزارة الصحة إبان الصراعات السابقة تتطابق إلى حد كبير مع الأرقام التي توصلت إليها كل من حكومة الاحتلال الإسرائيلية والأمم المتحدة.

وأكدت الأمم المتحدة، أكدت في وقت سابق أن أعداد الشهداء الصادرة عن وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة أثبتت مصداقيتها في نزاعات سابقة، وذلك بعدما شككت واشنطن بحصيلة الحرب الحالية.

وأفاد المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين أونروا فيليب لازاريني، وعلى مدى جولات النزاع الخمس أو الست في قطاع غزة، بأن الأرقام التي تصدرها المكاتب الحكومية في قطاع غزة أو وزارة الصحة اعتبرت ذات مصداقية ولا يمكن التشكيك فيها.
التعليقات (0)