سياسة دولية

اليمين المتطرف يشتبك مع الشرطة بلندن قبل مظاهرة لمؤيدي فلسطين (شاهد)

مطالبات باستقالة وزيرة الداخلية بسب تحريض اليمين المتطرف- إكس
مطالبات باستقالة وزيرة الداخلية بسب تحريض اليمين المتطرف- إكس
اشتبكت مجموعات من اليمين المتطرف مع الشرطة البريطانية، لدى محاولتها الوصول إلى النُصب التذكاري لضحايا الحرب في بريطانيا، في حين حمّل سياسيون بينهم رئيس وزراء أسكتلندا حمزة يوسف؛ وزيرة الداخلية سويلا برافمان مسؤولية التوتر الذي يأتي قبل انطلاق مظاهرة ضخمة لمؤيدي فلسطين ودعوها للاستقالة.

ووقع الاشتباك عندما حاول العشرات من أنصار اليمين المتطرف، الذين كانوا يرفعون الأعلام الإنكليزية ويهتفون "إنكلترا حتى الموت" إضافة إلى هتافات تشبه مجموعات كرة القدم، التقدم باتجاه النُصب الذي كان يشهد احتفالا رسميا وتنفيذ دقيقتي صمت كما هو معتاد كل عام. كما أظهرت مشاهد أخرى أعدادا أكبر وهم يحاولون التقدم وهم يتدافعون مع الشرطة ويلقون أجساما غير واضحة باتجاهها.

وهتف المحتشدون في وجه الشرطة: "لستم إنكليز بعد الآن".

اظهار أخبار متعلقة



وبحسب "سكاي نيوز"، فقد وقع الاشتباك قبل بدء دقيقتي الصمت مباشرة، بحضور أعضاء من الأسرة الملكية، عندما حاول المحتشدون الذين غطى الكثيرون منهم وجوههم، إزالة الحواجز الحديدية في محيط المنطقة لمنع الوصول إليها أثناء الاحتفال الرسمي.


وقالت شرطة لندن على منصة إكس (تويتر سابقا): "بينما كانت دقيقتا الصمت تمضيان بسلام ودون حوادث في وايتهول، فقد واجه الضباط عدائية من مناهضي المتظاهرين (المؤيدين لفلسطين) الذين يتواجدون في المنطقة بأعداد كبيرة".

وأضافت الشرطة: "سنستخدم كل الصلاحيات والتكتيكات المتاحة لمنع مناهضي المتظاهرين من مواجهة المسيرة الرئيسة التي تدعو إلى وقف إطلاق النار" في غزة، علما بأن مظاهرة فلسطين لم تمر من المنطقة وستبقى على بعد أكثر من ميل.

ولاحقا ذكرت الشرطة أن أنصار اليمين المتطرف ابتعدوا عن منطقة وايتهول، حيث مقر الحكومة، وتحولوا إلى منطقة قريبة ثم بدأوا بإطلاق الألعاب النارية على عناصر الشرطة الذين حاولوا التعامل معهم. وقالت الشرطة إنها دفعت بأعداد إضافية من عناصرها، مؤكدة "عدم التسامح مع الإخلال بالنظام في وسط لندن اليوم".

وكشفت الشرطة أنه  تم اعتقال أكثر من ثمانين شخصا من اليمين المتطرف كانوا يحاولون الوصول إلى المظاهرة المؤيدة لفلسطين.


وكانت دعوات من اليمين المتطرف للتجمع عند النُصب المعروف باسم "سينوتاف"، بحجة حمايته من المتظاهرين المؤيدين لفلسطين، قد جذبت مشاركة أشخاص مثل مشاغبي ملاعب كرة القدم (الهوليغنز) وشخصيات معروفة بخطاب الكراهية ومعاداة المسلمين مثل تومي روبنسون، ومؤيدين لرابطة الدفاع الإنكليزي المعادية للأجانب والمسلمين.

مطالبة برافمان بالاستقالة

من جهته، علّق رئيس الحكومة الأسكتلندية على الاشتباك قائلا: "اليمين المتطرف تمت تشجيعه من قبل وزيرة الداخلية. لقد أمضت أسبوعها وهي تشعل نار الانقسام. وهم الآن يهاجمون الشرطة في يوم الهدنة".

وقال يوسف على منصة إكس: "منصبها كوزيرة للداخلية لا يمكن الدفاع عنه. يجب أن تستقيل".

اظهار أخبار متعلقة

 

وجاءت الاشتباكات قبل نحو ساعتين من انطلاق مظاهرة ضخمة لمؤيدي فلسطين؛ توقعت الصحافة البريطانية أن يشارك فيها مئات الآلاف ويقول منظموها إنها ستكون مليونية، وتدعو إلى وقف إطلاق النار.

وكانت برافمان شنت هجوما متكررا على المظاهرات السابقة ووصفتها بأنها "مظاهرات كراهية".


وحاولت الحكومة الضغط على الشرطة لحظر تظاهرة اليوم لأنها تتزامن مع ذكرى يوم الهدنة (انتهاء الحرب العالمية الأولى)، لكن الشرطة قالت إنها لم تجد ما يكفي من أدلة تؤكد أنها ستتسبب في الإخلال بالأمن العام، فيما رفض المنظمون دعوة الشرطة لتأجيلها.

وبينما عبر رئيس الوزراء ريشي سوناك عن رفضه للتظاهرة ووصفها بأنها تنم عن عدم احترار للذكرى، فقد ذهبت برافمان بعيدا لتهاجم الشرطة وتتهمها بالتحيز إلى جانب مؤيدي فلسطين وأنها تتشدد مع اليمين.

وفي مقال افتتاحي بصحيفة التايمز، كتبت برافمان: "هناك تصور بأن كبار ضباط الشرطة يلعبون لصالح المتظاهرين عندما يتعلق الأمر بالمحتجين".

وقالت: "المحتجون اليمينيون والقوميون الذين ينخرطون في العدوان يُقابلون برد صارم، لكن الغوغاء المؤيدين للفلسطينيين الذين يظهرون سلوكا متطابقا تقريبا يتم تجاهلهم إلى حد كبير، حتى عندما يخالفون القانون بشكل واضح".

وأصبحت وظيفة برافمان على المحك بعد أن أوضح مكتب رئيس الحكومة أنه لم يوافق على هذا المقال.

وحذر عضو حزب المحافظين الحاكم ووزير المالية الأسبق، جورج أوزبورن؛ رئيس الوزراء ريشي سوناك، من أنه يخاطر بالظهور بمظهر الضعيف ما لم يُقل برافمان.

اظهار أخبار متعلقة


وبينما أثارت ادعاءاتها احتجاجات غاضبة، فقد انشق أحد الوزراء المحافظين، واتهمها بتأجيج "الكراهية والانقسام".

وطالب العديد من كبار المحافظين بإقالة برافمان، متهمين إياها بـ"رفع إصبعين إلى رئاسة الحكومة".

وقال وزير الداخلية السابق جاك سترو، إنه يجب على رئاسة الوزراء أن تقيلها بسبب هجومها "غير العادي" على الشرطة.

ووصفت نائبة رئيس حزب المحافظين تصريحاتها بـ"الخطيرة"، واتهم كبار ضباط الشرطة برافمان بتجاوز الحدود وتهديد استقلالهم العملياتي.

كما أن برافمان اتهمت بتشجيع الجماعات اليمينية المتطرفة على الخروج في مظاهرات مضادة.

وقال حزب العمال إن الوزيرة "خرجت عن السيطرة".. وأصبح مستقبل برافمان كوزيرة للداخلية موضع شك الآن، بعد أن أعلن مكتب رئاسة الحكومة أنه يبحث في كيفية نشر المقال.
التعليقات (0)