كتاب عربي 21

كيف لتركيا أن تنجح في تحجيم ظاهرة العنصرية؟

سعيد الحاج
الاعتداء على السائح الكويتي في طرابزون
الاعتداء على السائح الكويتي في طرابزون
يوم السبت الفائت تعرض سائح كويتي لاعتداء من مواطن تركي في مدينة طرابزون وأُدخل المستشفى بسبب ذلك. سريعاً، أصدر والي المدينة بياناً وضح فيه ملابسات الحادث وأكد على متابعة علاج السائح من جهة والمسار القانوني ضد الجاني من جهة ثانية. خلال ساعات، أُعلن عن توقيف المشتبه به في الاعتداء، وخروج السائح المصاب من المستشفى، كما زار الأخيرَ وفدٌ أمني للاطمئنان على صحته، واتصلت به سفيرة تركيا في الكويت وأكدت على معاقبة المعتدي.

سلسلة من التصريحات والمواقف أتت لتؤكد عدم رضا السلطات التركية عن الاعتداء على السياح الذين يقصدون البلاد ولا سيما من دول الخليج العربي، خصوصاً لما قد يسببه ذلك من آثار سلبية على السياحة في تركيا التي هي في أمسّ الحاجة لنجاح الموسم السياحي؛ لما يؤمنه من عملة صعبة في ظل الأوضاع الاقتصادية المعروفة، لا سيما وأن مدينة طرابزون مقصدٌ رئيسٌ للسائحين من دول الخليج العربي على وجه التحديد.

مرة أخرى، هي سلسلة من المواقف والتصريحات والقرارات بخصوص رفض الاعتداء، لكن هل يكفي كل ذلك؟ الإجابة بكل أسف: لا.
خطاب الكراهية والعنصرية لا يلبث أن يتحول لفعل عدائي على أرض الواقع، كما أنه لا يكتفي بخصم/ عدو واحد وإنما يستمر دائماً بالبحث عن "آخر" ليواجهه ويهاجمه. ومن يتابع الأحداث في تركيا يلاحظ أن وتيرة الاعتداء على المحجبات -مثلاً- في الحياة العامة ولا سيما وسائل النقل في ارتفاع مؤخراً، بالتزامن مع الاعتداءات على الأجانب والخطاب المعادي للعرب

ثمة دلالتان مهمتان وخطيرتان في الاعتداء الأخير؛ الأول انتقال خطاب الكراهية والاعتداءات من اللاجئين إلى السياح وهذا تطور خطير، والثاني أن المعتدي رأى لنفسه الحق في التدخل والاعتداء على السائح لأنه "ظن أنه يقاوم الشرطة التركية" وفق بيان ولاية طرابزون. ينقل هذا التصور لدى المعتدي الاعتداءَ من كونه جُرماً لأن يكون شيئاً مقبولاً، بل مندوباً من باب أنه مساعدة للشرطة ضد "الأجانب" وربما وصل لمستوى "الواجب الوطني"، وهنا مكمن الخطورة.

ليس هذا الاعتداء الأول على سائح عربي في تركيا، فقد سبق الاعتداء على سائح مغربي من قبل سائق سيارة أجرة؛ أدى لوفاة الأول بعد سقوطه وارتطام رأسه بالأرض قبل شهر من الآن.

ما حصل ودلالاته يؤكدان ما حذرنا منه مراراً، وهو أن خطاب الكراهية والعنصرية لا يلبث أن يتحول لفعل عدائي على أرض الواقع، كما أنه لا يكتفي بخصم/ عدو واحد وإنما يستمر دائماً بالبحث عن "آخر" ليواجهه ويهاجمه. ومن يتابع الأحداث في تركيا يلاحظ أن وتيرة الاعتداء على المحجبات -مثلاً- في الحياة العامة ولا سيما وسائل النقل في ارتفاع مؤخراً، بالتزامن مع الاعتداءات على الأجانب والخطاب المعادي للعرب.

تكرُّرُ هذا النوع من الخطاب في وسائل التواصل الاجتماعي، حتى وإن كان معظمه موجهاً ومنظماً ويحمل أجندة سياسية واضحة، إضافة لتكرر الاعتداءات على الأجانب عموماً والسياح على وجه الخصوص، وإن لم يعبر عن غالبية الشعب التركي إلا أنه يقول بأن العنصرية قد تحولت لظاهرة في تركيا في الآونة الأخيرة وتحديداً العنصرية ضد العرب.

من المفهوم أن يتشكل خطاب في وسائل التواصل على وجه التحديد يدين العمل الإجرامي ويحذر منه لما يسببه من ضرر بالسياحة والاقتصاد في تركيا، من باب أن العنصريين لن يقتنعوا بالخطاب القانوني ولا الأخوي ولا الإنساني لكن ربما يقتنعون بهذا الخطاب البراغماتي، لكنه لا يكفي بالتأكيد لمواجهة الظاهرة وتحجيمها، فضلاً عن أن يكون زاوية النظر الوحيدة أو الأهم لها.
تقوم ظاهرة العنصرية على فهم مغلوط يتغذى على الانطباعات الخاطئة والإشاعات المقصودة، ويتحول لقناعات سلبية راسخة تجاه الآخر وهو في هذا الحالة الأجانب والعرب منهم على وجه التحديد. وهو خطاب ينمو في ظل الأزمات -الاقتصادية والاجتماعية على وجه التحديد- التي تُفقد الكثيرين صوابهم وتقديرهم السليم للأمور، فيصبح ذلك "الآخر" سبب كل المشاكل

بالعودة للجهود الرسمية تجاه خطاب العنصرية وتمظهراته في الواقع، يمكن رصد تصريحات من الرئيس التركي برفض ذلك وعدم تمثيله لأخلاق الشعب التركي، وتأكيدات المسؤولين الأتراك على عدم التساهل مع أحداث الاعتداء، والمسار القانوني ضد المعتدين، لكن كل ذلك لا يكفي كما هو واضح، بدليل استمرار الظاهرة، بل وتناميها.

تقوم ظاهرة العنصرية على فهم مغلوط يتغذى على الانطباعات الخاطئة والإشاعات المقصودة، ويتحول لقناعات سلبية راسخة تجاه الآخر وهو في هذا الحالة الأجانب والعرب منهم على وجه التحديد. وهو خطاب ينمو في ظل الأزمات -الاقتصادية والاجتماعية على وجه التحديد- التي تُفقد الكثيرين صوابهم وتقديرهم السليم للأمور، فيصبح ذلك "الآخر" سبب كل المشاكل التي تواجه الشعب/ الدولة/ الأفراد، ويصبح الاعتداء عليهم -بهذا التوصيف- علاجاً للمشاكل ويرقى لأن يكون "عملاً وطنياً".

والحال كذلك فالأمر يرتبط بالثقافة والقناعات كما يرتبط بالفعل والاعتداء سواء بسواء، ولذلك فإن أي جهد حكومي لمواجهة الظاهرة يكتفي بالتدخل بعد الحادث أو الاعتداء لن يكون كافياً بالتأكيد. وإذا كان القضاء التام على الظاهرة يستلزم بالضرورة حل المشاكل والأزمات المساهمة في تضخمها على المدى البعيد، إلا أنه يمكن مواجهة الظاهرة وتحديدها وتقزيمها من خلال سلسلة من الإجراءات التي تنبع من رؤية واحدة واضحة.

تحتاج القناعات إلى خطاب واضح يواجه الدعاوى المغلوطة والإشاعات المغرضة والمعلومات الخاطئة عن اللاجئين والأجانب، وَصِلتهم -بالأحرى عدم صلتهم- بالمشاكل التي تواجهها تركيا، ويفند بالمعلومات والأرقام والإحصاءات الخطاب العنصري المعادي لهم، كما فعلت وزارة الداخلية التركية سابقاً في أكثر من محطة احتقان ضد اللاجئين. كما أن هناك حاجة لتأسيس حالة من الوعي والانفتاح وتقبل الآخر، التي عُرفت بها تركيا طوال معظم سنوات العقدين الأخيرين.

ما زال من الممكن وبات من المفروض والواجب التدخل لمواجهة الظاهرة وتحجيمها، إذ أن الأضرار تلحق هنا بالأجانب وتركيا على حد سواء، فلا ينبغي أن تسمح الحكومة التركية بالمساس بهم والذي سيؤدي بالمساس بسمعة البلاد ومكانتها وصورتها وكذلك السياحة فيها
وأما مواجهة الجرائم ذات الطابع العنصري فتبدأ بسن القوانين الرادعة ضد جرائم الكراهية والعنصرية خطاباً وفعلاً، وتمر عبر المتابعة الدقيقة لكل ما يتعلق بها من أفعال وتحريض في الواقع وعبر وسائل التواصل، وتنتهي بالحساب الشديد لكل من تسول له نفسه الاعتداء على أي شخص، تركياً كان أم أجنبياً، لاجئاً أم سائحاً أم غير ذلك، منصّباً نفسه مكان مؤسسات الدولة متهِماً ومُحاكِماً ومنفذاً بلا أي وجه حق.

وأخيراً، ينبغي أن يكون خطاب الحكومة وقراراتها ومبادراتها متناغمين مع هذا التوجه، بحيث لا يعطي شيء من ذلك دون قصد انطباعاً بصحة ادعاءات العنصريين وسردياتهم بخصوص خطر اللاجئين/ الأجانب على تركيا ولا يترك لهم مسوغاً أو مبرراً.

إن العنصرية جريمة يندى لها الجبين، ولها أثمان باهظة على الدول التي تنتشر فيها، قانونياً وسياسياً واقتصادياً واجتماعياً وأخلاقياً. انتشر هذا الخطاب في تركيا مؤخراً وتحول في بعض الأحيان لاعتداءات، لكن ما زال من الممكن وبات من المفروض والواجب التدخل لمواجهة الظاهرة وتحجيمها، إذ أن الأضرار تلحق هنا بالأجانب وتركيا على حد سواء، فلا ينبغي أن تسمح الحكومة التركية بالمساس بهم والذي سيؤدي بالمساس بسمعة البلاد ومكانتها وصورتها وكذلك السياحة فيها واقتصادها.

التدخل الآن ممكن وضروري ومُجدٍ في آنٍ معاً، لكنه -مرة أخرى- يحتاج لأن ينطلق من رؤية واضحة وأن يكون شاملاً لكل المجالات ومستخدماً لمختلف الأدوات؛ حتى يكون ناجعاً قبل أن يفوت الأوان وتنحدر الأوضاع إلى ما لا تحمد عقباه بلا رجعة.

twitter.com/saidelhaj
التعليقات (4)
غزوان
الثلاثاء، 19-09-2023 07:31 م
الى الاخ ايمن // يا اخي لم يترك الاتراك سببا واحدا لالتماس العذر لهم نحن نتكلم بأرقام و مليارات الدولارات قدمت للاتراك كمساعدات و استثمارات و تجاره بينيه و سياحه ... على سبيل المثال العراق يشري من الاتراك بـ15.1 مليار دولار السنه الماضيه فقط و لربما تزيد او تنقص قليلا كل سنه.... العراقيين شروا بالالاف عقارات و اراضي و هناك استثمارات مجموعها سنويا بين اربع الى خمس مليارات أخرى يعني المجموع 20 مليار ماذا قدمت تركيا مقابل ذلك ؟ قطعت الماء و تضيق على اقامه العراقيين !! كذلك الحال يتكرر مع دول الخليج لا يهمنا تحديات تركيا ولا الاعلام الغربي ولا شيطنه امريكا ام غيرها اردوغان عين وزيرا للداخليه عنصري و الاتراك انفسهم يقرون بذلك و لعل قوله على الجزيره ان تركيا بلد ديمقراطي ليبرر العنصريه دليل لا نقاش فيه .. يا عزيزي تركيا ليس ولدنا الذي خلفناه و نسينا فتطلب منا تحمله .. تقول يحصل هذا في اي بلد نعم لكن لا يوجد بلد تقدم له مليارات الدولارات فيشتمك و يهينك و ان حصل فهذا بلد بل شعب همجي و ناقص تربيه ولا يستحق الاحترام .. لعلك لا تدرك سبب غضبنا ؟ دعني اوضح لسنوات كنا نجد في تركيا املا و قدوة لكن تبين اننا كنا مخدوعين بل استخفت تركيا بنا !! اليوم تركيا تريد ان تكون بلد نازي ام شيوعي بل حتى اسلامي لا يهمنا بشئ . و لسنا مستعدين لتحمل الاهانات و تكسير الاسنان من أجل سواد عيون اردوغان او حزبه شخصيا اعرف اقارب و اصدقاء كانوا في تركيا في الشهور الاخيره و كلهم أجمع على انها زيارته الاخيره فالاهانات و المضايقات و الابتزاز بل السرقه كانت في كل مكان ذهبوا اليه بل حتى الشرطه التركيه و شرطه المطارات كانت تستهدف العرب دون غيرهم لا تقدم لي مبررات نحن نتكلم بوقائع و ليس هناك عاقل يرضى بالاذى و الاهانه .. يا رجل تتهمنا بأشهار السيوف و الحقيقه ان الاتراك من شهرها بوجهنا تتهمنا بالتشنج و قد اشبعنا الاتراك ضربا !! تركيا لم تشارك احدا بشئ بل كانت تأخذ و لا تعطي حتى الماء قطعته عن العراق بل قالوا للعراقيين النفط مقابل الماء !!! تركيا هي من حرقت اوراقها و ليس نحن فحاول ان لا تميل الكفه .. الاتراك بحاجه الى حلول عمليه و سبق ان قدمت بعضها في تعليقات سابقه لكن لم يصدر منهم الا تصريحات جوفاء بل غبيه متصورين انهامقنعه ... ولا تنسى بأن هناك خيارات في بلدان أخرى مثل اوزبكستان و كازاخستان و طاجيكستان بل حتى اذربيجان كلهم يرحب بالسائح العربي و ارخص بكثير من تركيا تحياتي
أيمن أبو طارق
الثلاثاء، 19-09-2023 09:49 ص
لا يمكن بحال وصف الأتراك ونعتهم بالعنصريين فهذا مناف للواقع إذا نظرنا إليه بصورته الشمولية لا بحدث هنا أو هناك، ولكنه كغيره من الشعوب يتأثر بمعطيات كثيرة تجعل البعض ينحو منحنى غير مسؤول ولا يعود بالنفع عليه ولا على غيره وهذا ما حدث ويحدث أيضا في بعض دولنا العربية ونعطيه المبررات والمسوغات وهكذا هو الحال أيضا في دول العالم. إذا ما نظرنا إلى تركيا والتحديات التي تواجهها محليا وإقليميا ودوليا لوجدنا تخوض بحقل من الألغام ومع ذلك تغوص فيها لتحافظ على مكتسباتها وهويتها الإسلامية المركزية. هناك توجه من قوى حزبية وغير حزبية محلية مدعومة بكل تأكيد بقوى خارجية ناعمة وربما تغدو خشنة لتعيد عجلة تركيا إلى تبعيتها كما كانت على مدار عقود كادت أن تصل فيها تركيا إلى مصاف الدول المتدنية. كل ما نشاهده من أحداث عنصرية داخل تركيا وإعلام غربي يشوه ويشيطن توجهات الحكومة التركية لا تصب إلا في خانة ما ذكرته آنفا وهذا ما تعيه الحكومة التركية وترى بالتأكيد أن أدراجه لا تثبت إلا بالسعي لتحقيق أهدافه ومواجهة كل الأضرار التي ستنجم من خلاله. أتوقع أن تقوم الحكومة التركية بالمنظور القريب جدا بأخذ خطوات في مواجهة العنصرية المتنامية بكل أشكالها وهي كما ذكر المقال بأنها ملحة وضرورية ولا يمكن التساهل معها بحال من الأحوال. ختاما وردا على ردود الأفاضل الكرام في التعليقات فهو رجائي أن لا نشهر سيوفنا على دولة تحاول أن تشاركنا نجاحاتها كأمة وتحملت تبعات ما ألقي على كاهلها الكثير وينبغي علينا عدم التسرع في إصدار الأحكام على شعب بأكمله والتشنج في ردود الأقوال والأفعال.
غزوان
الإثنين، 18-09-2023 06:48 م
هي ليست ظاهره و أنما كراهيه العربي متجذره في شخصيه التركي تتناقله الاجيال و الا كيف يبرر ما يحصل في عهد اردوغان الاسلامي ؟ كيف يبرر اردوغان تسليمه وزاره الداخليه لوزير معروف بفاشيته و حقده العنصري ؟ عندما تتحول اجهزه الدوله الامنيه لتنفيذ اجنده الوزير العنصريه هل هذه ظاهره ام تقليد متجذر ؟ عندما اموال الخليج و العراقيين تصب في جيوب الاتراك و مع ذلك لا يجدون حياء بافعالهم كيف يبرر هذا ؟ بل الادهى عندما يتعرض شعب لكارثه الزلزال و يدفن الالاف من شعبه منذ شهور فقط و كان العرب هم الاكثر كرما في تلك المحنه و يحدث اليوم ما يحدث هذا كله يثبت ان الاتراك شعب جبان و ناكر للجميل ولا يستحق الاحترام .. العراق يشتري سنويا من تركيا بضاعه بقيمه 15.1 مليار دولار و العراقيين من اكثر الجنسيات سياحه و شراء للعقارات و مع ذلك يقطع الماء عن العراق عرفانا بالجميل !!! هل هناك قذاره أكثر من هذه ؟ اليوم لا يهمنا ان كان الاتراك سيبقون على عنصريتهم او يتغيروا هذا شأنهم لكن لن يجدوا من العرب كرما و احتراما و ان كان هناك بعض الاغبياء بيننا ما زالوا يريدون التعامل او زياره تركيا كحال هذا الكويتي مؤخرا فيستحقون ما يجري لهم .. انصح الكتاب و الصحفيين العرب ان يكفوا عن الفلسفه الزائده و التقعر بمقالات تعالج عنصريه الاتراك بتجرد و تحاول وضع حلول . هذا ليس شأننا ولا يهمنا في شئ .. الان فهمت فقط لماذا يرفض الاوربيون انضمام تركيا للاتحاد الاوربي . هم شعب همجي متخلف لا أمان له والافضل عزلهم كالبعير الاجرب
صلاح الدين الأيوبي
الإثنين، 18-09-2023 02:18 م
الأضرار ليست على الأجنبي وتركيا على حد سواء، هذا كلام مغلوط وبه نبرة من كبر غير مبرر.الأجنبي سيرحل وسيعوضه الله خير من تركيا، أما تركيا فأين ستذهب دون أموال العرب الوفيرة من الخليجيين والعراقيين أو دون أيديهم العاملة الرخيصة من السوريين؟ حتى أنت لا تصلح بأن تقترح علاج للأزمة، مع الأسف.