سياسة عربية

FT: سخونة المحيطات وراء عاصفة "دانيال" وكارثة فيضانات ليبيا

نتجت العاصفة دانيال عن إعصار "ميديكين" وهو شبه إعصار متوسطي- جيتي
نتجت العاصفة دانيال عن إعصار "ميديكين" وهو شبه إعصار متوسطي- جيتي
قالت صحيفة "فايننشال تايمز" الأمريكية إن التغيرات المناخية وارتفاع حرارة المحيطات وراء وقوع كارثة فيضانات ليبيا وهبوب العاصفة "دانيال" بهذه القوة.

ونقلت الصحيفة في تقرير لها  عن علماء في المناخ قولهم إن "الفيضانات الكارثية في ليبيا بسبب العاصفة دانيال نتجت عن إعصار ميديكين، وهو شبه إعصار متوسطي، والذي يمكن أن يمتد فوق البحر الأبيض المتوسط والبحر الأيوني وساحل شمال أفريقيا".

ويذكر أن العاصفة "دانيال" أودت بحياة الآلاف هذا الأسبوع عندما ضربت ليبيا وأجزاء من اليونان وبلغاريا وتركيا، وتسببت في انهيار السدود في مدينة درنة الليبية.

وقال الخبراء إن ظاهرة إعصار ميديكن نادرة نسبيا، إذ تحدث مرة إلى ثلاث مرات في السنة، ولكنها يمكن أن تؤدي إلى فيضانات مدمرة وعواصف ورياح قوية، وتنتج هذه الظاهرة عن ارتفاع درجات الحرارة في شرق المحيط الأطلسي وشرق البحر المتوسط بمقدار 2-3 درجات مئوية عن المعتاد، مما يؤدي إلى عواصف مصحوبة بهطول أمطار غزيرة.

اظهار أخبار متعلقة


وشهدت المنطقة أيضا حجب الضغط العالي، مما أدى إلى محاصرة العاصفة فوق اليونان، وعندما تحركت أخيرا، تطورت إلى إعصار "ميديكن"، وتسببت في هطول كميات هائلة من الأمطار على ليبيا.
وتسببت الأمطار الغزيرة التي تراوحت ما بين 150 ملم و 240 ملم في حدوث فيضانات في العديد من المدن، بما في ذلك البيضاء، التي سجلت رقما قياسيا بلغ 414.1 ملم خلال 24 ساعة.

وقالت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية إن درجات حرارة سطح البحر قبالة سواحل ليبيا كانت أعلى من 27.5 درجة مئوية، مما يزيد من خطر العواصف.

بدوره، أكد عالم المناخ والأرصاد الجوية في جامعة لايبزيغ الألمانية، كارستن هاوستين، أن "المياه الدافئة لا تغذي تلك العواصف من حيث كثافة هطول الأمطار فحسب، بل تجعلها أيضا أكثر شراسة".
وقال هاوستين أن "إمكانية تحول دانيال إلى إعصار ميديكن من المحتمل أن تؤدي إلى ارتفاع درجات حرارة سطح البحر، وبالتالي فهو نتيجة تغير المناخ التي تسبب فيها الإنسان أيضا".

بينما قال الخبراء إن البنية التحتية في ليبيا تأثرت بشكل واضح بسبب هطول الأمطار الغزيرة، وحتى لو كان السد يحتوي على قناة تصريف، فإن مستويات المياه كانت مرتفعة للغاية.

وأوضحت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية أنه كان من الممكن تجنب سقوط كل هذا العدد من الضحايا لو كان لدى ليبيا خدمة أفضل للأرصاد الجوية توفر المعلومات والتحذيرات.

اظهار أخبار متعلقة


وقال بعض الأكاديميين إنه من السابق لأوانه ربط الحدث بشكل قاطع بتغير المناخ، على الرغم من أن ارتفاع درجات الحرارة يزيد من احتمال وقوع أحداث مناخية متطرفة.

وذكرت العالمة قالت ليزي كيندون، من جامعة بريستول: "يجب أن نتوقع وقوع أحداث متطرفة غير مسبوقة في سجل المراقبة، والعاصفة دانيال توضح نوع الفيضانات المدمرة التي قد نتوقع حدوثها بصورة أكبر في المستقبل، ولكن مثل هذه الأحداث يمكن أن تحدث فقط بسبب التقلبات الطبيعية للمناخ، كما حدث في الماضي".
التعليقات (1)
صلاح الدين الأيوبي
الأحد، 17-09-2023 10:38 م
طبعاً غير مفهوم التناقض في كلام العالم الألماني والعالمة البريطانية، فالأول يعزي ذلك لتغير المناخ أي بفعل الإنسان والأخيرة تقول بسبب التقلبات الطبيعية كما حدث بالماضي؟ ربما خطأ بالترجمة وربما خطأ في إدراك الأخت البريطانية، لكن لتعم الفائدة برجاء من محرري عربي 21 توخي الدقة والتأكيد على الفكرة، إلا إذا كان المقال موده لمن يقرأ دون فهم وتركيز. بالتأكيد ما حدث بليبيا هو من فعل الإنسان، الإنسان الليبي في الأساس بإهماله خطر السدود المتهالكة وتركيزه إما في شهواته الخاصة كمواطن أو شهواته السلطوية كالسياسيين والمرتزقة الذي شعروا أن ليبيا عزبة أبوهم بعد مقتل القذافي، لكنه أيضاً بفعل الأوروبي الذي نحت مكونات الطبيعة بشره واستغلال حتى اختل كل النظام البيئي وبدأ الحصاد المر وكانت ليبيا من أوائل من يقف في الطابور لتلقي هذا الحصاد، لكن أيها الألماني ويا أيتها البريطانية لا تطمئنا كثيراً فسيأتي عليكما أيضاً الدور وإن غداً لناظره قريب بإذن الله.

خبر عاجل