صحافة دولية

"إيكواس" وضعت خطة لنشر القوات.. لماذا سيكون التدخّل العسكري بالنيجر كارثيا؟

"إيكواس" أعطت مهلة للانقلابيين بالنيجر قبل التدخل العسكري- جيتي
"إيكواس" أعطت مهلة للانقلابيين بالنيجر قبل التدخل العسكري- جيتي
قالت المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس)، الجمعة، إن مسؤولي الدفاع فيها وضعوا خطة لعمل عسكري إذا لم يتم إسقاط انقلاب النيجر بحلول غدا الأحد، وذلك بعد فشل الوساطة في إنهاء أزمة تهدد الأمن الإقليمي وتجتذب قوى عالمية.

وقال عبد الفتاح موسى مفوض الشؤون السياسية والسلام والأمن في "إيكواس" إن المجموعة لن تكشف لمدبري الانقلاب متى وأين ستكون الضربة، مضيفا أن هذا القرار سيتخذه رؤساء الدول.

في ذات الوقت حذر تقرير صحيفة "لكسبرس" الفرنسية من مخاطر التدخل العسكري في النيجر.

وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21" إنه ثبت أن عواقب التدخل العسكري ستكون محفوفة بالمخاطر، حيث تحاول الجماعة العسكرية النيجيرية تعبئة الجماهير خلفها. ويوم الأحد 30 تموز/ يوليو، تظاهر الآلاف من أنصارهم لتحذير المجتمع الدولي من العزل القسري للجنرال تياني.

وفي الأثناء، يمكن لعملية المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس) أن تبلور غضب الشارع في نيامي، وفي جميع أنحاء المنطقة، ضد المنظمة التي تعاني بالفعل وتتعرض للانتقادات، ولكن أيضًا ضد فرنسا التي ينظر البعض إلى خطاباتها التي تدين الانقلاب على أنها تدخل.

ويوم الاثنين، زاد الضغط على الأنظمة العسكرية في مالي وبوركينا فاسو المجاورة، التي وصلت إلى السلطة بعد انقلاب 2021 و2022. وقد حذرت هذه الدول في بيان مشترك من أن "أي تدخل عسكري ضد النيجر سيكون بمثابة إعلان حرب" على بلدانها، مهدّدين بتبني "إجراءات دفاع مشروعة" دعمًا للنيجر الشقيقة.

اظهار أخبار متعلقة


ابتزاز نفسي أم تهديد حقيقي؟
في الوقت الحالي، من الصعب معرفة ما إذا كان الرجال الأقوياء في واغادوغو وباماكو سيحوّلون أقوالهم إلى أفعال.

ووفقًا لصحيفة "جون أفريك"، فقد سافر جنود من المجلس الوطني لحماية الوطن، المجلس العسكري الذي أطاح بالرئيس بازوم، إلى عاصمة مالي باماكو، الأربعاء، للاجتماع مع حلفائهم. وفي العاصمة النيجيرية، حاول وفد من "إيكواس" إجراء مفاوضات أخيرة مع نفس المجلس العسكري.

وذكرت الصحيفة أنه مع اشتداد المواجهة بين معسكر الانقلابيين والديمقراطيين في غرب أفريقيا، فإن خيار التدخّل العسكري من قبل "إيكواس" لإسقاط الجنرال عبد الرحمن تياني يتبلور بشكل أكثر وأصبح أكثر جدية. وقد التقى رؤساء أركان المنظمة الإقليمية، الأربعاء، حتى الرابع من شهر آب/ أغسطس، في العاصمة النيجيرية أبوجا للتفكير في مختلف سيناريوهات التدخل. وفي هذا السياق المتوتر، قررت فرنسا إجلاء مواطنيها في النيجر.

اظهار أخبار متعلقة


عمليّة صعبة التنفيذ
هل تملك المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا الوسائل للقيام بمثل هذه العملية؟ وما هي الدول التي ستوافق على إرسال قواتها ومتى؟

وفقًا للعديد من الخبراء، فإنه في حال فشل المفاوضات ستكون فرضيّة تنفيذ عملية عسكرية مشتركة بقيادة نيجيريا، التي تترأس أيضا "إيكواس" ذات مصداقية. وقال قائد الجيش الجنرال كريستوفر موسى: "نحن ندافع عن الديمقراطية وهذا يجب أن يستمر. نحن جاهزون وبمجرد أن نتلقى الأمر بالتدخل، فسنفعل ذلك. نحن متأكدون من النجاح". لكن هل يمتلك الرئيس النيجيري المنتخب حديثا، بولا تينوبو، الذي تعهد بمكافحة انتشار الانقلابات في غرب أفريقيا، الوسائل التي ستساعده على تحقيق طموحاته؟".

بحسب مايكل شوركين، المتخصص الأمريكي في شركة استشارية في أفريقيا فإن "الجيش النيجيري هو الأكثر قدرة وقوة في المنطقة، بطائراته المقاتلة والطائرات المسيرة، لكنه بالفعل غارق في انعدام الأمن والتهديد الجهادي على أرضه، وبالتالي فإنه سيضطر إلى سحب الجنود من الميدان".

ورجّحت الصحيفة أن يتطلب التدخل من نيجيريا، التي تشترك في أكثر من 1600 كيلومتر من الحدود مع جنوب النيجر، عدّة أسابيع من التحضير - كما هو الحال في غامبيا، حيث استغرقت المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا ما يقارب الشهر لنشر عملية "استعادة الديمقراطية"، في مواجهة رفض الرئيس السابق يحيى جامح التنازل عن السلطة بعد هزيمته في انتخابات سنة 2017. ويمكن للدول الأعضاء الأخرى أن تقرر إرسال قواتها، مثل السنغال والكوت ديفوار أو بنين أو غانا، في ظل شعورها بالقلق إزاء انتشار التهديد الإرهابي في منطقة الساحل باتجاه حدودهم.

خطر جذب الجهاديين
ماذا لو نفذت الأنظمة العسكرية في مالي وبوركينا فاسو تهديدها؟

حذّر تريستان غيريت، المحلل المتخصص في الإرهاب ومنطقة الساحل ضمن شركة إدارة المخاطر "كونترول ريسكس" من أنه "ينبغي عليهم، مثل النيجيريين، حشد جنودهم الأكثر خبرة، المنخرطين حاليًا في مكافحة الإرهاب، الأمر الذي من شأنه أن يخلق فراغًا للجماعات الجهادية في المنطقة، وسيكون ذلك كارثيا".

بالنسبة لهذا الخبير، لا يمكن استبعاد فرضية "انقلاب مضاد" من قبل الجنود الموالين أو الذين يفضلون الابتعاد عن الانقلابيين لتجنب المواجهة المسلحة. وبحسب ضابط نيجيري رفيع المستوى، فإنه "لن يذهب الجنود النيجيريون إلى المواجهة، هذا أمر مؤكد. يمكن أن يتراجع تياني، لكن يجب أن نمنحه مخرجا". من جانبه، بالكاد يستطيع الرئيس النيجيري، الذي أصدر إنذاره، التراجع. وكما يعلم بولا تينوبو فإن مصداقيته على المحك وكذلك مستقبل المنطقة، حيث تم تنفيذ خمسة انقلابات خلال ثلاث سنوات.

التعليقات (0)