صحافة إسرائيلية

كاتب إسرائيلي: تسليم النائب "العدوان" للأردن سيحقق مكاسب عدة لتل أبيب

خوجي: الإفراح عن العدوان سيقلص التوتر السائد بين إسرائيل والأردن على خلفية أحداث المسجد الأقصى
خوجي: الإفراح عن العدوان سيقلص التوتر السائد بين إسرائيل والأردن على خلفية أحداث المسجد الأقصى
أكد كاتب إسرائيلي معروف أن تسليم النائب الأردني عماد العدوان، المعتقل في "إسرائيل" منذ الأحد الماضي، للأردن سيحقق لتل أبيب مكاسب عديدة.

وذكر جاكي خوجي، في مقاله بصحيفة "معاريف" العبرية، أنهم "في الأردن يتوقعون من إسرائيل أن تطلق سراح العدوان قريبا، وتنهي القضية قبل أن تتضخم"، مضيفا أن "الطرفين سيكسبان أكثر إذا ما تخلتا عن العقاب الخطير، فهذه حالة خاصة، واضح فيها للطرفين أن الاعتبار السياسي أفضل من استنفاد القانون".

وأشارت إلى أن "العدوان في الماضي أعرب عن تأييد علني لحماس وأثنى على ذراعها العسكرية، ولن يكون مفاجئا إذا ما تبين أنه يقف خلف العملية دافع وطني، حيث إن تأييد العدوان للفلسطينيين ليس سرا، وقد عبر عن تأييده للفصائل المسلحة وكفاحها ضد إسرائيل".

ورأى الكاتب، أن "اعتقال العدوان أظهر أنه من تحت أنف النظام الهاشمي يعمل تنظيم مسلح نجح في أن يجند إلى صفوفه نائبا في البرلمان، ابن قبيلة هامة ممتدة في عمق الأردن، وهي تقيم بالقرب من الأراضي المحتلة، وبفضل هذا القرب، ومساهمة أبنائها في التراث القتالي في عصر الحروب، فقد التصق بهم لقب "قبيلة القدس".

وأعربت القبيلة عن افتخارها بما فعله النائب، منوهة في رسالة وجهت مباشرة إلى العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، إلى أن "النائب عماد لم يرتكب في إسرائيل جريمة قتل بدم بارد، بخلاف الحارس الإسرائيلي الذي قتل مواطنين أردنيين عام 2017، والذي أطلق سراحه، وعليه، فإنه متوقع من الإسرائيليين أن يطلقوا سراح النائب"، مضيفة أن "أمتارا معدودة تفصل بيوتنا عن أراضينا المحتلة، قلوبنا ترنو إليها كل يوم".

وقال خوجي: "هذا القرب الجغرافي لم يطرح صدفة؛ فقد سعى أبناء القبيلة لتذكير الملك وإسرائيل، بأنهم هم حراس الحدود، إذا أرادوا فسيمنحون صاحب السيادة السكينة والاستقرار، أو يجعلون أرضهم منطقة ساخنة، وهذا تهديد قيل بكياسة، وقد وصفوا النائب المعتقل بـ"الوطني الشجاع"، وموقفه من الفلسطينيين بـ"الجريء".

اظهار أخبار متعلقة


ونوه إلى أن الأردن في هذه الأيام يشهد "حملة جماهيرية عاصفة، تطالب الملك ببذل كل ما في وسعه لإطلاق سراح العدوان وإعادته إلى البلاد، وهذا سيمنح القصر إنجازا عظيما ويعزز قوته لدى الجمهور ولدى قبيلة العدوان، كما أن هذه الخطوة من شأنها أن تقلص التوتر السائد بين إسرائيل والأردن على خلفية أحداث المسجد الأقصى، وترمم قليلا الثقة المتضررة بين عبدالله الثاني ورئيس الحكومة بنيامين نتنياهو".

ولفت الكاتب إلى أن "نتنياهو استقبل الحارس (القاتل) بشرف المنتصرين، بعد أن أطلق الملك سراحه دون تحقيق ودون محاكمة، وتسبب ذاك الحدث في حرج عظيم للقصر وبنقد شديد من قبل الجمهور"، معتبرا أن "إعادة العدوان إلى الأردن، ستجسد لمرسليه ومساعديهم أن الطرفين تعاونا ضدهم؛ أما إصرار إسرائيل على إبقائه بحوزتها فسيخدم معارضي إسرائيل الكثيرين في المملكة".

وأكد أن "إصرار تل أبيب على اعتقال العدوان، سيجعله بطل الأمة وسيوقظ محور المقاومة للتجند من أجله، كما أن من شأنه أن يعظم الضغينة السائدة بين عمان وتل أبيب ويمنح معارضي إسرائيل مبررا لمهاجمة الملك دون توقف، وفوق كل ذلك من شأنه أن يخرق انضباط أبناء قبيلة العدوان على طول الحدود ويضع الإسرائيليين الذين يزورون الأردن في خطر، فالعدوان ابن 35 عاما ليس نائبا عاديا، بل واحد من أكثرهم صخبا".

وأفاد الكاتب أنه "منذ اعتقال العدوان، بدأت محافل الأمن بالتحقيق معه، وسارعت إسرائيل لفحص ما هو العنوان للإرسالية الكبيرة (يمكن التخمين أنه وجد الجواب)، وفي الأردن سعوا لأن يعرفوا من يقف خلف المؤامرة التي نسجت تحت أنفهم، والتحقيق الهادئ في الظل يدل على التفاهم المتبادل السائد بين عمان وتل أبيب".

وأشار إلى أن "هذه القضية تفجرت في توقيت مشوق على نحو خاص، ففي السنة الأخيرة تضغط قيادة حماس على القصر للسماح لها بالعودة إلى عمان، عودة حماس إلى الأردن هذه الأيام، هي خطر أمني مباشر على إسرائيل، لأنها ستمنحهم حرية الوصول إلى الفلسطينيين في الضفة الغربية والقدس ممن يخرجون ويدخلون عبر جسر "اللنبي".
التعليقات (0)