سياسة عربية

صحفي إسرائيلي يكشف تفاصيل سرية عن علاقات السعودية والاحتلال

دفوري قال إن العلاقات بين الرياض وتل أبيب تعتمد أساسا على البعد الأمني والاستخباري- جيتي
دفوري قال إن العلاقات بين الرياض وتل أبيب تعتمد أساسا على البعد الأمني والاستخباري- جيتي
قالت أوساط في دولة الاحتلال، إن العلاقات الاقتصادية والأمنية مع السعودية تتعمق لمواجهة ما تصفه بـ"التهديد الإيراني"، رغم أن المملكة تحاول التزام الصمت، لأن القضية الفلسطينية والوضع في المسجد الأقصى يمكن أن يشوش على هذا التعاون.

نير دفوري المراسل العسكري لـ"القناة 12" زعم ما قال إنها "لمحة عن العلاقات الثنائية بين الرياض وتل أبيب التي أقيمت خلف الكواليس، حيث يحدث بانتظام أن يهبط كبار الإسرائيليين ورجال الأعمال والمستشارين في السعودية، ما يدل على روابط عميقة تستمر في التوسع من حيث تبادل المعلومات والصناعات والمنتجات والأنظمة التي يشتريها السعوديون من إسرائيل، حتى بات الخط بينهما نشطا للغاية هذه الأيام، واستقبال الإسرائيليين يتم وسط ترحيب حار في الرياض".

وأضاف في تقرير ترجمته "عربي21" أن "السعوديين متعطشون لقدرات إسرائيلية في مجالات الأمن والإنترنت والزراعة والطب. والتكنولوجيا تفتح العديد من الأبواب في المملكة، ولها تأثير كبير على علاقاتهما المعقدة، لكنها ذات أهمية كبيرة في تصور إسرائيل للأمن، فيما تفضل السعودية الحفاظ على هدوء العلاقات مع إسرائيل. صحيح أنها تعتبرها ميزة، لكنها لا ترغب بالكشف عنها في وسائل علنية. وفي هذه الأيام عندما يتحدث نتنياهو علنًا عن رؤيته للتطبيع، فإن الروابط موجودة أكثر من وراء الكواليس، وتتم إدارتها عبر عناصر موازية في وزارة الدفاع السعودية، بالتنسيق مع الموساد والهيئات الأمنية الأخرى. وتعاونهما قائم على طول المحور الاستخباري والعسكري".

اظهار أخبار متعلقة


وأشار إلى أن "الجسر الأمني صحيح أنه حلقة الوصل بينهما، لكنه ليس وحده فقط، فالشركات الإسرائيلية الخاصة التي تتعامل في المجالات المدنية المختلفة تعمل ومعروفة في السعودية، ما قد يؤدي لزيادة مستوى العلاقات. ورغم أن المملكة اعترفت فعليا بوجود إسرائيل، فإن العقبة الأكبر لا تزال قائمة وهي الموضوع الفلسطيني. والقناعة السعودية أنه كلما تحدثوا أكثر عن العلاقات مع إسرائيل، فإن ذلك سيضر بفرصة تحقيق اتفاق تطبيع كامل، ولعل هذا هو توجه الملك سلمان بن عبد العزيز، لكن نجله ولي العهد محمد يعتقد خلاف ذلك، لكنه لن يتخذ خطوة التحدي حتى رحيل والده".

وزعم أن "هناك ملفا حساسا قد يدفع بالتطبيع السعودي الإسرائيلي إلى الأمام، ويتعلق بدور ما للمملكة في المسجد الأقصى، ما سيمنحها قدرة على تطبيع الرأي العام والشعب السعودي دون صعوبة، وهذا ما يعتقده كبار الإسرائيليين. صحيح أن زيارة نتنياهو لملك الأردن تضمنت وعدا بالحفاظ على الوضع الراهن في الأقصى، لكنه في الوقت ذاته يدرك أن الأقصى هو بوابة للتقدم في العلاقات مع السعودية. ومن أجل التوصل لتفاهم معها، فإن إسرائيل مطالبة بإجراء اتصالات سرية وهادئة وممارسة حساسية عالية بشأنه، وبدونه قد يكون من الصعب اختراق العلاقات مع المملكة، وهذا ما يؤمن به كلا الجانبين".

وأوضح دفوري في تقريره الذي وافقت الرقابة العسكرية على المعلومات الواردة فيه أن "عاملا آخر مؤثرا على العلاقات الإسرائيلية السعودية هو علاقات الأخيرة بالولايات المتحدة، التي وقّعت خلال عهدي أوباما وترامب سلسلة من صفقات الأسلحة بقيمة 700 مليار دولار، للحد من نفوذ إيران في الشرق الأوسط. لكن بايدن قاد سياسة متناقضة تجاه المملكة، ما أسفر عن علاقات باردة. وفي ظل قلق السعودية من إيران وافتقارها لردود جيدة على هجمات مسيّراتها وصواريخ كروز الحوثية، فإنها تبحث عن حلول في إسرائيل".

وتؤكد التطورات الواردة أعلاه أن هناك حساسية في تل أبيب والرياض للحديث عن علاقاتهما، بسبب مجموعة الحساسيات التي تتأثر بساحتهما الداخلية. ورغم اهتمامهما بتطوير العلاقة وصولا إلى تطبيع كامل، فإن الأخيرة على الأقل لا ترغب بالكشف عن هذه الاتصالات مرحلياً، ولا تفضل الحديث عن العلاقة علانية، رغم أنه في أوقات الأزمات والتوترات السياسية، يكون الجسر الوحيد الذي لا يزال يعمل بلا توقف بين الطرفين هو العلاقة الأمنية، لأنها ستؤدي في النهاية إلى حل لأي أزمة سياسية.
التعليقات (0)