سياسة دولية

هذا هدف روسيا الجديد بعد سيطرتها بالكامل على لوغانسك

الجيش الروسي يركز عملياته القتالية في إقليم دونباس للسيطرة عليه بالكامل- جيتي
الجيش الروسي يركز عملياته القتالية في إقليم دونباس للسيطرة عليه بالكامل- جيتي

تتقدم القوات الروسية في دونباس، وتحديدا في دونيتسك وذلك في محاولتها للسيطرة عليها بالكامل، بعد أن تمكنت من تحقيق ذلك في لوغانسك، بحسب ما أقرت به كييف.

 

وذكر الحاكم الإقليمي لمنطقة لوغانسك الأوكرانية، سيرهي غايداي، أن القوات الروسية تخوض قتالا عنيفا، وتزحف صوب منطقة دونيتسك بعد سيطرتها على آخر بلدتين في لوغانسك المجاورة.

وقال غايداي للتلفزيون الأوكراني الرسمي، إن القوات الروسية تكبدت خسائر فادحة خلال العملية الطويلة للسيطرة على مدينتي سيفيرودونيتسك وليسيتشانسك، لكنها توجه جهودها نحو التحرك جنوبا.

ولم يتسن التحقق بشكل مستقل من أنباء تقدم القوات الروسية.

 

اقرأ أيضا: روسيا تحكم قبضتها على لوغانسك.. وقتلى ببلدة حدودية

وتسيطر القوات الموالية لروسيا على مساحات شاسعة من المنطقتين لوغانسك ودونيتسك منذ توغلت موسكو لأول مرة في أوكرانيا عام 2014.

 

واعترفت موسكو بـ"جمهوريتين شعبيتين" دولتين مستقلتين عشية غزو شباط/ فبراير. وأعلنت موسكو الأحد، "تحرير" منطقة لوغانسك بأكملها.

ولا تزال أوكرانيا تسيطر على جزء كبير من دونيتسك، وأي تقدم روسي سيتضمن الاستيلاء على ست مدن صناعية كبيرة، بدءا من باخموت وسلوفيانسك وكراماتورسك.

وأفاد غايداي بأن ما يصل إلى 15 ألف شخص ما زالوا في ليسيتشانسك، موقع مصفاة لتكرير النفط.

 

وقال إن القوات الروسية تقوم بـ"عمليات انتقامية بحق السكان الموالين لأوكرانيا"، وفق قوله.

 

إخلاء سلوفيانسك

 

ودعت السلطات الأوكرانية، سكان سلوفيانسك هدف موسكو الحالي، إلى إخلاء المدينة التي تتعرض لقصف كثيف.


وقال حاكم منطقة دونيتسك، بافلو كيريلنكو، متوجها إلى سكان مدينة سلوفيانسك: "نصحيتي الكبرى: ارحلوا"، مضيفا أنه "لم يمر يوم منذ أسبوع من دون قصف".


وكان قد أعلن قبل ساعات قليلة عن سقوط قتيلين وسبعة جرحى في ضربات استهدفت خصوصا سوق المدينة.

 

اقرأ أيضا: NYT: سقوط ليسيتشانسك يسقط أمل أوكرانيا في إقليم لوغانسك

مع سقوط ليسيتشانسك الأحد، باتت القوات الروسية تسيطر على الجزء الأكبر من إقليم لوغانسك وتسعى الآن إلى السيطرة على إقليم دونيتسك لتحتل بذلك كل منطقة دونباس التي يسيطر على أجزاء منها انفصاليون موالون لموسكو منذ 2014.


اتهامات بالتعذيب


وباتت سلوفيانسك التي كانت تضم مئة ألف نسمة قبل الحرب، وكراماتورسك تاليا النقطتين الساخنتين الجديدتين في المعارك.


وكانت القوات الروسية الثلاثاء الماضي، على مسافة حوالي عشرة كيلومترات من مدينة سيفيرسك التي تتعرض للقصف منذ أيام عدة وعلى مسافة خمسين كيلومترا تقريبا من سلوفيانسك.


وأعلنت موسكو عن فتح تحقيق حول عمليات تعذيب يقول جنود روس أسرتهم القوات الأوكرانية وأفرج عنهم في إطار عمليات تبادل مع كييف، إنهم تعرضوا لها.


وتتبادل أوكرانيا وروسيا اللتان قامتا بعمليات تبادل أسرى عدة، الاتهامات بسوء معاملة الأسرى وتعذيبهم.

 

انفصال خاركوف

 

في حين صرح رئيس الإدارة العسكرية المدنية لمنطقة خاركوف، فيتالي غانتشيف، بأن سلطات وسكان "الأجزاء المحررة" في المنطقة يسعون للانضمام إلى روسيا، وفق قوله.

ونقلت وكالة "تاس" الروسية عن غانتشيف قوله: "تميل إدارتنا إلى السعي للانضمام إلى روسيا. وكل السكان الآن يسمعون من القيادة أنه توجد هناك سلطة، ويرون الوثائق القانونية التي نصدرها ويرون استخدام الروبل وكيف يحتل المرتبة الرئيسية في الاقتصاد، ويبدأون بالاعتياد عليه".


وأضاف أن السكان المحليين يسألون كثيرا حول إمكانية الحصول على الجنسية الروسية.


وأعلن غانتشيف، سابقا، السيطرة على 20 في المئة تقريبا من أراضي منطقة خاركوف.

 

وقال إن الوضع في "الأجزاء المحررة" وفق تعبيره "لا يزال متوترا"، مضيفا أن العديد من التجمعات السكنية تتعرض لقصف مستمر من جانب القوات الأوكرانية بالإضافة إلى الخطر الدائم من عمل المجموعات التخريبية.

 

أزمة الحبوب

 

تعد المنتجات الزراعية الروسية والأوكرانية حاسمة بالنسبة للأمن الغذائي العالمي، حيث تمثل الأولى نسبة 13 في المئة والثانية 8.5 في المئة من صادرات القمح العالمية. 


وأدت العقوبات المفروضة على روسيا، وكذلك الحصار البحري الذي تفرضه موسكو على الموانئ البحرية الأوكرانية، إلى شح منتجات البلدين في السوق العالمية، مما يتسبب في موجات من الصدمة الاقتصادية في جميع أنحاء العالم. 


ونشرت مجلة "فورين أفيرز"، أن المجتمع الدولي لديه خيارات عسكرية ودبلوماسية للتخفيف من وطأة هذه الأزمة التي تلوح في الأفق، لكنها تؤكد في الوقت ذاته أن جميع هذه الإجراءات التي يمكن اتخاذها لها جوانب سلبية، أو "باختصار، لا توجد حلول سهلة لهذه الأزمة". 


أبرزها، النقل البري، وتمثل إحدى طرق التحايل على الحصار البحري الروسي وتحرير شحنات الصادرات الزراعية الأوكرانية في توجيهها برا، بمساعدة الدول المجاورة مثل بولندا ورومانيا. 

 

وقد تحولت أوكرانيا بالفعل إلى الطرق والسكك الحديدية لشحن الحبوب. 

لكن لسوء الحظ، يفتقر نظام السكك الحديدية في أوكرانيا إلى القدرة الكاملة على تعويض خسارة التجارة البحرية. 


وسيتطلب نقل الصادرات الغذائية الأوكرانية بأكملها، المقدرة بـ30 مليون طن من الحبوب، مئة شحنة، وتشير بعض الحسابات إلى أن نقل كل الحبوب بالسكك الحديدية سيستغرق 14 شهرا، مقارنة بأربعة أشهر فقط عن طريق البحر. 

 

والخيار الثاني، تدخل الناتو عسكريا، لكنه سيواجه عقبات عدة، في مقدمتها القوات البحرية الروسية الكبيرة، التي سيكون لها القدرة على مهاجمة أي سفن غربية تتدخل في الصراع. 

 

وأخيرات، الخيار الدبلوماسي، لكن هذا الاقتراح لم يكتسب سوى القليل من الزخم، لأنه سيوفر لروسيا موارد مالية كبيرة، مما يعني إيجاد ثغرة في العقوبات المفروضة عليها.

التعليقات (0)