سياسة عربية

نكسة 67.. هكذا هزم الاحتلال الإسرائيلي 3 جيوش عربية

الحرب انتهت باحتلال "إسرائيل" لمناطق واسعة من سوريا ومصر وفلسطين- أ ف ب (أرشيفية)
الحرب انتهت باحتلال "إسرائيل" لمناطق واسعة من سوريا ومصر وفلسطين- أ ف ب (أرشيفية)

يصادف، اليوم الأحد، الخامس من حزيران، ذكرى حرب الأيام الستة، التي وقعت عام 1967، وسميت بالنكسة، بعد أن هزم جيش الاحتلال الإسرائيلي ثلاث دول عربية، ما أسفر عن خسائر بشرية ومادية كبيرة، واحتلال أجزاء واسعة من الأراضي العربية، وتدمير معظم العتاد العسكري العربي.


ودارت الحرب بين الكيان الإسرائيلي وبين مصر وسوريا والأردن مجتمعة خلال الفترة ما بين الخامس من حزيران/ يونيو والعاشر من الشهر نفسه، وأسفرت عن استكمال احتلال الكيان  الإسرائيلي لبقية الأراضي الفلسطينية بما فيها القدس، والجولان من سوريا، وسيناء من مصر.


وبدأت إرهاصات الحرب حين صعّد الاحتلال الإسرائيلي عملياته الاستفزازية ضد سوريا بضرب الوسائط والمعدات التي كانت تعمل في المشروع العربي لتحويل روافد نهر الأردن والاعتداء على المزارعين السوريين؛ ما أدى إلى زيادة حدة الاشتباكات التي بلغت ذروتها في الاشتباك الجوي (يوم 7-4-1967).


وحشد جيش الاحتلال الإسرائيلي قواته على الحدود السورية، في حين بدأت مصر بالتعبئة العامة وحشد قواتها وفقا لمعاهدة الدفاع المشترك (المصرية السورية) التي تم التوقيع عليها (في 4-11-1966)؛ وأخذت القوات المصرية تتحرك على شكل تظاهرة عسكرية اخترقت شوارع القاهرة (يوم 15-5-1967) متوجهة نحو سيناء؛ ثم طلبت القيادة المصرية يوم 16 أيار/ مايو 1967 من قائد قوات الطوارئ الدولية في سيناء، سحب قوات الأمم المتحدة؛ ثم أعلن الرئيس جمال عبد الناصر يوم 23 أيار/ مايو إغلاق مضائق تيران في وجه الملاحة الإسرائيلية.


واعتبر الكيان الإسرائيلي في حينه إغلاق مضائق تيران إعلان حرب؛ فأخذ يسرع في خطواته ويجهز نفسه عسكريا وسياسيا للبدء بالعدوان بتأييد من الولايات المتحدة الأمريكية ومباركتها.

 

اقرأ أيضا: الاحتلال طرح استخدام "السلاح النووي" في حرب أكتوبر 1973

وتوجهت القوات السورية والمصرية نحو جبهات القتال؛ أما الكيان الإسرائيلي فقام بمجموعة من الإجراءات أظهرت نية قادته في العدوان، مثل التعديل الوزاري الذي جاء بالجنرال موشيه دايان إلى وزارة الحرب، ولم تمض سوى ساعات قليلة على ذلك، حتى بدأت قوات الاحتلال بشن الحرب.


واعتبارا من منتصف أيار/ مايو 1967، بدأت استعدادات جيش الاحتلال الإسرائيلي لشن العدوان، وذلك بتنفيذ الدعوات الاحتياطية السرية، وحشد القوات على الاتجاهات العملياتية؛ ما زاد في توتر الموقف العسكري في المنطقة.


ونتيجة النشاط السياسي الدولي، فقد تعهدت الدول العربية -مصر وسوريا والأردن- بعدم شن الحرب وإيقاف الاستعدادات العسكرية؛ إلا أن القيادة العسكرية الإسرائيلية، وبدعم من الولايات المتحدة الأمريكية، استغلت هذا الظرف، وقامت بعدوانها المباغت صباح 5 حزيران/ يونيو 1967.


ونفذ الاحتلال خطته العدوانية بتوجيه ضربة جوية كثيفة ومباغتة للمطارات العسكرية وللطيران الحربي المصري والسوري والأردني؛ فمكنت الطيران العسكري الإسرائيلي من توفير السيطرة الجوية على أرض المعركة طيلة مدة الحرب.


ثم انتقلت قوات الاحتلال إلى الهجوم، موجهة الضربة الرئيسية على الجبهة المصرية؛ والضربة الثانوية على الجبهة الأردنية؛ في الوقت الذي انتقلت فيه إلى الدفاع النشط على الجبهة السورية مع توجيه الضربات النارية بالمدفعية والطيران لمواقع الجيش السوري في الجولان طيلة تلك الفترة.


وتابع جيش الاحتلال هجومه يوم العاشر من حزيران، رغم صدور قرار الأمم المتحدة بوقف إطلاق النار، وغذى المعركة بقوات جديدة من الاحتياط، وخاصة من القوات التي كانت تعمل على الاتجاه الأردني.


واحتلت قوات الاحتلال الضفة الغربية، بما فيها القدس الشريف إثر انسحاب القوات الأردنية وعودتها إلى شرقي نهر الأردن.


وكان من نتائج حرب الـ67، صدور قرار مجلس الأمن رقم 242، وانعقاد قمة اللاءات الثلاث العربية في الخرطوم، وتهجير عشرات الآلاف من الفلسطينيين من الضفة بما فيها محو قرى بأكملها، وفتح باب الاستيطان في القدس والضفة الغربية.


وأسفرت الحرب عن استشهاد 15- 25 ألف عربي، مقابل مقتل 800 إسرائيلي؛ وتدمير 70- 80% من العتاد الحربي في الدول العربية.

 

وبحسب المركز الفلسطيني للإعلام، سيطر الاحتلال على المصادر النفطية في سيناء، وعلى الموارد المائية في الضفة الغربية والمرتفعات السورية، والذي مكنها من زيادة عمليات الهجرة والاستيطان في الأراضي العربية المحتلة.


وأما على الجانب الجيو-إستراتيجي، فقد استطاع الاحتلال الإسرائيلي إقامة "حدوده" الجديدة عند موانع أرضية حاكمة (قناة السويس - نهر الأردن - مرتفعات الجولان)، وازداد بذلك العمق الإستراتيجي لدولة الاحتلال.


كما ذكر المركز أن الاحتلال احتل بعد ذلك جميع مدينة القدس التي بدأت باحتلال شطرها الغربي عام 1948، وكان يمثل ما نسبته 84.1 في المائة من المساحة الكلية للقدس، وتسبّبت بموجة تشريد جديدة طالت نحو 300 ألف فلسطيني، استقر معظمهم في الأردن، حتى بات "يوم النكسة" عنوانًا آخر لتهجير الفلسطينيين بعد ما تعرّضوا له خلال "النكبة" عام 1948.


ويأتي ذلك بالتزامن مع سيطرة الجيش الإسرائيلي على الخليل، كما شرع لواء من جيش الاحتلال في الزحف شرقًا نحو نهر الأردن، وفي الوقت نفسه هاجمت قوات إسرائيلية بيت لحم مدعومة بالدبابات، واستولت على المدينة.


أما نابلس فقد دارت على أطرافها معركة شرسة، ولولا تفوق سلاح الجو الإسرائيلي لكان من الممكن تحقيق نصر للجيش الأردني فيها.


وفي اليوم نفسه، وصل الجيش الإسرائيلي إلى نهر الأردن، وأغلق الجسور العشرة الرابطة بين الضفة الغربية والبلاد، وبعد انسحاب قوات الجيش العراقي، سيطر على أريحا.

 
التعليقات (1)
الإحتياط واجب
الأحد، 05-06-2022 09:54 ص
بدأت النكسة 1960 المناورة الحربية أو مشروع الحرب أو التحركات الميدانية للقوات العسكرية على أرض المعركة خصوصاً الجوي على الطياران المنخفض ينادي بمحاولة هزيمة الخصم بشل قدرته على اتخاذ القرار عبر الصدمة المفاجئة والإرباك الذي تجلبه الحركة. وتنعكس مفاهيمها في عدد من الاستراتيجيات المستخدمة عبر التاريخ العسكري. و كانت تجرى و يعد لها في جبل طريق للأسف فكرة استعمال التحرك السريع لابقاء العدو غير متوازن هي قديمة قدم الحرب نفسها و في الطرف العربي المشكل كان في الاستراتجية و التكتيك و الإنشغال بأشياء آخرى لا علاقة لها بالأخطار الخارجية . إليكم واحدة من أشهر اساليب المناورة في التاريخ كانت حركة الكماشة أو التغليف ، والتي استخدمها حنبعل ضد الجمهورية الرومانية في معركة كاناي في 216 قبل الميلاد ، و من قبل خالد بن الوليد ضد الإمبراطورية الفارسية في معركة الولجة في 633 ميلادية. في أزمنة ما قبل التاريخ بدأ هذا يتغير مع تدجين الحصان ، واختراع العربات وتزايد الاستخدام العسكري للفرسان. سلاح الفرسان له استخدامان رئيسيان : الأول للهجوم على مجموعة الجنود المشاة لكسر تشكيلاتهم ، والثاني لقطع خطوط الاتصالات و عزل الجنود في وقت لاحق لتطبيق مفهوم هزيمة بالتفصيل باستخدام ميزة السرعة. محمد درويش لا تندم على حرب أنضجتك !