صحافة دولية

WSJ: الانقسامات الغربية تحرم أوكرانيا من الأسلحة الثقيلة

اختلفت وجهات النظر بين الدول الداعمة لأوكرانيا حول سبل وقف الحرب ضد روسيا- تويتر
اختلفت وجهات النظر بين الدول الداعمة لأوكرانيا حول سبل وقف الحرب ضد روسيا- تويتر

أفادت صحيفة "وول ستريت جورنال" بأن الخلافات في الجبهة الغربية المناهضة لروسيا تتزايد، في ظل الاستمرار في شحن المزيد من الأسلحة الثقيلة إلى أوكرانيا.


وتختلف الدول الغربية والولايات المتحدة حول التهديد طويل الأمد الذي تشكله روسيا وما إذا كان بإمكان أوكرانيا أن تنتصر فعلا في ساحة المعركة.


ومساء الثلاثاء، أعلنت الولايات المتحدة عن إرسال "قاذفات صواريخ متطورة" لأوكرانيا، حيث قال الرئيس الأمريكي جو بايدن: "سنزوّد الأوكرانيين بأنظمة صاروخية أكثر تطوّراً وذخائر، ما سيتيح لهم أن يصيبوا بدقّة أكثر أهدافاً أساسية في ميدان المعركة في أوكرانيا".


ولم يوضح الرئيس الأمريكي عن أيّ نوع تحديداً من الأنظمة الصاروخية يتحدّث، لكنّ مسؤولاً كبيراً في البيت الأبيض قال إنّ الأمر يتعلّق براجمات صواريخ من طراز "هيمارس".

ومع استمرار الحرب، يتزايد تردد الكتلة الأولى من الدول الغربية وعلى رأسها ألمانيا وفرنسا، في تزويد أوكرانيا بالأسلحة الهجومية بعيدة المدى التي ستحتاجها لاستعادة الأرض التي خسرتها أمام الجيش الروسي في جنوب وشرق البلاد. كما أنهم يشككون في أن موسكو ستهدد بشكل مباشر دول حلف شمال الأطلسي.


على الجانب الآخر، ترى الولايات المتحدة وبريطانيا ومجموعة من دول وسط وشمال أوروبا أن الغزو الروسي لأوكرانيا نذير لمزيد من التوسع من قبل موسكو، ما يجعل أوكرانيا في خط المواجهة في حرب أوسع نطاقا. 


وقال مسؤولون أوروبيون إن الخلافات بين الدول الغربية تتزايد في الأسابيع الأخيرة، مع خسارة أوكرانيا للعديد من المدن في منطقة دونباس.


كانت الحكومات الأوروبية تمكنت من الاتفاق على إجراءات لعزل الاقتصاد الروسي بشكل لم يتوقعه أحد، بما في ذلك فرض حظر على معظم النفط الخام الذي تبيعه موسكو إلى أوروبا. لكن الآراء منقسمة بشدة حول مخاطر الحرب وفرص أوكرانيا في الانتصار.


وتشير التصريحات العلنية لقادة فرنسا وألمانيا وتعليقات مسؤولي تلك الدول إلى أنهم متشككون في قدرة كييف على طرد الغزاة، ودعوا إلى وقف إطلاق النار عن طريق التفاوض، ما أثار شكاوى من أوكرانيا بأنه يتم الضغط عليها لتقديم تنازلات إقليمية.

في المقابل، يعتقد القادة في دول البلطيق وبولندا وأماكن أخرى بأن إمداد أوكرانيا بأسلحة ثقيلة متطورة بشكل متزايد أمر بالغ الأهمية ليس فقط للبقاء على الخط، ولكن لعكس التقدم الروسي وتوجيه ضربة للرئيس الروسي تردعه عن التفكير في أي عمل عسكري مستقبلا.


وقال وزير الدفاع اللاتفي، أرتيس بابريكس: "هذا هجوم غير مسبوق على أوكرانيا. فهمنا، الذي يستند إلى تاريخ طويل من التفاعلات مع روسيا، هو أنه لا يمكننا الاعتماد على الرحمة الروسية ونرى هجوم موسكو على أوكرانيا مجرد مقدمة لمزيد من التوسع الإمبريالي الروسي".


وبحسب صحيفة وول ستريت جورنال، فإن بعض دول أوروبا الغربية تفقد شهيتها لمواصلة حرب يعتقدون أنها لا يمكن لكييف الفوز فيها، وقد وصلت إلى طريق مسدود دموي يستنزف الموارد الأوروبية ويؤدي إلى تفاقم الركود الذي يلوح في الأفق. 


على النقيض من ذلك، فإن بولندا ودول البلطيق، التي عاشت يومًا ما تحت حكم الكرملين، تعتبر نفسها التالية في خط التوسع الإمبريالي الروسي.


لقد أدى تدفق ملايين اللاجئين الأوكرانيين إلى تلك البلدان إلى جعل الحرب أقرب بكثير إلى حياة المواطنين العادية، بينما بالنسبة لألمانيا والنمسا وإيطاليا، فإن الصراع تسبب في ارتفاع تكاليف الطاقة.
وقال مسؤول تشيكي رفيع: "في كل مكالمة هاتفية، يزداد غضب الوزراء من شمال أوروبا ووسط أوروبا. هذا يدمر الوحدة. هذا بالضبط ما يريده بوتين وهو ما يقدمه له الفرنسيون والألمان".


على عكس قادة بريطانيا وبولندا ودول البلطيق والعديد من دول أوروبا الوسطى، فلم يقم القادة الفرنسيون والألمان بزيارة كييف بعد. وحذر المستشار الألماني أولاف شولتز، مرارًا وتكرارًا من أن الصراع قد يؤدي إلى حرب عالمية ثالثة وإبادة نووية. 

 

اقرأ أيضا: صواريخ أمريكية دقيقة لأوكرانيا.. وروسيا تتفوق في دونباس

لم ترسل ألمانيا دبابات إلى أوكرانيا، ووافقت على شحن سبع قطع من المدفعية الثقيلة. وحتى الآن، أرسلت برلين، التي يتجاوز عدد سكانها الـ83 مليون نسمة وصاحبة أكبر اقتصاد في أوروبا، مساعدات عسكرية لكييف بقيمة 200 مليون يورو، وهي أقل من إستونيا، التي يبلغ عدد سكانها أكثر من مليون نسمة بقليل. 


وقال أندري ميلنيك، سفير أوكرانيا في برلين: "إنه لأمر مخيب للآمال للغاية ألا تكون لدى الحكومة الفيدرالية ولا المستشار شخصيًا الشجاعة للتحدث عن انتصار أوكرانيا والتصرف وفقًا لذلك في دعمنا بأسلحة ثقيلة حديثة".


التعليقات (0)