مقالات مختارة

إيران بعد انسحاب الروس من سوريا

عبد الرحمن الراشد
1300x600
1300x600

لم يخطر ببال أحد أن يكون نظام إيران الكاسب عسكرياً من أزمة أوكرانيا التي تضطر الروس اليوم إلى الانسحاب من سوريا.


لروسيا أطماع لكنها ليست كبيرة في منطقتنا، مع تحسين ميزانها التجاري والاستثماري واستخدام ميناء طرطوس ولعب دور مهم في منطقة الشرق الأوسط. هذا ما جعل وجودها العسكري في سوريا، لدعم نظام دمشق، موازناً وضابطاً لإيران، مع أنها حليفة الإيرانيين هناك. وصار وجودهم محل ترحيب وسبباً للسكوت الإقليمي على انتشار ميليشيات إيران في سوريا.


نظرية التوازن الأجنبي داخل سوريا على وشك الاختلال. ففي الأسابيع الماضية وردت تقارير عن مغادرة قوات روسية عائدة إلى بلدها، وربما أوكرانيا، حيث تخوض روسيا حربها هي. والأرجح أن نشهد المزيد من الانسحابات الروسية حتى يصبح الإيرانيون متفردين هناك.


ربما لا يرى البعض الانسحاب العسكري الروسي مهماً، على اعتبار أن الحرب في سوريا شبه منتهية، وانخفض مستوى الصراع الداخلي في سوريا، واستعاد النظام السيطرة على معظم المناطق، لكن أستبعد أن يخرج «الحرس الثوري» من سوريا ولو توقف القتال تماماً، إلا أن خروج الروس واستمرار الحضور العسكري الإيراني قد يكون محفزاً لعودة الصراع داخل سوريا وحولها، حيث لوجود إيران في دمشق أهداف أبعد من حماية النظام.


استمرار وجود إيران عسكرياً في سوريا سيعني، أولاً، إكمال السيطرة على العراق، فقد كانت سوريا الممر إلى العراق، وقد استخدمها الإيرانيون في حربهم مع صدام. ولهذا، أيضاً، فشل الأميركيون في السيطرة على العراق خلال احتلاله بسبب شلال المقاتلين من «القاعدة» و«داعش» والمعارضة العراقية الزاحفين من الجنوب السوري.


الإيرانيون يتقدمون متراً متراً، من البصرة إلى أربيل والسليمانية للسيطرة على الأرض والقرارات في العراق. ومن سوريا يسيطر «الحرس الثوري» على لبنان، حيث حوله إلى مركز لإدارة نشاطاته الإقليمية في اليمن وفلسطين. بخروج الروس، يواجه النظام الإيراني القليل من التحدي، ويتبقى أمامه إسرائيل التي تعتبر وجود إيران في سوريا تهديداً استراتيجياً لأمنها لكنها لا تريد أن تجر إلى حرب على الأرض السورية.


لهذا كان وجود الروس ضمانة إقليمية بأن سوريا لن تكون قاعدة عسكرية متقدمة لـ«الحرس الثوري» الإيراني وأن الوجود العسكري الإيراني وميليشياته ينتهي بانتهاء الحرب الأهلية. الذي خرج هي روسيا، وإن بقيت قوات ستكون رمزية، تجول على الحدود، وتظهر أحياناً في المدن. القوى الأخرى، أيضاً، تتقلص، فقد خرجت معظم القوات الأميركية من شرق الفرات، والقوات التركية وميليشياتها من معظم الشمال، والآن تخرج القوات الروسية. في حين يتوسع الوجود العسكري الإيراني مع ميليشياته، من عراقية وأفغانية و«حزب الله» اللبناني وكذلك ميليشيات سورية تابعة له.

 

(الشرق الأوسط اللندنية)

2
التعليقات (2)
أحمد
الثلاثاء، 31-05-2022 06:01 م
عبد الرحمن الراشد كان أحد المسوقين للاحتلال الامريكي للعراق و الذي بسببه تمددت ايران اليوم يتباكى على تمدد ايران بالمنطقه و هو و امثاله بالاضافه للانظمه الخليجيه و مصر البارك و جوقه من الانظمه الخائنه منها عربيا المغرب و الاردن بتحالف قذر من 30 دوله منها السنغال و السلفادور تصوروا !!! دمروا العراق و الان كلهم يقدمون انفسهم كشرفاء لكن العاهره تبقى عاهره مهما ادعت الشرف اما لعبد الرحمن الراشد فنقول سود الله وجهك و تفووووو
Jordan the hope
الثلاثاء، 31-05-2022 11:02 ص
من غدر بالشرفاء السوريين نعم بالشرفاء السوريين َوغيرهم سيدفع الثمن. في معمعة الصحوه والنضال من قبل الشعب السوري فقط نعم فقط للتخلص من الظلم والقتل والاباده والاهانه والاستعباد داخل بلادهم فقط ايضا. هبت جهات كثيره وبشكل مسعور لاخماد هذه الصحوه باختراع مليشيات مجرمه وغير مجرمه لتشويه صورة هده الصحوه. باختصار سيدفعون الثمن وسيقولون على الأقل في داخل أنفسهم وآحسرتاه. انتظروا انا معكم منتظرون.

خبر عاجل