صحافة إسرائيلية

أمن الاحتلال يستنفر أجهزة المراقبة لملاحقة المقاومين دون جدوى

تجري قوات الاحتلال فحوصات لحظية للكاميرات الميدانية لمعرفة التحركات الجارية في شوارع الضفة الغربية- جيتي
تجري قوات الاحتلال فحوصات لحظية للكاميرات الميدانية لمعرفة التحركات الجارية في شوارع الضفة الغربية- جيتي

تواجه قوات الاحتلال تهديدا أمنيا متصاعدا بسبب ارتفاع حدة التوتر الميداني؛ عقب اندلاع سلسلة من العمليات الفلسطينية الأخيرة، وتبذل ما ترى أنها جهود عديدة لملاحقة ما تصفها بأنها "القنابل الموقوتة"، وفي الوقت ذاته تقوم المؤسسة العسكرية بزيادة قوات الاحتلال من أجل تحديد موقع التهديد التالي.


وشكلت الجريمة الدامية التي نفذها جهاز الأمن العام "الشاباك"، والجيش الإسرائيلي في نهاية الأسبوع ببلدة عرابة بمدينة جنين شمال الضفة الغربية، وتم خلالها اغتيال ثلاثة مسلحين، بزعم أنهم كانوا على وشك الخروج لتنفيذ هجوم مسلح، شكلت الحلقة الأخيرة في سلسلة طويلة من عمليات قوات الاحتلال، مما يعطي إشارات إسرائيلية بأنه طالما تصاعدت الأوضاع الميدانية توترا، فإن الاحتلال سيكون أمام تصعيد متدحرج، قد يحمل سلسلة هجمات على مدن الداخل المحتل.


نير دفوري الخبير العسكري في "القناة 12"، ذكر في تقرير ترجمته "عربي21"، أن "قوات الاحتلال بمختلف مسمياتها من المشاة وشعبة المخابرات وجهاز الأمن العام، كلها استنفرت بالعمل، من خلال الجمع بين القدرات الخاصة لكل وحدة، من أجل بناء صورة استخباراتية كاملة، حيث تقوم وحدات إضافية بجمع الصور المرئية من الميدان باستخدام طائرات بدون طيار منتشرة في المواقع المريبة".

 

اقرأ أيضا: تفاصيل عن وحدة "تكيلا" الخاصة التي اغتالت شهداء جنين

وأضاف أنه "في الوقت نفسه، تدير دائرة الأمن العام مصادرها الاستخبارية، من عملاء يعملون في المنطقة يسمعون ويرون ويعرفون ليخبروا مشغليهم الإسرائيليين، لمراقبة أي فلسطيني مسلح يغادر منزله في وقت معين، بزعم أنها الطريقة التي تُبنى بها صورة استخباراتية، يضاف إليها جزء مختلف في كل مرة حتى يتم تجميع اللغز الكامل، وفي سبيل ذلك يتم نشر أجهزة المراقبة المعروفة باسم GBS، حيث يتتبعها جهاز الأمن العام عن كثب، ومن خلالها يقترب الضباط الإسرائيليون من الخلايا التي تنوي تنفيذ هجوم آخر".


في هذه الأثناء، شكلت العمليات الأخيرة مناسبة لقوات الاحتلال وأجهزتها الأمنية لاستدعاء فرقة "تيكيلا" التابعة لجهاز الأمن العام، التي قامت باعتراض سيارة المقاومين في جنين، وقامت باغتيالهم في مكان الحادث، حيث تقوم بجملة من المهام الأمنية والاستخبارية قبيل تنفيذ عملية الاغتيال، أولها توفير معلومات ميدانية في الوقت الفعلي حول تحرك مجموعة مسلحين؛ ثم ربط الفرقة المذكورة بهذه المعلومات تحضيرا لاستهدافهم وإحباط عملياتهم الفدائية.


في الوقت ذاته، تجري قوات الاحتلال فحوصات لحظية للكاميرات الميدانية لمعرفة التحركات الجارية في شوارع ومدن الضفة الغربية، وخلال ذلك يتم التعرف على الدراجات النارية المستخدمة في العمليات، وتحديد نوع الأسلحة والسيارة التي يستقلها المسلحون الفلسطينيون.


مع العلم أن المنظومات الأمنية الإسرائيلية المنتشرة في المدن الفلسطينية، تمكنها من تتبع أثر المسلحين الفلسطينيين، وإنشاء بنية تحتية معلوماتية، وسرعة الوصول إليهم من خلال محيطهم المباشر، بزعم أن هذه هي الطريقة التي يتم بها تحديد الروابط الاجتماعية للمسلحين، وتكوين صورة استخباراتية كاملة تؤدي إليهم في النهاية، دون أن يعني ذلك نجاحا إسرائيليا في العثور على مخططي الهجمات الفدائية، ومنفذيها، لاسيما في ضوء الإخفاقات الأمنية الإسرائيلية الأخيرة.

 
التعليقات (0)