سياسة عربية

المالكي يتحرك لإحياء تحالفه مع البارزاني.. "استغل غياب الصدر"

لقاء المالكي بالبارزاني أثار تساؤلات حول مدى إمكانية إحياء التحالف السياسي القديم بين الجانبين- أ ف ب
لقاء المالكي بالبارزاني أثار تساؤلات حول مدى إمكانية إحياء التحالف السياسي القديم بين الجانبين- أ ف ب

أجرى رئيس الوزراء العراقي الأسبق زعيم ائتلاف "دولة القانون"، نوري المالكي، زيارة إلى إقليم كردستان، الأربعاء، وصفت بأنها "تاريخية"، التقى خلالها رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني، مسعود البارزاني.


وبحسب بيان للبارزاني، فإنه جرى التأكيد على ضرورة إجراء الانتخابات التشريعية في العراق في موعدها المقرر 10 تشرين الأول/لاأكتوبر المقبل؛ من أجل تحقيق الاستقرار، وتصحيح مسار العملية السياسية.


لقاء المالكي بالبارزاني أثار تساؤلات حول مدى إمكانية إحياء التحالف السياسي القديم بين الجانبين، وهل يمهد ذلك لعودة زعيم حزب "الدعوة الإسلامية" إلى رئاسة الحكومة العراقية المقبلة، لا سيما في ظل غياب التيار الصدري عن الانتخابات.


"لا خطوط حمراء"
وتعليقا على ذلك، قال عضو برلمان إقليم كردستان العراق عن الحزب الديمقراطي الكردستاني، ريبوار بابكي، إن "زيارة المالكي كانت ودية، وتناولت الوضع السياسي في العراق والانتخابات البرلمانية المقبلة".


وأوضح بابكي في حديث لـ"عربي21" أنه "حصل خلال اللقاء توافق بين الديمقراطي الكردستاني، وحزب الدعوة الإسلامية، على ضرورة إجراء الانتخابات في موعدها، وأن تكون نزيهة وشفافة".


وأكد عضو "الديمقراطي الكردستاني" أن "المباحثات التي جرت بين البارزاني والمالكي لم يتطرق خلالها الطرفان إلى إعادة إحياء التحالف بين الجانبين، وكذلك عودة تنصيب المالكي رئيسا للوزراء بعد الانتخابات المقبلة".

 

واستدرك بابكي، قائلا: "لكن كل شيء في السياسة وارد، فرغم عدم الحديث عن هذا الموضوع، لكني شخصيا أعتقد أن الديمقراطي الكردستاني ليس لديه خطوطا حمراء على المالكي، وإنما يتعامل مع جميع القوى الشيعية ومن ضمنهم حزب الدعوة، كونه تربطه معه علاقات طويلة منذ أيام النضال ضد نظام البعث".

 

وتابع: "لذلك في حال حصل حزب الدعوة أو التحالف الذي يؤسسه مع أطراف أخرى بعد الانتخابات على مقاعد تؤهله لتشكيل الحكومة، فلا أعتقد أن الديمقراطي الكردستاني يعارض ذلك، لكن من المبكر الحديث عن الموضوع".


واستبعد بابكي أن "تكون زيارة المالكي مرتبطة بانسحاب التيار الصدري من الانتخابات البرلمانية المقبلة، بل الكل مع عودة التيار للانتخابات، لأن له قاعدة جماهيرية واسعة في العراق، والعودة تساهم في استقرار الوضع السياسي في البلد".


إحياء التحالف
من جهته، توقع الباحث في الشأن السياسي العراقي، الدكتور سعدون التكريتي، في حديث لـ"عربي21" أن "تكون زيارة المالكي إلى البارزاني في هذا التوقيت هي محاولة لإحياء التحالف القديم بين الحزبين الديمقراطي الكردستاني والدعوة الإسلامية".


وأوضح التكريتي أن "المالكي بالفعل استغل غياب غريمه السياسي مقتدى الصدر عن المشهد، بعد إعلان انسحابه من الانتخابات، وبدأ يؤسس لتفاهمات لمرحلة ما بعد الانتخابات، ويطرح نفسه بديلا عن التيار الصدري الذي كان يطمح لرئاسة الحكومة، وسبق أن اتفق مع البارزاني على ذلك".


وأشار إلى أن "المالكي اليوم مع القوى الشيعية الموالية لإيران المتمثلة بتحالف (الفتح) بقيادة هادي العامري، هم من أشد المطالبين بإجراء الانتخابات البرلمانية، فغياب التيار الصدري فرصة لا يمكن  تفويتها بالنسبة لهم للحصول على رئاسة الحكومة المقبلة دون منافسة من أحد".


ورأى التكريتي أن "المالكي يسعى للعودة إلى رئاسة الحكومة المقبلة، وأعلن ذلك أكثر من مرة أنه لا يمانع في كلف بذلك، فهو يعول على علاقته بالقوى المرتبطة بإيران، فهو الأقرب إليهم من أي شخصية أخرى، وكذلك علاقته القديمة بالرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن".


وسبق زيارته إلى أربيل، مقابلة أجراها المالكي مع قناة "رووداو" الكردية، أكد خلالها أن "علاقته بالبارزاني ليست جديدة، وإنما تمتد إلى أيام النضال والجهاد، حينما كانت مقراتنا العسكرية موجودة إلى جنب مقرات الحزب الديمقراطي الكردستاني في مناطق بادينان وغيرها".


وتابع المالكي: "علاقتي طيبة بالبارزاني، وصداقتنا قديمة، ويمكن أن أقول بأن الحزب الديمقراطي الكردستاني وحزب الدعوة الإسلامية هما الحزبان الأكثر استهدافا من نظام حزب البعث بالإعدامات بالجملة وبعشرات الآلاف، ولذلك جمعتنا التحديات، والمواجهة، والنضال".

 

اقرأ أيضاهل تستجيب قوى العراق لشروط الصدر مقابل عودته للانتخابات؟

 

خلافات قديمة

زيارة زعيم ائتلاف "دولة القانون" نوري المالكي إلى أربيل تعتبر الأولى من نوعها، بعد خلافات شديدة نشأت مع الحزب الديمقراطي الكردستاني، على إثر تبادل الاتهامات بين الجانبين بخصوص المتسبب بسوط مدينة الموصل بيد تنظيم الدولة عام 2014.


ففي 18 كانون الأول/ ديسمبر 2014، هاجم المالكي البارزاني واتهمه بالتواطؤ مع تنظيم الدولة، والتستّر على إقامته قواعد عسكرية غرب الموصل، واتباع سياسة التسويف مع قيادة عمليات المدينة للتنسيق مع البيشمركة لمواجهة التنظيم قبل سيطرة التنظيم، وكذلك فتحه منافذ ومطارات الإقليم لـ"الإرهابيين" ليتحركوا بحرية.


وأضاف المالكي أن "سلطات الإقليم لم تكتف بتوجيه البيشمركة بالوقوف متفرجة على ما يجري في الموصل، بل قامت بإصدار الأوامر للاستيلاء على عدد من المواقع ونهب الآليات والأسلحة والمعدات العسكرية التابعة للجيش العراقي، وأن المعركة ليست بين الأكراد وتنظيم الدولة، وإنما بين التنظيم وجيش المالكي والشيعة، كما نصت عليه إحدى الوثائق التي نحتفظ بها".


تصريحات المالكي، جاءت ردا على حديث البارزاني خلال مقابلة تلفزيونية في 15 كانون الأول/ ديسمبر 2014، قال فيه إن "الجيش العراقي لم يقاوم تنظيم الدولة في الموصل، لأن ولاءه لم يكن وطنيا. ولم يسمح المالكي للضباط الكفوئين بقيادة الجيش، فالعقيدة العسكرية كانت هي الولاء الشخصي".


وتابع: "سبب سقوط الموصل يعود إلى خذلان القادة العسكريين الذين جاؤوا من بغداد على أساس أنهم يقودون العمليات، ومع أول قذيفة هاون سقطت في معسكر الغزلاني في الموصل، تركوا المعسكر، وهربوا وهذا أدى إلى انهيار بقية القطاعات العسكرية".


وأكد البارزاني أنه " كان هناك بيئة حاضنة لتنظيم الدولة بسبب سياسة الحكومة، فقد كانت سياسة فاشلة وخلقت بيئة مناسبة جدا للتنظيم".


وأشار إلى أنه "قبل سنة بالضبط كانت لدينا معلومات أن التنظيم يحاول تأسيس قواعد في غرب الموصل.. أنا بعثت خبرا إلى السيد المالكي، وحذرته أن هناك محاولات، وهذا خطر كبير، دعنا نقوم بعملية عسكرية مشتركة، ثم أنا اتصلت به هاتفيا، ولم يعر الموضوع أي أهمية".


وزاد زعيم "الديمقراطي الكردستاني"، قائلا: "قبل دخول التنظيم إلى الموصل بثلاثة أيام أيضا عرضنا على المالكي مساعدة البيشمركة ودخولها إلى المدينة لمنع سقوط الموصل، لكنه رفض".


التعليقات (0)