حقوق وحريات

تقرير: المجازر الإسرائيلية بحق العائلات في غزة جرائم حرب

الأورومتوسطي: إسرائيل تتعمد استهداف منازل المدنيين دون اعتبار لقواعد القانون الدولي- (الأناضول)
الأورومتوسطي: إسرائيل تتعمد استهداف منازل المدنيين دون اعتبار لقواعد القانون الدولي- (الأناضول)

أدان المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان بشدة، استهداف الجيش الإسرائيلي عائلات وأسر كاملة، وإيقاعها بين قتلى وجرحى، وتدمير منازل على رؤوس قاطنيها بقطاع غزة، في عمليات تتسم باللاإنسانية، وتخرق مبدأ الضرورة والتناسب.

ووثق المرصد الأورومتوسطي ومقره جنيف، في بيان له اليوم أرسل نسخة منه إلى "عربي21"، 27 حالة قصف مباشرة استهدفت عائلات ممتدة، منها 21 حالة قصفت فيها منازل على رؤوس قاطنيها، وحالتان استهدفت تجمعات، وحالتان خلال استهداف سيارة، وحالتان لقصف أرض ومزرعة.

وأسفرت هذه الغارات، حتى إعداد هذا البيان عن مقتل 78 مواطنًا، بينهم 30 طفلا، و22 امرأة. وبين الضحايا، رجل وزوجته وطفلته، وأمهات وأطفالهن، وأشقاء وأبناء لهم. وهناك 7 أمهات قتلن مع أربعة أو ثلاثة من أطفالهن. كما أن الحصيلة ما تزال مرشحة للارتفاع نظراً لوجود مفقودين من بعض هذه العائلات تحت الأنقاض، حيث تواجه طواقم الإنقاذ صعوبات في عمليات البحث عن الضحايا لعدم توفر جميع الإمكانيات اللازمة. 

ومن أصعب الجرائم التي وثقها المرصد الأورومتوسطي، غارات الطيران الحربي الإسرائيلي حوالي الساعة الـ1:00، من فجر الأحد 16 آذار (مارس) 2021، على مدار ساعة، أطلق خلالها نحو (50) صاروخاً باتجاه عمارات ومنازل سكنية وطرق مرصوفة في حي الرمال غرب مدينة غزة، حيث استهدفت الغارات عمارة سكنية لعائلة أبو العوف، وأخرى لعائلة الكولك، ومقر وزارة العمل، وأدت إلى مقتل (42) مدنيًا، بينهم (10) أطفال، و(16) سيدة، وإصابة (50) آخرين، من بينهم (8) أطفال، و(15) امرأة.

وجاء هذا الاعتداء المروع، بعد يوم من قصف الجيش الإسرائيلي بناية سكنية في مخيم الشاطئ بما لا يقل عن 6 صواريخ منزل المواطن علاء محمد عبد العال أبو حطب، المكون من 3 طوابق. ودمر المنزل بالكامل على رؤوس قاطنيه، بما فيها أسرة علاء، وأسرة شقيقته التي لجأت إليه في زيارة بمناسبة عيد الفطر، وهربًا من القصف العنيف شرق غزة حيث تسكن. وقتلت زوجة علاء، وأربعة من أطفالها، وقتلت شقيقته وثلاثة من أطفالها، وبقي طفل رابع تحت الأنقاض، فيما نجا من الموت طفل وحيد لا يزيد عمره على الخمسة أشهر ولا يزال يرقد في المستشفى لتلقي العلاج.

وذكر المرصد الأورومتوسطي أنّه وثق في هجوم "الجرف الصامد" عام 2014، أنّ (144) أسرة فلسطينية قضى كل أفرادها أو أكثر من ثلاثة منهم، وبلغ مجموع الضحايا من أفراد تلك الأسر أكثر من 750 فرداً.

وأشار إلى أنّ هذه الغارات جاءت ضمن مئات الهجمات الإسرائيلية التي طالت كل شيء في قطاع غزة، وتسببت حتى كتابة هذا البيان، بمقتل 192 فلسطينيًا بينهم 58 طفلًا و34 سيدة، إضافة إلى إصابة نحو 1300 آخرين، وتدمير نحو 900 منزل بشكل كلي، وتضرر نحو 5030 وحدة سكنية ومنشأة بشكل جزئي، ونزوح حوالي 20 ألفا هربًا من القصف، وهو ما جعل أكثر من مليونين من سكان القطاع أسرى للخوف والهلع والحرمان من الأمن.

وأكّد المرصد الأورومتوسطي أن إسرائيل تعيد استخدام منهجيتها في تعمد استهداف منازل المدنيين كما حدث في الهجمات العسكرية السابقة، دون أي اعتبار لقواعد القانون الدولي الإنساني، مستغلة بذلك عجز المنظومة الدولية عن محاسبتها عن انتهاكاتها السابقة، وتمتعها برصيد مفتوح من الإفلات من العقاب.

وذكر المرصد الحقوقي أن المادة (25) من لائحة لاهاي المتعلقة بقوانين وأعراف الحرب البرية تحظر "مهاجمة أو قصف المدن والقرى والمساكن والمباني غير المحمية". كما تنص المادة (53) من اتفاقية جنيف الرابعة على أنه "يحظر على دولة الاحتلال أن تدمر أي ممتلكات خاصة، إلا إذا كانت العمليات الحربية تقتضي حتما هذا التدمير".

ويعد تدمير الممتلكات على نحو لا تبرره ضرورات حربية وعلى نطاق كبير مخالفة جسمية للاتفاقية بموجب المادة (147) منها، وجريمة حرب بموجب النظام الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية (المادة 8 (2) (ب) (2)).

وأكد المرصد أنّ صمت المجتمع الدولي، بما في ذلك الموقف غير الحاسم والسلبي من جانب الاتحاد الأوروبي تجاه تحقيق المحكمة الجنائية الدولية في جرائم الحرب في الأراضي المحتلة، ساهم في تصعيد إسرائيل من انتهاكاتها لحقوق الفلسطينيين دون رادع.

ودعا المرصد الأورومتوسطي جميع الأطراف الفاعلة إلى التحرك على نحو حاسم لوقف الهجوم الإسرائيلي العنيف وغير المتناسب على قطاع غزة، وبذل الجهود كافة من أجل وضع حد للعمليات العسكرية التي تحصد في كل ساعة مزيدًا من أرواح المدنيين.

وطالب الأورومتوسطي المحكمة الجنائية الدولية بمراقبة الانتهاكات الإسرائيلية الجارية في قطاع غزة، وضمّها إلى التحقيقات التي قررت أخيرًا إجراءها في الانتهاكات السابقة، والعمل على محاسبة القادة والجنود الإسرائيليين وعدم السماح لهم بالإفلات من العقاب.

وكانت المندوبة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، ليندا توماس غرينفيلد، قد أحجمت في إفادة لها خلال جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي حول العدوان الإسرائيلي اليوم الأحد، عن مطالبة إسرائيل بوقف عدوانها العسكري على قطاع غزة، ودعت في المقابل حركة "حماس" وبقية الفصائل الفلسطينية إلى الوقف الفوري للهجمات الصاروخية.

ومنذ 13 أبريل/ نيسان الماضي، تفجرت الأوضاع في الأراضي الفلسطينية جراء اعتداءات "وحشية" ترتكبها الشرطة الإسرائيلية ومستوطنون بمدينة القدس المحتلة والمسجد الأقصى ومحيطه وحي "الشيخ جراح"، إثر مساع إسرائيلية لإخلاء 12 منزلا من عائلات فلسطينية وتسليمها لمستوطنين.

والأحد، ارتفع ضحايا عدوان عسكري إسرائيلي متواصل على غزة إلى 192 شهيدا، بينهم 58 طفلا و34 سيدة، بجانب 1235 جريحا، إضافة إلى 21 شهيدا ومئات الجرحى في الضفة الغربية المحتلة، وفق وزارة الصحة.

 

إقرأ أيضا: مجزرة بغزة.. الاحتلال يواصل قصف المنازل والمقاومة ترد


التعليقات (0)