سياسة دولية

الاحتلال يقتحم المسجد الأقصى واعتداءات بالشيخ جراح (شاهد)

حتى مساء الجمعة، تلقت 12 عائلة فلسطينية بالحي قرارات بالإخلاء، صدرت عن محكمتي الصلح و"المركزية" بالاحتلال- تويتر
حتى مساء الجمعة، تلقت 12 عائلة فلسطينية بالحي قرارات بالإخلاء، صدرت عن محكمتي الصلح و"المركزية" بالاحتلال- تويتر

اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مساء الجمعة، المسجد الأقصى المبارك، في وقت يحتشد فيه الفلسطينيون للاعتكاف بالأيام العشر الأخيرة من رمضان، وللدفاع عنه في وجه تهديدات المستوطنين.

 

وأفاد ناشطون بأن مواجهات اندلعت بين المرابطين في الأقصى وقوات الاحتلال، أسفرت عن إصابة فلسطينيين، فيما أغلق الاحتلال أبواب البلدة القديمة للقدس.

 

وفي وقت لاحق، أكد ناشطون وشهود عيان أن قوات الاحتلال اعتدت على المصلين داخل المصلي القبلي وأطلقت نابل الصوت داخله، وبأنها تحاصر المتواجدين في مصليات الأقصى وتغلق أبواب المصلى القبلي بالسلاسل والجنازير.

 

وأعلن الهلال الأحمر عن إصابة 205 فلسطينيا في المسجد الأقصى وحي الشيخ جراح وباب العامود، فيما قالت شرطة الاحتلال إن ثلاثة من عناصرها أصيبوا في المواجهات المستمرة.

 

 

وأوضح الهلال الأحمر أنه تم نقل 88 إصابة للمستشفى, وباقي الاصابات تم علاجها ميدانياً، لافتا إلى أن معظم الإصابات هي في العيون والوجه، وبأعيرة المطاط وقنابل الصوت، لكن ناشطين تحدثوا لاحقا عن رصد مئات الإصابات وعن قلة طواقم الإسعاف.

 

وقرر الهلال الأحمر إقامة مستشفى ميداني للتعامل مع الإصابات بعد امتلاء المستشفيات العربية بالإصابات.

 

وفي وقت لاحق، أفادت إذاعة "كان" العبرية بأن عدد المصابين من شرطة الاحتلال بلغ 6 مصابين.

 

وأكدت ناشطون فلسطينيون في وقت لاحق من مساء الجمعة بأن قوات الاحتلال اقتحمت المصلى القبلي في المسجد الأقصى وهاجمت المعتكفين فيه، قبل أن تقتحم غرفة رفع الأذان وتقطع السماعات في عموم الحرم.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

وفي تعليقها على الأحداث، أدانت الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني اعتداء شرطة الاحتلال الإسرائيلي على المسجد الأقصى المبارك وعلى المصلين المرابطين، حيث تعرض بعضهم للرصاص المطاطي وقنابل الغاز والصوت، ممّا أدّى لعشرات الإصابات، بعضها خطيرة.

وطالبت الحركة الإسلامية، في بيان، بانسحاب شرطة الاحتلال فورا من المسجد الأقصى ورفع يدها عن المصلين واحترام حرمة المسجد الأقصى المبارك في هذا الشهر الفضيل.

كما حمّل البيان سلطات الاحتلال "المسؤولية الكاملة عن أي تدهور وأيّ قطرة دم تسيل في القدس والأقصى المبارك".

وأضاف: "تدعو الحركة الإسلامية الأهل في الداخل الفلسطيني لتكثيف شد الرحال إلى المسجد الأقصى المبارك في هذه الأيام وخاصة يوم الثامن والعشرين من رمضان وذلك في ظل الدعوات المكثفة للمستوطنين لاقتحام المسجد الأقصى واستفزاز مشاعر المسلمين".

كما أكدت الحركة الإسلامية أن المؤسسة الإسرائيلية هي التي تتحمّل نتائج اعتداءات واستفزازات المستوطنين في الشيخ جراح، خاصة وأنها تتم تحت حمايتها ورعايتها.

 

 

 

 

 

 

وعلق رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، في اتصال مع التلفزيون الرسمي، بتحميل الاحتلال مسؤولية الأحداث، وبالتأكيد على الصمود في وجه مساعي انتزاع القدس. 

 

ودعا عباس إلى في هذا السياق إلى اجتماع عاجل بمجلس الأمن الدولي لوقف الانتهاكات الإسرائيلية.

 

 

 

 

 

"قلق أمريكي"

 

وبدورها، دعت الولايات المتحدة إلى "التهدئة" في القدس و"تجنب" إخلاء عائلات فلسطينية لصالح المستوطنين.


وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية جالينا بورتر للصحفيين: "نشعر بقلق عميق ازاء تصاعد التوتر في القدس"، معربة أيضاً عن "القلق بشأن عمليات الإخلاء المحتملة للعائلات الفلسطينية" من أحياء في القدس الشرقية و"كثير منهم، بالطبع، يعيشون في منازلهم منذ أجيال".

وتأتي التطورات في الأقصى وعموم البلدة القديمة بالتزامن مع توتر مستمر في حي الشيخ جراح شمال المدينة الفلسطينية المحتلة.

 

وفي وقت سابق الجمعة، اعتدت شرطة الاحتلال الإسرائيلي على نواب عرب في الكنيست، تظاهروا سلميا في حي "الشيخ جراح" بالقدس ضد تهجير عائلات فلسطينية، بالتزامن مع توتر في عموم المدينة المحتلة، وخاصة في المسجد الأقصى المبارك.

 

 

 

وحتى مساء الجمعة، تلقت 12 عائلة فلسطينية بالحي قرارات بالإخلاء، صدرت عن محكمتي الصلح و"المركزية" بالاحتلال، وهو ما يرفضه الفلسطينيون ويتعهدون بمواجهته.


وجاء في بيان صادر عن "القائمة العربية المشتركة" أنه "خلال المظاهرة قامت قوات الاحتلال بمنع نواب القائمة المشتركة والمتظاهرين من دخول الحي وجرى استعمال العنف بشكل وحشي ضدهم".

وأضاف أن "تلك القوات كسرت كذلك نظارة النائب عوفر كسيف (نائب إسرائيلي يساري)، الذي شارك بالتظاهر ضد تهجير الفلسطينيين من حي الشيخ جراح".

 

 

وعلى هامش المواجهات اليومية في حي الشيخ جراح، تناقل ناشطون مقطع فيديو يظهر فيه نائب رئيس بلدية الاحتلال في القدس المحتلة "أرييه كينج" وهو يوجه كلامه لناشط فلسطيني مقدسي بالقول: "من المؤسف أنني لم أطلق النار على رأسك".

 

 

شد رحال إلى القدس

 

وتشهد المدينة الفلسطينية المحتلة توترا متزايدا مع اقتراب موعد تنفيذ المستوطنين تهدادتهم باقتحام المسجد الأقصى، في اليوم الـ28 من رمضان، الموافق الاثنين المقبل.

 

وتحتشد أعداد متزايدة من الفلسطينيين من عموم بلاده، بما في ذلك الأراضي المحتلة عام 1948، للاعتكاف فيه خلال الأيام الأخيرة من الشهر الفضيل، ولمواجهة خطوات الاحتلال ومستوطنيه.

 

 

 

 

واعتبرت الجماعات المتطرفة في دعواتها على مواقع التواصل اقتحام يوم 28 رمضان "يوما فاصلا"، لتزامنه مع ما يطلقون عليه "يوم توحيد القدس"، داعية المستوطنين لاستباحة المسجد، وإنشاد النشيد الصهيوني "هتيكفا" بداخله.

 

بدورها، أكدت مؤسسة القدس الدولية أن انتصار هبة باب العامود لا يكتمل إلا بصد الهجمة الشرسة على الأقصى في 28 رمضان، عبر اقتحامات واسعة في ذكرى ما يسمى "توحيد القدس" حسب التقويم العبري.

 

 

وقالت المؤسسة غير الحكومية إن ساحة الأقصى هي ساحة المعركة المركزية على الهوية وهي المستهدفة بالإحلال الديني، وإن الإرادة المتوثبة التي حضرت في ساح باب العامود قادرة على كسر عدوان 28 رمضان إن حضرت.

 

ودعت أهالي القدس وجميع الفلسطينيين القادرين على الوصول إلى المسجد من الأراضي المحتلة العام 1948 والضفة الغربية، إلى الرباط فيه منذ مساء يوم الأحد 27 رمضان وحتى عصر يوم الاثنين 28 رمضان.

التعليقات (0)