مقابلات

"عربي21" تحاور زوج الحقوقية الإيرانية البارزة نسرين ستوده

عربي21
عربي21

الحكومة الإيرانية تتعرض لضغوط كثيرة من قِبل المجتمع الدولي من أجل الإفراج عن ستوده

 

إذا استمرت الضغوط الدولية فسيتم إجبار السلطات الإيرانية على إطلاق سراح زوجتي

 

ستوده باتت أكثر إصرارا على المضي قدما في التمسك بمواقفها رغم الضغوط الكبيرة التي تواجهها

 

الانتخابات الإيرانية المقبلة لن تساهم في تحسين أوضاع حقوق الإنسان بل قد تزيد الوضع سوءا

 

الفيلم الوثائقي (نسرين) سلّط الضوء على مسيرة زوجتي وسيُغيّر من وضعها على المدى البعيد

 

المرأة الإيرانية اليوم جزء مؤثر في المجتمع ولها دور بارز للغاية في جميع المجالات

 

وزارة الاستخبارات تدير قضية ستوده وتتحمل المسؤولية عن الانتهاكات التي تتعرض لها


قال رضا خندان، زوج المحامية الحقوقية الإيرانية البارزة نسرين ستوده، المُعتقلة منذ سنوات، إن "الحكومة الإيرانية تتعرض لضغوط كثيرة من المجتمع الدولي من أجل الإفراج عنها، إلا أنهم يخشون أن تكون خارج السجن أيضا"، مضيفا: "أعتقد أنهم مُجبرون على إطلاق سراحها إذا استمرت تلك الضغوط".


وحمّل وزارة الاستخبارات والأمن الوطني مسؤولية الانتهاكات التي تتعرض لها زوجته، لأنها هي المسؤولة عن قضيتها، مؤكدا أن "ستوده باتت أكثر إصرارا على المضي قدما في التمسك بمواقفها وقضاياها التي تؤمن بها، رغم الضغوط الكبيرة التي تواجهها".


وأكد، في مقابلة خاصة مع "عربي21"، أن "الانتخابات الإيرانية المقبلة، المقرر إجراؤها في شهر حزيران/ يونيو 2021، لن تساهم بأي حال من الأحوال في تحسين أوضاع حقوق الإنسان، بل قد تزيد الوضع سوءا للأسف"، على حد قوله.


ولفت خندان إلى أن "الفيلم الوثائقي (نسرين) أظهر وجه زوجتي بشكل أكثر موضوعية للجمهور، وسلّط الضوء على أنشطتها. وهذا بالتأكيد سيُغيّر من وضعها على المدى البعيد، خاصة أنه نجح في تجسيد صورة الناشطات في إيران بشكل أكبر مما كنّا نتخيله في البداية".

 

 

وفيلم (نسرين) من إخراج جيف كوفمان، مخرج الأفلام الوثائقية الأمريكي المعروف، قُدم خلال مهرجان "غلوبدوكس" السينمائي الأمريكي، ويروي مسيرة الحقوقية الإيرانية، ويعرض جانبا من الانتهاكات التي تعرضت لها.


يشار إلى أنه في أيلول/ سبتمبر 2010، حُكم على ستوده (57 عاما)، التي طالما دافعت عن ضحايا انتهاكات حقوق الإنسان، بالسجن لمدة ست سنوات بتهمة "نشر دعاية ضد النظام" و"التجمع والتواطؤ لارتكاب جرائم ضد الأمن القومي" بسبب عملها كمحامية، بينما تم إطلاق سراحها، في أيلول/ سبتمبر 2013، بعد منحها عفوا.


لكن قامت السلطات الإيرانية باعتقالها مُجدّدا في حزيران/ يونيو 2018، وأدانها القضاء في آذار/ مارس 2019 بعدة تهم وُصفت بـ "الغامضة" تتعلق بالأمن الوطني، تصل عقوبتها إلى 38 عاما من السجن إذا ما قُضيت على التوالي.


فيما أوضح خندان أن ستوده حصلت على عفو طبي لمدة أسبوعين في 17 آذار/ مارس 2021.

 

وتاليا نص المقابلة:


ما هي أوضاع المحامية والناشطة الإيرانية نسرين داخل محبسها؟
تقبع نسرين في سجن يُسمى "قرجك" المُخصص للنساء في صحراء قاحلة بالمدينة التي تحمل نفس الاسم، وهو يقع جنوب شرق العاصمة طهران. هذا السجن فيه ظروف غير إنسانية بشكل غير مسبوق. وقد أُصيبت بفيروس كورونا المستجد بعد أقل من ثلاثة أسابيع من دخولها لهذا السجن، ثم خضعت لتصوير الأوعية الدموية بسبب مشاكل في القلب.


والسجناء في هذا السجن يتعرضون لضغوط كبيرة، وانتهاكات مختلفة؛ فقد كان السجن سابقا عبارة عن مزرعة لرعي الإبل والنعام، وتعيش بداخله نحو 1200 امرأة في غرف صغيرة دون نوافذ وتهوية، ما أوجد بيئة غير صحية وظروفا غير آدمية لمَن هم بداخله.


مَن الذين تحمّلهم مسؤولية الانتهاكات التي تتعرض لها نسرين في السجن؟
وزارة الاستخبارات والأمن الوطني هي المسؤولة عن قضية نسرين، والعديد من المحامين المُحتجزين الآخرين، لكن الحكومة الإيرانية بشكل عام مسؤولة عن استمرار إبقائها قيد الاعتقال.


ما ردكم على الاتهامات الموجهة لها؟

من السخف أن نطلق عليها اتهامات من الأساس، لأنها لم تقم بأي شيء سوى واجبها كمحامية.


هل الأسرة كانت على تواصل مستمر مع نسرين داخل محبسها؟
في السابق، كان يمكننا مقابلتها من خلف الزجاج لمدة 20 دقيقة كل يوم اثنين، وإجراء مكالمة هاتفية معها خلال الأسبوع، لكن منذ نقلها إلى سجن "قرجك"، لم يتمكن أطفالنا من زيارتها، لأنه يقع في منطقة نائية وبيئة غير نظيفة بالمرة. ولم يقابلوها مرة واحدة داخل السجن في الأشهر الستة الأولى لها هناك، لكنهم رأوها عندما حصلت على إجازة مرضية في تشرين الثاني/ نوفمبر 2020، ثم عادت مُجدّدا لمحبسها، ولم يرها أطفالنا منذ شهرين، وأخيرا حصلت على عفو طبي لمدة أسبوعين في 17 آذار/ مارس 2021.


برأيك، هل الانتهاكات ستغير من مواقفها؟
قد تكون الضغوط التي تتحملها مُحبطة لها في بعض الأحيان، لكنها أكثر إصرارا على المضي قدما في التمسك بمواقفها وقضاياها التي تؤمن بها.


كيف تنظرون لأوضاع المرأة الإيرانية اليوم؟
المرأة الإيرانية اليوم هي جزء مؤثر في المجتمع، ولها دور بارز للغاية في جميع المجالات، وربما يكون دورها أكثر فاعلية وتأثيرا من الرجل في بعض الحالات، وهذا شيء جيد، سواء فيما يتعلق بحقوق المرأة أو في مجالات العلوم والثقافة والفن، وكذلك حتى في الأدوار السياسية.


إلى أي مدى لعب الفيلم الوثائقي "نسرين" دورا في التعريف بقضيتها؟
يدور هذا الفيلم حول صورتنا وصورة الناشطات في إيران، ونجح في تجسيد ذلك بشكل أكبر مما كنّا نتخيله في البداية. هذا الفيلم يظهر وجه "نسرين" بشكل أكثر موضوعية للجمهور، ويسلط الضوء على أنشطتها، وهذا بالتأكيد سيُغير من وضعها على المدى البعيد.


هل تساهم الانتخابات الإيرانية المقبلة في تحسين أوضاع حقوق الإنسان في إيران أم لا؟
لن تتحسن حالة حقوق الإنسان بأي حال من الأحوال في إيران بعد الانتخابات، بل قد يزداد الوضع سوءا للأسف.


ما فرص إطلاق سراح نسرين من السجن؟ وهل يمكن أن يحدث ذلك قريبا؟
أعتقد أن الحكومة الإيرانية تتعرض لضغوط كثيرة من قِبل المجتمع الدولي من أجل الإفراج عن "نسرين"، لكنهم يخشون أن تكون خارج السجن أيضا. وأعتقد أنهم مُجبرون على إطلاق سراحها إذا استمرت تلك الضغوط، والإفراج عنها مؤخرا بشروط طبية لمدة أسبوعين يأتي في هذا الصدد. 


كيف تنظرون لموقف المجتمع الدولي من قضية نسرين؟
لقد طالبت معظم المنظمات الدولية ومنظمات حقوق الإنسان مرارا وتكرارا بالإفراج عنها، وصرّحت بأن استمرار احتجازها أمر غير مقبول. أنا مقتنع بأنهم مارسوا أكبر ضغط ممكن على الحكومة الإيرانية. وقد ندّد بعض البرلمانيين والحكومات الأوروبية باحتجازها، ولطالما دعمها البرلمان الأوروبي، خاصة أنه منحها عام 2012 جائزة سخاروف لحرية الفكر التي توازي جائزة نوبل للسلام على المستوى الأوروبي.


أخيرا.. ما هي رسالتك إلى السلطات الإيرانية؟
يجب أن يستغل الطغاة آذانهم للاستماع، لكن يبدو أنهم لا يفعلون ذلك. أود أن أقول لهم: أطلقوا سراح المحامين والسجناء السياسيين؛ يوما ما ستحتاجون إلى هؤلاء المحامين للدفاع عن حقوق الإنسان الخاصة بكم، وقد يأتي وقت لا تتوفر فيه هذه الفرصة.

التعليقات (0)