سياسة عربية

مستشار حكومي: سعيّد أعلن استقالة الفخفاخ دون علمه

قال ابن مبارك إن سعيّد أعلن استقالة الفخفاخ دون علم الأخير- الرئاسة التونسية
قال ابن مبارك إن سعيّد أعلن استقالة الفخفاخ دون علم الأخير- الرئاسة التونسية

نشر جوهر بن مبارك مستشار رئيس الحكومة التونسية السابق إلياس الفخفاخ، ما قال إنها "واقعة" كشف من خلالها أن رئيس الجمهورية قيس سعيد، أعلن استقالة حكومة الفخفاخ دون علم الأخير في تموز/ يوليو الماضي.

 

وبحسب جوهر بن مبارك، فإن رئيس الجمهورية وخلال اجتماعه برئيس البرلمان راشد الغنوشي، وأمين عام الاتحاد العام التونسي للشغل نور الدين الطبوبي، أخبرهم أن الفخفاخ قدم استقالته، ولكن الحقيقة أنه لم يفعل ذلك.

 

وقال إن الفخفاخ هو من أبلغه بهذه الواقعة.

 

وأوضح ابن مبارك في تدوينة نشرها على صفحته الرسمية أنه قال للفخفاخ "وضعك أمام الأمر المقضي إذن".

 

وأفاد في ذات التدوينة، بأنه بخصوص قضية أخرى متعلقة، فإن حزب "التيار الديمقراطي" هو الذي تراجع في آخر لحظة وأسقط حكومة الحبيب الجملي على الرغم من "وضع كل النقاط على حروفها".

 

وحاولت "عربي٢١" الحصول على تعليق من الرئاسة وإلياس الفخاخ ولكنها لم تتلق ردا.

 

  

 

من جهته أكد الكاتب والمحلل السياسي الحبيب بوعجيلة الذي كان مع ابن مبارك في مشاورات تشكيل حكومة الحبيب الجملي وإلياس الفخفاخ، أن ما قاله ابن مبارك "صحيح".

 

وتواترت التعليقات على ما كشفه جوهر بن مبارك، ودوّن سياسيون ونشطاء، إذ علق الباحث والأكاديمي زهير إسماعيل: "سقوط الطهورية الكاذبة.. شهادة خطيرة لجوهر بن مبارك.. كذب رئيس الجمهورية في إعلان استقالة لم تحدث والغاية استعادة العهدة للعبث بالمؤسسات وتعطيل سيرها..".

 

  

 

فيما وصف النائب السابق بشير النفزي ما كشفه ابن مبارك بأنه "تدوينة بمقام الزلزال السياسي تستوجب محاسبة وتتبعا وتحميل مسؤوليات". 

 

 

 

 

"خطأ فادح"

 

وقال رئيس كتلة حزب "قلب تونس" أسامة الخليفي في تصريح لـ"عربي21" إن "ما أثاره جوهر بن مبارك نحن أكدناه وقلنا إن موضوع استقالة الفخفاخ موضوع مستراب، تساءلنا عن مدى جديته، ما يقوله ابن مبارك صحيح وهو ما يطرح تساؤلات عن نزاهة الرئيس والتعامل مع الشأن العام في الرئاسة".

 

من جهته اعتبر النائب والقيادي البارز بحركة النهضة السيد الفرجاني في تصريح خاص بـ"عربي21" أن "ما أعلنه ابن مبارك حتى ولو كان متأخرا أشكره جدا عليه فهو على الأقل تحدث، في الوقت الذي نرى فيه كثيرين يقومون بأشياء خارجة عن القانون والدستور".

 

وشدد الفرجاني على أن زميله في الحركة نور الدين البحيري كان قد كشف ذلك منذ حدوث الاستقالة، وتكلم على أن النهضة لا تريد تحقيقا حينها رغم وجود مجال للتحقيق سيأتي لأجل استقرار البلاد.

 

وتابع: "النهضة تجاوزت على شيء كان واضحا ولكنها ستعود إليه في وقت من الأوقات، الرئيس لم يكن دائما يحترم الدستور أو الإجراءات".

 

وأردف الفرجاني: "الرئيس لا يتوانى عن ضرب الدستور وتجاوزه، ذلك يفكرنا للمرة الألف بقيمة المحكمة الدستورية. انتخبنا الرئيس على نظافة اليد ولكن ما فعله تدليس وتزوير وهو يتحمل مسؤوليته، هذه مرة أخرى للأسف لم نره مصدرا للاستقرار بل مهموما ومهووسا بكيفية توسيع صلاحياته وتسجيل الدولة باسمه".

 

وأضاف: "أتمنى أن يعدل أوتار تعامله قبل فوات الأوان، لأن البلاد رغم أنف الجميع ستبقى ديمقراطية سواء كان كلامي هذا لقوى دولية أو إقليمية".

 

"دوافع مشبوهة" 

 

من جانبه تساءل النائب عن الكتلة الديمقراطية زياد الغناي، في حديث لـ"عربي21" عن "ماهية الأسباب التي دفعت ابن مبارك للحديث الآن والواقعة كانت منذ أشهر؟".

 

وأضاف: "ابن مبارك تكلم بأوامر تحت الطلب من أطراف معينة (دون ذكرها) ومن يتكلمون بهذه الطريقة ليسوا جديرين بالإجابة عليهم".

 

وتابع: "لم أتصور أن يفقد جوهر بن مبارك مصداقيته بهذه السرعة، الآن فهمنا من يحرك ابن مبارك".

 

وفي استفسار عن القراءة القانونية في حال ثبوت ما كشفه جوهر بن مبارك قالت أستاذة القانون الدستوري منى كريم، إنه "في حال تأكد ذلك فهو خطأ جسيم من قبل الرئيس".

 

وعن إمكانية محاسبة قيس سعيد في حال ثبوت ذلك قالت كريم لـ"عربي21": "أخلاقيا نعم، لكن في غياب المحكمة الدستورية فليس من الممكن عزله".

 

 

التعليقات (0)