حول العالم

إيطاليا تحقق مع جزائري بتهمة تزوير وثائق لمنفذي هجمات فرنسا

أثبت القضاة الفرنسيون أن "جميع منفذي هجمات باريس كان لديهم 14 هوية بلجيكية مزورة- أ ف ب/ أرشيفية
أثبت القضاة الفرنسيون أن "جميع منفذي هجمات باريس كان لديهم 14 هوية بلجيكية مزورة- أ ف ب/ أرشيفية

تحقق السلطات الإيطالية مع جزائري يشتبه بأنه وفّر "وثائق مزورة" لمرتكبي هجمات 13 تشرين الثاني/ نوفمبر 2015 في فرنسا، التي تبناها تنظيم الدولة، وأسفرت عن مقتل 130 شخصا وجرح 400 شخص آخرين.


والمشتبه به الذي عرفته صحيفة "لا ريبوبليكا" اليومية على أنه عثمان توامي، هو عضو في خلية تابعة لتنظيم الدولة تنشط في فرنسا وبلجيكا، وعلى صلة بعبد الحميد أباعود منسق الهجوم على قطار تاليس والهجمات الإرهابية في 13 تشرين الثاني/ نوفمبر (التي استهدفت بالرشاشات والمتفجرات ملعب إستاد فرنسا قرب باريس ومسرح باتاكلان ومطاعم عدة)، وخالد الزركاني أحد قادة المجموعة الجهادية في بلجيكا.

وكشفت التحقيقات "بفضل تعاون دولي واسع، عن قُرب المشتبه به من مجموعات متطرفة، فضلا عن نشاطه المباشر في دعم منفذي الهجمات الإرهابية على باتاكلان واستاد دو فرانس والهجمات المسلحة (...) التي حدثت في باريس في 13 تشرين الثاني/ نوفمبر 2015، "من خلال تقديم وثائق مزورة لمنفذيها"، وفق بيان لشرطة باري (جنوبا).

وقلل مصدر مقرب من التحقيق الفرنسي من أهمية المشتبه به، المسجون في إيطاليا منذ أيار/ مايو 2019، وحكم عليه في كانون الثاني/ يناير 2021 بالسجن لمدة عامين بسبب حيازته أوراقا مزورة، معتبرا أن "الصلة مع مرتكبي اعتداءات 13 تشرين الثاني/ نوفمبر ضعيفة"، حيث لم تطالب وحدة مكافحة الإرهاب الفرنسية باستعادة هذا المشتبه به من السلطات الإيطالية، التي نقلت إليها بعض عناصر تحقيقاتها، وفق ما أوضح المصدر لوكالة فرانس برس.

وكانت للخلية الفرنسية البلجيكية صلات في سوريا وفي دول أخرى في شمال أفريقيا. وبقي توامي، الذي من المقرر أن يغادر السجن في 19 حزيران/ يونيو، على اتصال مع خليته من خلال إخوته وشركائه من بينهم "فوفو" أو "فوفا مارسيال"، وهو رجل مرتبط بأحمد سامي بن. ويُعتقد أنه وفّر بمساعدة أشقائه وثائق مزورة ودعما للنشاطات الإرهابية للجماعة.

ووفقا للصحيفة، كان توامي جزءا من خلية تابعة لتنظيم الدولة تعمل في فرنسا وبلجيكا، إلى جانب شقيقيه. كما أنه كان على اتصال مع أميدي كوليبالي وشريف كواشي، اللذين نفذا مع سعيد كواشي هجمات كانون الثاني/ يناير 2015 ضد صحيفة شارلي إيبدو الساخرة وشرطيين ومتجر يهودي أسفرت عن مقتل 17 شخصا.

القي القبض على عثمان توامي في قطار يربط باريس وميلانو في 17 تموز/ يوليو 2015 مع فتاح مشكاريني، بحسب عناصر التحقيق الفرنسي. وعثر في حوزتهما على بطاقات هوية بلجيكية مزورة، حصلا عليها من شبكة "كتالوغ" التي وفّرت كل الوثائق المزورة لمنفذي هجمات 13 تشرين الثاني/ نوفمبر التي تبناها تنظيم الدولة، والتي أسفرت عن مقتل 130 شخصا في باريس والمنطقة المجاورة سان دوني.

معمل للتزوير


ويشتبه في أن عثمان توامي وفتاح مشكاريني التقيا، في باريس في 16 تموز/ يوليو 2015، محمد عبريني "الرجل ذو القبعة"، الذي عدل عن تفجير نفسه في مطار بروكسل عام 2016، بحسب المصادر نفسها.


وهذا الرجل المتهم بكونه أحد العناصر الأساسية في تزوير أوراق للخلية الجهادية، هو واحد من 20 شخصا ستتم محاكمتهم في فرنسا اعتبارا من أيلول/ سبتمبر، ومن بينهم فريد خرخاش وهو بلجيكي مغربي المولد وموقوف في فرنسا.

وأثبت القضاة الفرنسيون أن "جميع منفذي هجمات 13 تشرين الثاني/ نوفمبر تقريبا كان لديهم ما مجموعه 14 هوية بلجيكية مزورة، كلها من المصدر نفسه".

وتبيّن أن هذه الأوراق المزورة كانت حاسمة، إذ تسمح لهم "بالتحضير للهجمات، خصوصا استئجار شقق، والتنقل في أوروبا، لتشكيل الخلية الإرهابية وسحب الأموال".

ونفِّذ بعضها في معمل للتزوير اكتشف في بروكسل خلال تحقيق آخر في تشرين الأول/ أكتوبر 2015، قبل شهر من الهجمات الباريسية.

وفي هذه القضية التي قادتهم لاحقا إلى فريد خرخاش، صادر المحققون ملفات تحتوي على هويات مزورة استخدمها أعضاء الخلية الفرنسية البلجيكية من بينهم صلاح عبد السلام، العضو الوحيد من المجموعة الذي لا يزال على قيد الحياة.

وعثمان توامي الملقب بتومي محراز، مسجون منذ أيار/ مايو 2019؛ لحمله وثائق مزورة أثناء إقامته في مركز لاستقبال المهاجرين في باري. وكان من المقرر أن يخرج من السجن في 19 حزيران/ يونيو.

نقلت صحيفة لا غازيتا ديل ميزوجورنو المحلية عن النائب العام فيديريكو بيروني كابانو قوله خلال مؤتمر صحفي عقده الخميس في باري، إن مهدي شقيق توامي يمضي عقوبة بالسجن لمدة 16 عاما في بلجيكا؛ بسبب ارتباطه بأعمال تتعلق بالإرهاب، بينما قُتل شقيقه الآخر في سوريا.

 

التعليقات (0)