مقالات مختارة

اعترفت فرنسا.. فمتى نعترف نحن؟

قادة بن عمار
1300x600
1300x600

ليس مفاجئا، بالنسبة لنا كجزائريين على الأقل، اعتراف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون رسميا بقيام بلده بتعذيب وقتل الزعيم الوطني علي بومنجل، فالتاريخ الذي نعرف بعض تفاصيله حتى الآن، سيظلّ شاهدا على تلك الجريمة النكراء وغيرها، كما أنّ الجنرال سيء الذكر بول أوساريس سبق له وأن اعترف بارتكاب تلك العملية البشعة وإظهار الأمر وكأنه انتحار، لكن الخطوة الفرنسية الرسمية تعدُّ هامة جدا ضمن ما تسميه باريس “مسار التهدئة والمصالحة”، وهو المسار الذي تريده الجزائر أن يكون معبَّدا بمزيد من الاعترافات، ولِمَ لا، الإقرار في خاتمته، بأمّ تلك الجرائم وأصلها، وهي جريمة الاستعمار، ثم تعويض الضحايا فعليا.

ليس مفاجئا، بالنسبة لنا كجزائريين على الأقل، اعتراف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون رسميا بقيام بلده بتعذيب وقتل الزعيم الوطني علي بومنجل، فالتاريخ الذي نعرف بعض تفاصيله حتى الآن، سيظلّ شاهدا على تلك الجريمة النكراء وغيرها، كما أنّ الجنرال سيء الذكر بول أوساريس سبق له وأن اعترف بارتكاب تلك العملية البشعة وإظهار الأمر وكأنه انتحار، لكن الخطوة الفرنسية الرسمية تعدُّ هامة جدا ضمن ما تسميه باريس “مسار التهدئة والمصالحة”، وهو المسار الذي تريده الجزائر أن يكون معبَّدا بمزيد من الاعترافات، ولِمَ لا، الإقرار في خاتمته، بأمّ تلك الجرائم وأصلها، وهي جريمة الاستعمار، ثم تعويض الضحايا فعليا.

لعله من نافلة القول، التذكير بجرائم فرنسا، خصوصا في مثل هذه الأيام المباركة، وفي مثل هذا الشهر بالذات، شهر الشهداء، لكن اعتراف قصر الإليزي بقتل بومنجل بعد تعذيبه، وذلك بعد 64 سنة من ارتكاب الجريمة، يعدّ علامة فارقة في مسار الذاكرة الوطنية، كما أنه سيُحفّز الكثير من الجزائريين على التمسُّك بحقهم في الحصول على مزيد من الاعترافات وأيضا التمكن من الاطلاع على الأرشيف والحصول على تعويضات بخصوص ما ارتكبته فرنسا الاستعمارية من جرائم بشعة وغير قابلة للنسيان.

هذه الاعترافات من شأنها أيضا، تعزيز علاقة الجزائريين، وتحديدا الجيل الجديد منهم بتاريخهم، وقد شاهدنا قبل أيام قليلة، ما أحدثته صورة واحدة لبطل واحد وهو زيغود يوسف من أثر جميل في نفوس الشباب والمراهقين، إذ شعر هؤلاء بكثير من الفخر وهم ينظرون إلى هذا البطل الذي كان شابا حين اعتقلته فرنسا والتقطت له تلك الصورة.

من حق الجزائريين أن يعرفوا تاريخهم، ومن حق الدولة أيضا أن تحصل على مزيد من المكاسب في ملف الذاكرة، لكن هذا لا يُسقط واجبنا الوطني في ضرورة بناء ذاكرة حقيقية ووفقا لقواعد صحيحة، فالمنهج الذي يُلقن به الجزائريون تاريخهم في المدارس ما يزال حتى الآن، تقليديا ومملا، والطريقة التي تسير عليها وزارة المجاهدين ما تزال حتى الآن، وبعد سنوات طويلة من الاستقلال، كرنفالية ولا علاقة لها بالبحث العلمي.

المطلوب منا، وبعد اعتراف فرنسا ببعض جرائمها أن نعترف نحن أيضا بتقصيرنا الكبير في الدفاع عن تاريخنا بشكل صحيح، وبإخفاقنا في استعادة مسار كثير من شهدائنا بما يتلاءم مع تضحياتهم، وذلك بعد ما استعدنا بعض رفاتهم قبل أشهر، وحصلنا على حقيقة ما حدث لبعضهم مثلما نعلم الآن بشأن الشهيد علي بومنجل.

ومثلما هو الاعتراف سيد الأدلة، فإنه أيضا أولى الخطوات نحو تصحيح المسار، ولا مستقبل لهذه الأمة بدون تاريخ سليم معترف به ومتداول بين الأجيال المتعاقبة.

(عن صحيفة الشروق الجزائرية)

2
التعليقات (2)
ناصحو أمتهم
الجمعة، 05-03-2021 03:41 ص
حتى اللحظة تتعامل فرنسا مع جرائمها في حق كل ضحاياها من المجتمعات التي نكبت باحتلالها بالتزوير والايهام وعدم الاعتراف بهذه المجتمعات ذواتا حضارية مستقلة عنها ثم بالحرص على استمرار احتلالها للعقول والألسن والأذواق. وتمعن فرنسا بصلف استكباري في تزوير قضايا ذاتنا الحضارية الجماعية و اعتبارها قضايا فردية وعائلية لأنها تعرف جيدا أن كل اللذين يحكمون أقطار المغرب العربي اليوم هم اعوانها وصنائعها تفكيرا وتعبيرا وذوقا وهم متهافتون متزاحمون على خدمتها بحنين اسطوري. ولذلك فهي ليس فقط غير مضطرة للاعتراف بجرائمها الفظيعة خلال مرحلة الاحتلال العسكري وإنما ماضية ومستمرة في تنفيذ مخططاتها لمحو الهوية الثقافية الحضارية العربية المسلمة لكل الإقليم وفي ربطه أبديا بها. فقط يوم تحكم الجزائر وكل المغرب العربي الهوية الحضارية التي حرّرت الأرض عبر ملحمة جهاد اسطوري ستعترف فرنسا وستعطي كل الحقوق عن يد وهي صاغرة.
همام
الخميس، 04-03-2021 09:24 ص
لا اعرف لماذا يشتم الجزائريون المشارقه على تطبيعهم مع اسرائيل و قاده الجزائر و الشعب يتسابق للحصول على الجنسيه الفرنسيه او الاقامه فيها ؟ اما المتاجره بدماء الشهداء فهذه نجدها واضحه بصوره ابنه اخ بومنجل في الصحافه الجزائريه وهي تزبد و ترعد على فرنسا لكن الصوره اخذت لها في باريس بعد لقاءها ماكرون و كانت جريده اللوموند جنبها !! يا قاده لا تعيرني ولا اعيرك التطبيع طايلني و طايلك . و ابحث لنا عن موضوع اكثر ( اشراقا ) و كفانا عنتريات فلا المشارقه سيحررون فلسطين ولا انتم ستقطعون علاقاتكم مع فرنسا ولا تحررون ايضا فلسطين

خبر عاجل