صحافة إسرائيلية

هل انتهى عصر جنرالات الاحتلال في الحياة السياسية والحزبية؟

الدورة الانتخابية الجديدة قد تكون مختلفة عن سابقاتها من حيث خلو القوائم الحزبية من الجنرالات
الدورة الانتخابية الجديدة قد تكون مختلفة عن سابقاتها من حيث خلو القوائم الحزبية من الجنرالات
قال تقرير إسرائيلي إن "الحلبة السياسية الإسرائيلية في المرحلة القادمة بدأت في التعود على حقبة جديدة بدون جنرالات ورؤساء أركان سابقين للجيش الإسرائيلي، لأن معظمهم ممن خاض غمار العمل السياسي وصلوا إلى نهاية الطريق محطمين".

وأضافت غيلي كوهين خبيرة الشؤون العسكرية في تقريرها على هيئة البث الإذاعي والتلفزيوني "كان"، وترجمته "عربي21" أن "لدينا أسماء عديدة من الجنرالات الذين غادروا الساحة السياسية والحزبية الإسرائيلية، من أبرزهم: موشيه يعلون، غادي آيزنكوت، غابي أشكنازي، بيني غانتس. وهي ظاهرة جديدة تضاف إلى جملة من الظواهر التي تشهدها الانتخابات الإسرائيلية الحالية من الانشقاقات والاندماجات، المليئة بـ"الدم الفاسد".

واستدركت بالقول إنه "في هذه المرة قد تكون الظاهرة مختلفة، لأنه ربما لن يكون هناك رئيس أركان في الكنيست المقبل، لأن موشيه يعلون تقاعد من العمل السياسي، وغادي آيزنكوت لم يدخل الحلبة الحزبية من الأساس، ورون خولدائي عميد احتياطي متقاعد، أما غابي أشكنازي وبيني غانتس فما زالا في الميزان، ولا يعرف مصيرهما بعد، ما يطرح التساؤل حول تعود السياسة الإسرائيلية على عهد جديد بدون جنرالات".

وأشارت إلى أن "هذه الظاهرة تستوجب منا الحديث عن بداية ظهورها في الساحة السياسية الإسرائيلية، وكيف اعتاد الإسرائيليون بالضبط على رؤية هذا الوضع، خاصة مع انطلاق المحطة الأولى بعد الحرب الأولى 1948، لدى خوض انتخابات الكنيست، حيث كان موشيه ديان أول رئيس أركان تجاوز الحدود العسكرية إلى العمل السياسي، بعد أن تقاعد من الخدمة العسكرية في 1958، وبعد عام واحد فقط، أصبح وزيرًا".

وأكدت أن "ديان فتح الباب للجنرالات من بعده لخوض غمار العمل السياسي، والذي لم يُغلق منذ ذلك الحين، رغم أنهم بذلك تخلوا عن "السحر" الذي يمنحهم إياه الزي الرسمي العسكري، من الرتب والأحذية العالية والهاتف الأحمر في الصباح".

وأوضحت أن "الدورة الانتخابية الجديدة قد تكون مختلفة عن سابقاتها من حيث خلو القوائم الحزبية من الجنرالات، حتى إن حزب "أمل جديد" برئاسة غدعون ساعر، وكجزء من رؤيته الجديدة، لا يوجد معه جنرال واحد، مع أنه أراد استقطاب آيزنكوت، الذي فضل في النهاية الانتظار حتى الدورة الانتخابية القادمة، مع العلم أنه قد يكون مبكرا الحديث عن نهاية عصر الجنرالات، لأن عددا منهم أصبحوا سياسيين مؤثرين".

وأضافت أن "آيزنكوت آخر رئيس أركان يبدو قادرًا على الدخول في اللعبة السياسية، مع أنه لم يأخذ بنصيحة بنيامين نتنياهو رئيس الحكومة بالسفر في رحلة تعليمية إلى أمريكا الجنوبية بعد انتهاء خدمته العسكرية، لكنه فضل أن يكون في الولايات المتحدة، ودرس هناك في معهد أبحاث بواشنطن".

وأكدت أنه "قبل البدء في منح العلامة التجارية لرئيس الأركان السابق آيزنكوت في الانتخابات القادمة، أو التي تليها، فإنه يجب منح ذات العلامة لقادة أجهزة الأمن التالين، رئيس الموساد يوسي كوهين، ورئيس الأركان الحالي أفيف كوخافي. لذلك فإننا ربما نكون في فترة استراحة مؤقتة، كنوع من إعادة حساب المسار في بناء السياسة الإسرائيلية".

وختمت بالقول إنه "إلى أن ينتهي كوخافي من خدمته العسكرية، فسيقرر آيزنكوت الانضمام إلى يوسي كوهين، وربما لا تزال القائمة طويلة جدًا، ولكن حينها سيفوز شخص واحد بهذه الجوقة بأكملها، ورغم كل ذلك، فقد أثبت بنيامين نتنياهو أنه حتى عندما يتجمع نصف أعضاء منتدى هيئة الأركان ليحل محله، فإن حزبه السياسي يستمر في الضرب والتصدر".
0
التعليقات (0)