سياسة دولية

اختتام قمة ثلاثية بموسكو حول "قره باغ".. ملف الاقتصاد يهيمن

بوتين سيجري لقاءات جانبية بعد القمة الثلاثية- جيتي
بوتين سيجري لقاءات جانبية بعد القمة الثلاثية- جيتي

اختتمت في العاصمة الروسية موسكو، الاثنين، قمة ثلاثية تجمع الرئيس فلاديمير بوتين ونظيره الأذربيجاني إلهام علييف، ورئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان.

 

وبحثت القمة الأوضاع في إقليم "قره باغ"، بعد اتفاق وقف إطلاق النار، الموقع بين الدول الثلاث في التاسع من تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، ولكنها ركزت تحديدا على الملف الاقتصادي.

اقرأ أيضا: قمة ثلاثية في روسيا الاثنين لبحث الأوضاع في إقليم "قره باغ"

وانتهت القمة بتوقيع بيان مشترك لإنعاش الاقتصاد في إقليم "قره باغ".


وعقب اجتماع دام 4 ساعات، في مقر الرئاسة الروسية (الكرملين) بالعاصمة موسكو، أدلى القادة الثلاثة بتصريحات للصحفيين، حيث أفاد بوتين أنه تم بشكل عام الإيفاء بأحكام الاتفاقات المبرمة في 10 تشرين الثاني / نوفمبر الماضي بشأن "قره باغ".

 

وأشار إلى أن الوحدات العسكرية الروسية المتواجدة بشكل مؤقت في المنطقة، تقوم بأداء مهامها.

 

ولفت إلى أن اللقاء كان مهما ومجديا، معلنا التوقيع على بيان مشترك لتأسيس روابط اقتصادية وتطوير المشاريع المتعلقة بالبنية التحتية في "قره باغ".

 

وتابع: "لهذا الغرض، سيتم تشكيل مجموعة عمل برئاسة نواب رؤساء حكومات روسيا وأرمينيا وأذربيجان".

 

وفي هذا السياق، أوضح بوتين أنه سيتم خلال فترة قصيرة تشكيل مجموعات من الخبراء وإعداد خطة لتطوير البنية التحتية والاقتصاد في الإقليم.

 

وأكد أن الاتفاقات المبرمة ستكون ذات فائدة للشعبين الأذربيجاني والأرميني على حد سواء، ولمصالح روسيا وإقليم "قره باغ" بشكل عام.

 

من جانبه، شدد علييف على أهمية لقاء اليوم من أجل استدامة تنمية آمنة في المنطقة.


وتطرق إلى أهمية الإعلان الموقع بين روسيا وأذربيجان وأرمينيا المتعلق بالوضع الاقتصادي والبنية التحتية في المنطقة.


وأضاف: "الإعلان الذي تم التوقيع عليه اليوم يكشف عن إيماننا بحل الأزمة، لأن أحد بنود اتفاق وقف إطلاق النار كان هدفه إزالة العوائق في خطوط المواصلات، وهذه المسألة من شأنها أن تسرع من تنمية المنطقة وتعزز أمنها".


وأشار إلى أن فتح خطوط المواصلات يصب في مصلحة شعوب أذربيجان وأرمينيا وروسيا والدول المجاورة.

 

كما أكد ثقته بأن الدول المجاورة ستشارك أيضا في عملية إنشاء خطوط المواصلات، مشددا على ضرورة الاستمرار باتخاذ خطوات لإيجاد مساحات تعطي نتائج سريعة وفعالة.


وأوضح علييف أن اتفاق 10 نوفمبر تم تنفيذه بفاعلية قائلا "تم الانتهاء من معظم بنود الاتفاقية، وتقوم قوات حفظ السلام الروسية بواجباتها بشكل فعال".


وأضاف: "باستثناء بعض الأحداث البسيطة (لم يذكرها)، لم يكن هناك ما يدعو للقلق لمدة شهرين (منذ اعلان الاتفاق)".


وأردف: "هذا يزيد من التأكيد على أن النزاع الذي وقع في قره باغ قد مضى، ونحن بحاجة التطلع نحو المستقبل، وفي كيفية التعايش معًا كجيران، وزيادة الجهود لإزالة الحواجز في شبكات النقل وزيادة الاستقرار والأمن الإقليميين".


بدوره، قال باشينيان في تصريحه إن بعض الخلافات والمشاكل المتعلقة بـ"قره باغ" لازالت قائمة ويجب حلها.


وأضاف أن قضية وضع "قره باغ" هي إحدى المشاكل التي تنتظر حلا، مذكرا بأن أرمينيا ستواصل التفاوض بشأن هذه القضايا مع مجموعة مينسك التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا.

 

و"مجموعة مينسك" تأسست عام 1992، للوساطة بين أذربيجان وأرمينيا، من أجل تشجيعهما على الحل السلمي لقضية إقليم "قرة باغ". 


وأكد باشينيان أن قضية تبادل أسرى الحرب لم يتم حلها في اجتماع اليوم، مشيرا إلى أن المادة الثامنة من اتفاق وقف إطلاق النار في الإقليم لم يتم تنفيذها بالكامل.


وأعرب عن أهمية البيان الثلاثي المشترك بشأن تطوير المشاريع المتعلقة بالاقتصاد والبنية التحتية في قره باغ.


وقال: "الاتفاق الذي توصلنا إليه سيغير النمط الاقتصادي في منطقتنا، وسيوفر الإعلان الموقع اليوم المزيد من الضمانات الأمنية في قره باغ".


ومضى قائلا: "طبعا نحن جاهزون للعمل البنّاء، وللأسف لا يمكن حل كل المشاكل باجتماع واحد، سنواصل العمل". 


وإثر المؤتمر الصحفي الثلاثي، أجرى بوتين في اجتماعين منفصلين مع علييف وباشينيان.

وعقد بوتين لقاءين منفصلين، مساء الاثنين، مع كل من نظيره الأذربيجاني إلهام علييف ورئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان، عقب اجتماع ثلاثي جمع القادة الثلاثة لمناقشة ملف إقليم "قره باغ".

اقرأ أيضا: وزير خارجية أرمينيا يزور "قره باغ".. وأذربيجان تندد

وفي 27 أيلول/ سبتمبر 2020، أطلق الجيش الأذري عملية استعادة مناطقه في إقليم "قره باغ".

وبعد معارك ضارية استمرت 44 يوما، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في 10 تشرين الثاني/ نوفمبر 2020، توصل أذربيجان وأرمينيا إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، ينص على استعادة باكو السيطرة على محافظات محتلة، ما دعاها إلى إعلان الانتصار.


 
التعليقات (0)