اقتصاد عربي

الريال اليمني يتعافى.. والدولار يتراجع إلى 650 ريالا

أثر الانهيار المتسارع للريال اليمني، أمام العملات الأجنبية، بشكل كبير على بيع السلع والمواد الغذائية- جيتي
أثر الانهيار المتسارع للريال اليمني، أمام العملات الأجنبية، بشكل كبير على بيع السلع والمواد الغذائية- جيتي

سجل الريال اليمني تعافيا ملحوظا أمام الدولار الأمريكي، بعد موجة انهيار تاريخي في الأسابيع الماضية، حيث تخطت العملة اليمنية للمرة الأولى مقابل العملة الأمريكية حاجز الـ900 ريال.

وقال صاحب إحدى شركات الصرافة في اليمن إن سعر صرف الدولار تراجع كثيرا أمام الريال اليمني، الذي يسجل تعافيا منذ أيام.

وأضاف لـ"عربي21" مفضلا عدم ذكر اسمه: "وصل اليوم في مدينة عدن، جنوبا، الدولار الواحد إلى 650 ريالا، بعدما سجل انهيارا متسارعا في الأسابيع الماضية، حيث تخطى حاجز الـ 920 ريالا".

"توقعات بمزيد من التحسن"


وقال الصحفي والباحث الاقتصادي اليمني مصطفى نصر إن التعافي في سعر الريال اليمني، حدث يبعث على التفاؤل.

وأضاف عبر حسابه بموقع "تويتر" مساء الأحد، أن التوقعات تشير إلى أنه يتحسن أكثر في حال تلقت الحكومة دعما مباشرا".

وبحسب نصر فإن التحسن سببه الأحداث السياسية، عقب تشكيل الحكومة وإعادة تفعيل السحب من الوديعة السعودية.

وأشار الصحفي الاقتصادي إلى أن "البلد بحاجة إلى إدارة كفؤة وذكية تلتقط تلك المؤشرات وتبني عليها".


اقرأ أيضا: هبوط تاريخي لعملة اليمن.. والدولار يتخطى حاجز الـ900 ريال


وأثر الانهيار المتسارع للريال اليمني، أمام العملات الأجنبية، بشكل كبير على بيع السلع والمواد الغذائية، مسببا في ارتفاع جنوني في أسعارها.

والسبت، أدت الحكومة اليمنية الجديدة، اليمين الدستورية أمام الرئيس هادي في مقر إقامته بالرياض، وهو ما ساهم في تراجع قيمة العملات الأجنبية بعد موجة انهيار سريع للعملة المحلية منذ أسابيع.

"سياسة نقدية موحدة"


وفي هذا السياق، دعا مركز الدراسات والإعلام الاقتصادي (مستقل) إلى ضرورة إنهاء الانقسام في إدارة السياسة النقدية في البلد.

وفي نشرة اقتصادية أصدرها المركز، السبت، شدد على إلغاء كافة الإجراءات الأحادية التي أثرت سلبا على استقرار العملة اليمنية، محذرا بأن "استمرار انهيار قيمة العملة سيؤدي حتماً إلى آثار اقتصادية كارثية".

وتضمنت النشرة الاقتصادية الصادرة عن المركز جوانب متعددة من هذا الصراع المحتدم بين قطبي البنك المركزي في صنعاء وعدن والذي ستكون تبعاته وخيمة على حياة الناس في اليمن وعلى الوضع الاقتصادي والإنساني والسياسي.

وحذر المركز اليمني للدراسات والإعلام الاقتصادي من استخدام السياسة النقدية كأداة من أدوات الحرب لما لها من ارتدادات مباشرة على مصالح الناس ومصدر معيشتهم.

كما أنه عبر عن آسفه لإقحام القطاع المصرفي في التجاذبات السياسية، مؤكدا على أهمية العمل وفق قانون البنك المركزي الذي يضمن استقلالية عمل البنك.

ومنذ بدء الحرب عام 2015، فقد الريال اليمني 250 بالمئة من قيمته، ما أدى إلى ارتفاع أسعار السلع الغذائية بنسبة 140 بالمئة، حسبما ذكره برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة في اليمن، في وقت سابق من الشهر الجاري.

وللعام السادس على التوالي، يشهد اليمن حربا بين القوات الموالية للحكومة، ومسلحي الحوثي المتهمين بتلقي دعم إيراني، والمسيطرين على محافظات بينها صنعاء منذ سبتمبر/ أيلول 2014.

ومنذ مارس/ آذار 2015، يدعم تحالف عسكري عربي تقوده السعودية، القوات الحكومية في مواجهة الحوثيين، في حرب خلفت "أزمة إنسانية حادة هي الأسوأ في العالم"، وفقا للأمم المتحدة.

التعليقات (0)