ملفات وتقارير

ما هي أبرز الأولويات والملفات أمام أمير الكويت الجديد؟

المصالحة الداخلية وملفات الفساد من أبرز التحديات أمام الأمير- جيتي
المصالحة الداخلية وملفات الفساد من أبرز التحديات أمام الأمير- جيتي

يواجه العهد الجديد في الكويت، تحديات كبيرة، بعد رحيل الشيخ صباح الأحمد الصباح، وتولي شقيقه الشيخ نواف الأحمد مقاليد السلطة، في ظل متغيرات إقليمية كبيرة، وتقارير عن تعرض الكويت لضغوطات خارجية، وهو ما يطرح أسئلة حول الأولويات للأمير الجديد.

وقالت تقارير غربية إن السياسة الكويتية، تفضل التوازن، دون الانحياز إلى أي طرف في المنطقة، للمحافظة على أمنها، والابتعاد عن صراعات الآخرين، ولتحقيق ذلك كانت الكويت تحافظ على توازنات في الساحة الداخلية، لمساندتها أمام أي ضغط خارجي، وفق مراقبين.

ولفتت صحيفة "وول ستريت جورنال" في تقرير لها، إلى أن الكويت في عهدها الجديد قد تتعرض لضغوط خارجية لتغيير موقفها من التطبيع مع الاحتلال، بالإضافة إلى الذهاب إلى معاداة قطر، وهاتان المسألتان تستلزمان، تحييد الرأي العام الداخلي، من أجل المضي بهما، وهو ما يعد انتحارا ذاتيا بحسب الصحيفة.

فما هي الأولويات لدى الأمير الجديد للكويت، على الصعيدين الداخلي والخارجي؟

الكاتب والباحث الكويتي باسل الزير، قال إن وسائل التواصل الاجتماعي، باتت تشكل رأيا عاما ضاغطا، والالتفات إليه سيكون أحد أولويات الأمير الجديد.

وأوضح الزير لـ"عربي21"، أن الرأي العام في الكويت في السابق، كان يصنع عبر الصحف الورقية والكاتب، ثم انتقلنا إلى الرأي العام الشعبوي، والذي يرفع صوته اليوم داعيا الأمير لخطوات قوية باتجاه إصلاح الوضع الداخلي، لمساعدة البلاد على مواجهة التحديات القادمة من الخارج.

وأضاف: "أعتقد أن من أولويات الشيخ نواف الأحمد، مسألة الانتخابات، وإصلاح إفرازات قانون الصوت الواحد السيئة، التي ظهرت في عدد من الدوائر الانتخابية، وفتح صفحة جديدة مع المعارضة، وعودة من في الخارج".

 

اقرأ أيضا: بنك الكويت المركزي يتعهد بالمحافظة على قوة الدينار


وأشار إلى أن ملف الفساد، سيحتل حيزا كبيرا من الخطوات القادمة للأمير، "بعد انتشاره في طول الدولة وعرضها، واكتشاف ملفات بالجملة". وقال إن التصريحات التي صدرت عن الشيخ نواف في العديد من المناسبات مؤخرا تشير إلى هذا التوجه، فضلا عن أنه ضمنه في الخطاب الأول عند أداء اليمين الدستورية.

وقال الزير: "هذا الملف يناقش بقوة بين الكويتيين، وبات من الصعب تحمله، وأظن أن هذا الضغط سيدفع الأمر لوضعه على قائمة الأولويات.

من جانبه قال النائب في مجلس الأمة الكويتي، محمد حسين الدلال، إن العهد الجديد للحكم بالكويت، سيستمر على النهج القديم، في الكثير من الملفات خاصة الخارجية، لأن الشعب الكويتي والقيادة ينظرون إليه على أنه كان الصحيح والأفضل، مع التركيز على الوضع الداخلي وإصلاحه.

وأضاف الدلال لـ"عربي21"، أن غياب الشيخ صباح، وما يمثله من تاريخ في الدبلوماسية عربيا ودوليا، يجعل على رأس أولويات الشيخ نواف المحافظة على استمرار الدور الذي تقوم به الكويت في العديد من الملفات، وسد الفراغ بغياب الأمير الراحل.

وتابع: "ما نحتاجه اليوم المواصلة بنهجنا، والابتعاد عن الانكفاء، ولعب الدور الإيجابي دوليا، من أجل بداية قوية".

وشدد الدلال على أن الأشهر الماضية، وخلال العديد من اللقاءات، مع شخصيات مجتمعية، ظهرت مؤشرات على "توجه الأمير نحو فتح ملفات الفساد، للكثير من الرموز، وكان هناك رسائل في الفترة الأخيرة، حملت تحذيرات، فضلا عن جملة قرارات وكشف لأفراد في الدولة ومنهم في الأسرة الحاكمة، تورطوا في قضايا فساد وغسيل أموال".

وأشار البرلماني الكويتي، إلى أن التركيبة القيادية ستتغير مع قدوم الأمير الجديد، وستختفي الكثير من الوجوه التي كانت تقود المشهد، وتراجع دورها، وسيحل بدلا منها شخصيات جديدة من العائلة الحاكمة لم يسبق أن أخفقت في أدوار كلفت بها سابقا. 

وأعرب عن اعتقاده بأن النداءات والمناشدات من الكويتيين بشأن المصالحة الداخلية، ستجعل هذا الملف على رأس أولويات الأمير، لكنه قال: "المشهد لن يتغير بنسبة 180 درجة، لكن نأمل أن يكون المقبل للأحسن، خاصة أن التغييرات تحتاج ليس إلى أيام بل ربما إلى شهور، وخاصة ملفات الانتخابات والمناصب القيادية في الدولة".

وقال الدلال: "المصالحة، وهدوء الساحة الداخلية، سيكونان من عوامل قوة العهد الجديد".

من جانب آخر أشار البرلماني الكويتي إلى أن، القيادة الجديدة لن تغير سياستها بشأن القضية الفلسطينية، وقال: "هناك إيمان وقناعة وعقيدة راسخة، بأن القضية المتفق عليها شعبيا ورسميا، هي رفض التطبيع والتعامل مع الاحتلال، والوقوف مع الشعب الفلسطيني ودعم صموده على أرضه".

ولفت إلى أن الكويت قد تواجه ضغوطا في هذا الملف، من الولايات المتحدة، وبعض الأطراف الإقليمية، لكن "الكثير من الأطراف أوصلت للقيادة السياسية رسائل مفادها، أن الحل ليس بالانكفاء أو التراجع، بل بمواصلة السياسة ذاتها بالوقوف على مسافة من الجميع، ودعم القضايا العادلة".

التعليقات (0)