صحافة دولية

MEE: هل يخدم تطبيع الإمارات ترامب في حملته الانتخابية؟

ترامب يسعى لولاية ثانية في تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل- جيتي
ترامب يسعى لولاية ثانية في تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل- جيتي

نشر موقع "ميدل إيست آي" البريطاني تقريرا سلّط فيه الضوء على مدى تأثير إعلان الاتفاق بين إسرائيل والإمارات بتطبيع كامل للعلاقات على الانتخابات الرئاسية الأمريكية في تشرين الثاني/ نوفمبر القادم.

وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إن المؤشرات على التقارب بين الإمارات وإسرائيل كانت واضحة منذ فترة طويلة.

في وقت سابق من العام الحالي، توجهت طائرتان تحملان مساعدات طبية من أبو ظبي إلى تل أبيب. وفي شهر حزيران/ يونيو، أعلن البلدان عن إبرام اتفاقية شراكة لمكافحة فيروس كورونا المستجد، كما وُجهت دعوة رسمية لإسرائيل للمشاركة في معرض إكسبو الدولي 2020 في دبي، والذي تم تأجيله بسبب الجائحة.

وفي 2018، زار مسؤولون إسرائيليون الإمارات بشكل علني، بينما أقر قادة البلدين ضمنيا بوجود تحالف إقليمي تقوده الولايات المتحدة موجه ضد إيران. 

وتؤكد الصحيفة أن إعلان البيت الأبيض في بيان مشترك مع إسرائيل والإمارات العربية المتحدة، الاتفاق على تطبيع العلاقات رسميًا بين الدولتين، أثار الكثير من التساؤلات عن سبب اختيار هذا التوقيت بالذات لإضفاء الطابع الرسمي على العلاقة التي ظهرت ملامحها منذ فترة طويلة.

 

اقرأ أيضا: عالم أنثروبولوجيا يتحدث عن كورونا وانتهاء عهد أمريكا (الجزء2)

وقد جاء البيان قبل 82 يوما من موعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية التي يبدو من خلال استطلاعات الرأي أن الرئيس ترامب في طريقه إلى أن يخسرها.

أهداف القادة الثلاثة


يعتبر خليل جهشان، المدير التنفيذي للمركز العربي في واشنطن، أن إعلان البيت الأبيض عن اتفاق السلام بين إسرائيل والإمارات العربية المتحدة جاء في شكل "بيان انتخابي" هدفه تعزيز موقف الرئيس ترامب قبل انتخابات الثالث من شهر تشرين الأول/ نوفمبر القادم. 

ونص البيان على أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو سيعلق عملية ضم أجزاء من الضفة الغربية، وأن ممثلين عن البلدين سيجتمعون في الأسابيع المقبلة لوضع تفاصيل الاتفاق الدبلوماسي. وأكدت الإدارة الأمريكية في وقت لاحق أن بعض الاجتماعات ستعقد في البيت الأبيض.

ويرى جهشان أن الطرفين لم يتفقا على أي شيء عدا عن اتفاقهما على استخدام هذا الإعلان كورقة انتخابية لإنقاذ دونالد ترامب. 

ويؤكد جهشان أن الرئيس الأمريكي حاول من خلال الإعلان عن اتفاق السلام الإسرائيلي الإماراتي إنعاش حظوظه الانتخابية، وفي الآن ذاته إنقاذ نتنياهو الذي يواجه احتجاجات غير مسبوقة واتهامات بالفساد.

وتتفق أرييل غولد، المديرة بمنظمة كود بينك النسوية المناهضة للحرب، مع وجهة نظر جهشان، إذ تؤكد أن الصفقة تهدف بالأساس إلى تعزيز موقف القادة الثلاثة.

 

اقرأ أيضا: لهذا تسعى أمريكا لتطبيع علاقات إسرائيل مع الأنظمة العربية

وتؤكد غولد أن "ترامب يريد تحويل انتباه الرأي العام الأمريكي بعيدا عن العدد المتزايد من ضحايا الجائحة، في حين يريد ولي العهد الإماراتي محمد بن زايد صرف الانتباه عن انتهاكات بلاده لحقوق الإنسان، بينما يتطلع نتنياهو إلى إخماد المظاهرات ضد حكومته".

وبحسب رأي غولد، فإن "الصفقة تحقق مكاسب للأطراف الثلاثة، لكن الخاسر الأكبر  هو الشعب الفلسطيني".

هل تنجح الخطة؟


يؤكد الموقع أن النتائج الأولية لإعلان اتفاق السلام بين إسرائيل والإمارات تبدو في صالح ترامب، على اعتبار أن هدفه الأساسي تحقيق نقاط في حملته الانتخابية للفوز بولاية جديدة، لكن عددا من الخبراء يرون أن الخطوة لن يكون لها تأثير كبير في المسار الانتخابي.

وعلى مستوى ردود الفعل، فقد رحّب عدد من النقاد، وحتى بعض الشخصيات البارزة من الحزب الديمقراطي، بالاتفاق.

ووصف توماس فريدمان، الكاتب بصحيفة نيويورك تايمز، الإعلان بأنه "زلزال جيوسياسي" سيستفيد منه المعسكر المؤيد لأمريكا، وأنصار الإسلام المعتدل، ومؤديو إنهاء الصراع والوصول إلى اتفاق سلام شامل في الشرق الأوسط.

وجاء في عنوان لمجلة "فورين بوليسي"، أن "الصفقة الإسرائيلية الإماراتية هي أول نجاح دبلوماسي صريح لترامب". 

 

اقرأ أيضا: FP: خطة الضم لم تمت.. وهذا ما يدفع البيت الأبيض لإحيائها

من جانبه، أكد مستشار الرئيس ترامب وصهره جاريد كوشنر، في مقابلة على شبكة "سي أن أن" مع المذيعة كريستيان أمانبور، أن هذه الصفقة ستجعل الشرق الأوسط منطقة أكثر أمنا للشعب الأمريكي وستقلل من الحاجة إلى وجود قوات أمريكية.

واعتبر كوشنر أن "العلاقات الدبلوماسية بين الإمارات وإسرائيل ستساعد في تخفيف وطأة التهديد الجهادي"، قائلا إن "الجماعات المسلحة تستخدم الصراع الإسرائيلي الفلسطيني لدفع الشباب نحو التطرف".

وأكد الموقع في المقابل، أن المواطن الأمريكي العادي لا يشاطر المحللين والسياسيين المؤيدين لإسرائيل وجهة النظر ذاتها، إذ إن ما يشغله أساسا هو الوباء والأزمة الاقتصادية الحادّة التي تمر بها البلاد.

ويعتبر جهشان أن سياسة أمريكا الخارجية في الشرق الأوسط أكثر تعقيدا من أن يتم استخدامها بتلك السهولة في التأثير على الناخب الأمريكي وقلب المعادلة في الانتخابات الرئاسية. 

ماذا قال بايدن؟


أشار الموقع إلى أن قادة الحزب الديمقراطي الذين دافعوا منذ فترة طويلة عن تطبيع العلاقات بين إسرائيل والعالم العربي رحبوا بالاتفاق دون الإشارة إلى دور ترامب.

ووصف المرشح الرئاسي جو بايدن قرار أبوظبي إقامة علاقات رسمية مع إسرائيل بأنها "قرار جيد وشجاع ومطلوب بشدة".

ورغم أن البيان المشترك للاتفاق الإسرائيلي الإماراتي، أشاد بجهود ترامب، فإن بايدن شدد على أن الإعلان جاء ثمرة لـ"جهود الإدارات المتعاقبة من أجل تعزيز الانفتاح العربي الإسرائيلي، بما في ذلك جهود إدارة أوباما-بايدن التي كانت تعمل على دعم مبادرة السلام العربية. 

التعليقات (0)