قضايا وآراء

وحدة المعارضة المصرية.. تحديات وفرص (1)

محمد عماد صابر
1300x600
1300x600
بهدوء وبعيدا عن نمط القطيع (وهو مصطلح شائع وغير جارح)، هل أصبح شعار وحدة المعارضة المصرية ضد نظام الانقلاب ملهاة يهدر بها الوقت والجهد والعمر؟ هل أصبح شماعة نعلق عليها الضعف والعجز وغياب الرؤية وقلة الحيلة والفعل؟ بين الحقائق والأماني وربما الأوهام، من هي المعارضة المصرية التي ننشد وحدتها؟ وأين هي؟ وما هي الموارد والأدوات التي تملكها؟ وما موقفها من القضايا المصيرية لمصر شعبا وأرضا وسلطة؟

تحديات الواقع

ما زال قطاع غير قليل من معارضي الانقلاب شركاء ثورة يناير يرون أن حذف الإخوان من المشهد إنجاز لا يقل عن إنجاز ثورة يناير التي أطاحت بمبارك الذي حكم البلاد 30 عاما، وعمّق فيها الفساد والاستبداد.

غالبية المعارضة المصرية في الداخل تطرح خطابا إصلاحيا للنظام وليس خطابا تغييريا، خطابا يطالب بالإفساح والإتاحة للمشاركة السياسية في ظل حكم العسكر.

المعارضة الداخلية لا يعنيها من قريب أو بعيد عشرات الآلاف من المعتقلين الإسلاميين والمدنيين، وما يعنيها عشرات من الأفراد ينتمون إليها وإلى أحزابها وأفكارها.

المعارضة الداخلية جزء من حملة الانقلاب في التشويه والتشكيك والتشهير بالمعارضة المصرية في المنفي، فضلا عن دورها في شرعنة نظام الانقلاب بالمشاركة في ما تسمى الانتخابات الرئاسية والتشريعية، وقريبا المحليات.

تاريخ المعارضة المصرية، تاريخ الاشتباك الخشن والناعم، يؤكد غياب وحدة الصف المعارض، حتى في ثورة يناير لم تتوحد المعارضة، وحالة الوحدة الوحيدة تمت في 30 حزيران/ يونيو 2013 تحت رعاية الأحهزة المخابراتية للمربع الصهيوخليجي، وكان إجهاض الثورة وقتل المسار الديمقراطي الوليد وإهدار إرادة الشعب، نكاية في الإخوان.

أما معارضة المنفي رغم ما تبذله من جهد؛ فهي في النهاية عدد محدود من الأفراد أنشأوا عددا لا محدودا من التشكيلات والكيانات والمنصات الإعلامية، ومع ذلك لديهم ما يشغلهم بأنفسهم أكثر ما يشغلهم بقضايا الوطن.. هكذا دوما حال النضال عن بعد..

وأخيرا، ينطبق على الجميع "وما أبرئ نفسي"، فكلنا مخطئون وبنسب مختلفة وبخلفيات وأسباب متنوعة، وإن كانت النتيجة واحدة، وهي ضياع الثورة الحلم، وما ترتب على ذلك من تداعيات كارثية في الأرواح والأعراض والأموال والحريات، بل وعلى مصر نفسها أرضا وشعبا وسلطة.

ويبقى السؤال الحائر: من يتحد مع من؟ وعلى أي أساس؟.. وللحديث بقية..
التعليقات (0)