صحافة دولية

أويل برايس: حملة فرنسية ضد تركيا وخطر حرب بين عضوي الناتو

يتخذ الكاتب موقفا يميل لسردية خصوم تركيا بالمنطقة معتبرا أنها تصعد لأهداف جيوسياسية وسط ضبابية من واشنطن- الأناضول
يتخذ الكاتب موقفا يميل لسردية خصوم تركيا بالمنطقة معتبرا أنها تصعد لأهداف جيوسياسية وسط ضبابية من واشنطن- الأناضول

نشر موقع "أويل برايس" مقالا أعده "سيرل ويدرشوفين"، اعتبر فيه أن تركيا تخوض "مقامرة جيوسياسية قد تنتهي بكارثة"، رغم أن مستقبل التنقيب عن الغاز في مياه شرق المتوسط يواجه مخاطر بسبب جائحة فيروس كورونا المستجد وانخفاض الطلب العالمي على الطاقة.

 

ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21" إلى أن شركات الغاز والنفط خفضت ميزانيات التنقيب والإنتاج بشكل لم تترك فيه أي مجال للمخاطرة وتطوير الغاز الطبيعي في منطقة شرق المتوسط في السنوات المقبلة.


وبالتزامن مع ذلك، تتزايد التوترات الجيوسياسية والعسكرية بين تركيا وبقية اللاعبين في المنطقة، قبرص ومصر واليونان، وحتى إسرائيل.


واعتبر الكاتب أن دعم أنقرة القوي وغير المتوقع لحكومة الوفاق الوطني في ليبيا، التي تخوض حربا مع اللواء المتقاعد خليفة حفتر، لم يؤد إلى حرف ميزان الحرب بشكل كبير، ولكنه وضع تركيا، عضو الناتو، في طريق صدام مع روسيا والإمارات.

 

وجاء تحرك أنقرة في هذا الملف لا من أجل فتح الاحتياطات النفطية الليبية أمام الشركات التركية بقدر ما جاء بهدف توسيع تأثيرها في شرق المتوسط، مما يضع أنقره في مواجهة مع مصر وفرنسا بشكل محتمل. 

 

وفي عام 2020 لم تعد المواجهة العسكرية بين دولتين عضوين في الناتو (تركيا وفرنسا) أو حلفاء الناتو (الإمارات العربية المتحدة ومصر وإسرائيل) في الشرق الأوسط خارج إطار المحتمل، بحسب التقرير.


ويبدو من التحرك التركي في ليبيا أن هنالك استراتيجية تهدف لإقامة قواعد عسكرية في المنطقة، ففي 3 تموز/يوليو زار وزير الدفاع خلوصي أكار ورئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال ياشار غولر طرابلس لمراجعة النشاطات التي تسمح بها مذكرة التفاهم بين البلدين.

 

وكان التركيز خلال الزيارة على توسيع التعاون الأمني والدفاعي والتدريب والإشراف القيادي الذي تم التأسيس له ضمن مذكرة التفاهم بين تركيا وليبيا في 27 تشرين الثاني/نوفمبر 2019.

 

نقطة اللاعودة

 

وفي تلك المذكرة، وقع البلدان على اتفاق لإنشاء منطقة اقتصادية خاصة أكدت على حقوق تركيا في منطقة شرق المتوسط، بشكل وضعها في وضع صدام مع مصر واليونان وقبرص. وأصبحت إمكانية المواجهة العسكرية حاضرة منذ تلك اللحظة.

 

وبحسب الكاتب فقد بلغت التحركات نقطة اللاعودة، ففي 10 حزيران/يونيو قامت القوارب التركية بعملية استهداف راداري لبارجة فرنسية كانت تحاول الاقتراب من سفينة مدنية تركية يشتبه بانتهاكها حظر الناتو لنقل السلاح إلى ليبيا، وفق ما ذكرت باريس.

 

اقرأ أيضا: صحيفة: أنقرة تسرع خطواتها الدبلوماسية لعملية سرت والجفرة

 

وأدى ذلك لوقف الدعم الفرنسي لمهمة الناتو البحرية بالمتوسط، وطالبت بالتحقيق في الحادث.

 

ويقول الكاتب إن فرنسا تناقش دعم خليفة حفتر الذي هزمت قواته وكذا دول في الناتو وإن بطريقة غير مباشرة، ومنها إيطاليا واليونان. وحذرت مصر وبشكل مفتوح تركيا وحكومة الوفاق الوطني من عدم اجتياز سرت، التي تعتبر بوابة إلى القطاع النفطي الليبي. وفي حالة واصلت أنقرة وطرابلس عملياتهما العسكرية فقد تدخل القوات المصرية لدعم حفتر.

 

وتعتبر الأزمة الحالية في داخل الناتو والاتحاد الأوروبي التي اندلعت نتيجة للتدخل التركي مثارا للقلق، لأن نزاعا داخليا في المنظمة العسكرية لن يضعفها أمام محاولات روسيا استعراض عضلاتها وحسب، ولكنها ستعرض أمن شرق المتوسط برمته للخطر، وفق الكاتب.

 

وتحاول فرنسا الآن الضغط من أجل فرض عقوبات على تركيا. وفي 13 تموز/يوليو سيلتقي وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي لمناقشة العلاقات مع تركيا. وفي الوقت الذي تتركز فيه كل العيون على ليبيا الآن إلا أن التحركات العسكرية التركية في شرق المتوسط مثيرة للقلق. وكما لاحظ بعض المحللين فنشاطات تركيا الأخيرة تقع ضمن محاولة إخضاع الشرق الأوسط، فمشروعها في قطر والقرن الأفريقي والسودان والآن ليبيا هي محاولة لحصار الدول العربية، بحسب بعض الآراء.

 

وتهدف التحركات التركية في شرق المتوسط لفتح الباب أمام الشركات المحلية للتنقيب عن الغاز والنفط، وتعتبر تهديدا لليونان وقبرص. وما يطلق عليها "استراتيجية الوطن الأزرق" واضحة في أهدافها، وهي تستهدف منطقة بحر إيجة وشرق المتوسط والبحر الأسود. والتحركات في شرق المتوسط والتي لا تشتمل فقط على اليونان- قبرص بل ومصر وإسرائيل واضحة. ولكن الفوضى الحالية في الناتو والاتحاد الأوروبي قد تعرقل جهودا مشتركة ضد أي تحرك غير مرغوب به لتركيا بالمنطقة.

 

الموقف الأمريكي

 

وفي السنوات الأخيرة ركز المحللون على الدعم الأمريكي لدمج شرق المتوسط اقتصاديا ومن خلال الطاقة عبر منبر شرق المتوسط للغاز الطبيعي.

 

ودعم مجلس الشيوخ والكونغرس بعضا من التحركات المعادية لتركيا مثل إنهاء العقوبات العسكرية على قبرص. كما وقدمت مراكز البحث في واشنطن مثل "أتلانتك كاونسل" صورة إيجابية مؤيدة لشرق المتوسط (مصر وقبرص واليونان وإسرائيل) ودعم عسكري وسياسي واقتصادي.

 

لكن هذه السياسة لا أحد يصدقها خاصة أن إدارة دونالد ترامب فتحت الباب لعلاقات جديدة مع أنقرة. فتدخل عسكري أمريكي مع الناتو أو تحرك أوروبي خالص يظل غير واقعي، وهو ما يفهمه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بناء على تحركاته الأخيرة، وقال إن صمت الناتو والاتحاد الأوروبي يعني أن اليونان وقبرص ستكونان هدف أنقرة المقبل.

 

وعلبة الكبريت المشتعلة في شرق المتوسط، بحسب الكاتب، لن تهدد مستقبل الغاز فقط، بل وسيهدد نزاع عسكري مع تركيا معظم نقاط التجارة، فمواجهة من هذا النوع قد تغلق مضيق الدردنيل وقناة السويس ونقاط الاتصال البحري بين ليبيا وإيطاليا.

 
التعليقات (5)
الاعراب اشد كفرا ونفاقا
الثلاثاء، 07-07-2020 11:05 ص
كلام هراء فالكلمة في هذا العام المتوحش هي للاقوى و العاهرة فرنسا الصليبية تعادي كل دولة مسلمة او عربية تحاول اللحاق بنادي الكبار في العالم و منها طبعا تركيا ,والا كيف لفرنسا الحق التدخل في دول الساحل الافريقي بجيوشها و تنهب خيرات هذه الدول مثل المافيا و لا يحق لتركيا او ايران او قطر او باكستان او ماليزيا ان تدافع عن حقوقها ؟
عبد الرحمن عمر قرقوم
الثلاثاء، 07-07-2020 06:21 ص
تحليلات متحيزة تصب مجملها إرسال رسائل انذار لتركيا، وكأنه الناطق باسم الخارجية الفرنسية
علي.
الإثنين، 06-07-2020 09:21 م
تحيا.الأمة العربية.
الحوت
الإثنين، 06-07-2020 07:49 م
يااحمق من الحمير لقد انتهى الدرس ياحمقى وتحية اجلال وتقدير للسلطان العثمانى رجب طيب اوردغان الذى أعاد امجاد أجداده والفتره القادمه من الزمن هى الخلافه الاسلاميه
مقال متحيز جاهل
الإثنين، 06-07-2020 06:50 م
هذا المقال يتصف بالتحيز والجهل وسوء النية. فهو يؤيد بغير حق وحجة مواقف أعداء تركيا الاستعماريين وخاصة فرنسا، وينطلق المقال من معاداة تركيا واستنكاف أن تقف إحدى الدول الإسلامية وهي تركيا موقف الند لقوة استعمارية عنصرية مثل فرنسا. وهذه اللهجة والمواقف ليست بجديدة علينا، ولكنها تنبهنا إلى الحذر من مخططاتهم وإلى مساندة تركيا في مواقفها الشجاعة، والوقوف بكل قوة ضد مخططات القوى الاستعمارية وعلى رأسها فرنسا العنصرية.