ملفات وتقارير

مراقبون: وقف إطلاق النار بأبين التفاف على انقلاب سقطرى

هاجم مراقبون الموقف السعودي من تمدد الانتقالي واستيلائه على جزيرة سقطرى- سبتمبر نت
هاجم مراقبون الموقف السعودي من تمدد الانتقالي واستيلائه على جزيرة سقطرى- سبتمبر نت
سيطرت تكهنات حول إعلان التحالف السعودي الإماراتي، استجابة الحكومة اليمنية وما يسمى "المجلس الانتقالي الجنوبي" المدعوم إماراتيا، وقف إطلاق النار في أبين، جنوبا.

وقال بيان صادر عن التحالف: "استجابت الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي لطلب وقف إطلاق نار شامل في أبين، وإيقاف التصعيد في كل المحافظات بكافة أشكاله".

فيما ذكر التحالف على استحياء ما حدث في جزيرة سقطرى، داعيا إلى إعادة الأوضاع إلى طبيعتها هناك، فيما أعلن أن قوات التحالف ستقوم بنشر مراقبين على الأرض في أبين، التي تشهد مواجهات بين قوات الجيش ومليشيات الانتقالي، لمراقبة وقف إطلاق النار، وفصل القوات.

ويرى مراقبون أن إعلان السعودية وقف إطلاق النار في أبين، وتغييب حدث كـ"انقلاب الانتقالي على الدولة الشرعية في سقطرى، وجعله حدثا ثانويا، هو التفاف وانكشاف على دورها في الانقلاب ذاته".

"خيوط لعبة وتحكم"

ويرى الكاتب والمحلل السياسي اليمني، عبدالناصر المودع، أن أحداث أبين والسيطرة على سقطرى تمت بتخطيط سعودي؛ من أجل الإمساك بخيوط اللعبة، والتحكم بكل الأطراف.

وقال في حديث لـ"عربي21": "المملكة بذلك تضعف دورها ومكانتها، بكونها تدفع هذا الطرف أو ذاك ليتصارع مع خصمه؛ مشيرا إلى أنها بذلك تزيد منسوب العنف والفوضى، وتفقد ثقة أطراف الصراع، وفي الوقت ذاته تظهر ركاكتها في إدارة الشأن السياسي والعسكري في اليمن".

وأضاف: "بما أن ما حدث كان بتخطيط سعودي كما يبدو، فإن السعودية تعتقد بأنها قد حققت جزءا من خطتها من خلال قبول الأطراف المتصارعة وقف إطلاق النار في أبين"، مضيفا: "أما سقطرى، فإن الرياض ستبقيها ورقة تفاوض ومساومة".

وأوضح السياسي اليمني أن الإمارات يبدو أنها حاضرة في هذه الخطط، خاصة فيما يتعلق بسقطرى، لافتا إلى أنها "المستفيدة حتى الآن مما حدث، لأن وكلاءها هم من يسيطرون على الجزيرة، والتي تحلم بأن تكون ضمن مناطق سيطرتها في المستقبل".

وحسب السياسي المودع، فإن أحداث عدن العام الماضي وما سمي "اتفاق الرياض" والأحداث الأخيرة تؤكد على "ركاكة أداء السعودية، وفشلها في تحقيق أهدافها المعلنة والخفية"، مبينا أن "كل ما صنعته حتى الآن هو الفوضى، وليس هناك من أفق لما قامت به".

"بعد كل انقلاب تفاوض"

من جهته، انتقد السفير اليمني لدى الأردن، علي العمراني، بيان التحالف السعودي، داعيا لإزالة آثار الانقلاب قبل أي تفاوض.

وكتب العمراني على حسابه بموقع "تويتر" قائلا: "كل انقلاب على الحكومة الشرعية، والنيل من وحدة الأرض اليمنية، يتلوه ضغوط وتفاوض، مع إبقاء الانقلاب ونتائجه كما هي"، مؤكدا أنه "دائما لا نتيجة إيجابية من أي تفاوض".

وأكد الدبلوماسي اليمني أنه "يفترض إزالة آثار الانقلاب، قبل أي ضغوط وتفاوض"، موضحا أن "الانقلاب الأخير في سقطرى، دشن طرد شماليين من الجزيرة المتسامحة المسالمة منذ 500 عام".


"ذر رماد على العيون"

من جانبه، قال الصحفي والناشط اليمني، محمد الأحمدي، إن "بيان التحالف لا يعدو كونه ذر الرماد على العيون، وهي سياسة معهودة لديه".

وأضاف في حديث لـ"عربي21" أن إعلان السعودية وقف إطلاق النار في أبين، بينما الحدث الأهم هو الانقلاب الذي نفذته مليشيات الانتقالي على الدولة في سقطرى، هو بمثابة "القفز من مربع إلى آخر على طريقة الإجهاز على ما تبقى من حضور الشرعية في المناطق المحررة، وتسليمها للمليشيات التي تعمل بالوكالة لحساب النفوذ السعودي الإماراتي في اليمن".

وحسب الأحمدي، فإن البيان الأخير للتحالف السعودي الإماراتي "ينسف أي احتمالات لحسن الظن بتعامله في الملف اليمني، بعدما تواطأ على تسليم سقطرى للمليشيات وقبلها عدن، على حساب حضور الشرعية".

ومضى قائلا: "لم يعد ينطلي على أحد من اليمنيين، وبات واضحا أن التحالف يعمل خارج المصلحة اليمنية لحساب مصالحه وأهدافه الخاصة".

وعقب صدور بيان التحالف، رحبت الحكومة اليمنية بدعوة السعودية لوقف كافة أعمال التصعيد في المحافظات المحررة، وإعلاء المصلحة العليا للوطن، من خلال العودة لتنفيذ اتفاق الرياض دون تأخير أو انتقاء.

وشددت على لسان المتحدث الرسمي باسمها، راجح بادي، على ضرورة الإسراع بتنفيذ الاتفاق، والالتزام بما ورد في بيان التحالف من ضرورة عودة الأمور إلى طبيعتها في محافظة أرخبيل سقطرى، وكافة المناطق التي شهدت تصعيدا من قبل المجلس الانتقالي، ووقف أعمال التصعيد، والالتزام التام بوقف إطلاق النار.

وفي السياق ذاته، قال الكاتب والباحث اليمني، عادل دشيلة: "لا جديد في بيان التحالف العربي"، مضيفا: "جاء هذا التصريح لتخدير الحكومة اليمنية، خاصة بعد أن تم تسليم جزيرة سقطرى للمتمردين الانفصاليين، وكذلك نهبهم لحوالي 80 مليار ريال يمني تابعة للبنك المركزي اليمني في عدن".

وأشار دشيلة، في حديث لـ"عربي21"، إلى أنه "إذا أراد التحالف تنفيذ اتفاق الرياض، فعليه أن يضغط  على المليشيات المتمردة لتطبيق الاتفاق، وليس التصريح بنشر القوات المشتركة في أبين"، مؤكدا أن "نشر القوات المشتركة هناك معناه مساعدة المتمردين، وتثبيت انقلابهم على الدولة، ومنع القوات الحكومية من دخول عدن".

واعتبر الكاتب اليمني أن الحديث عن وقف إطلاق النار بين الشرعية والمتمردين الانفصاليين دون عودة الحكومة إلى عدن وانسحاب المليشيات من المدن، خاصة سقطرى وعدن وزنجبار، وتطبيق الجانب الأمني والعسكري من اتفاق الرياض "لا معنى له".

والجمعة الماضية، سيطرت قوات المجلس الانتقالي، المدعومة إماراتيا، على مدينة حديبو، عاصمة أرخبيل سقطرى، في المحيط الهندي قبالة خليج عدن، فيما اعتبرت حكومة هادي ما حدث "انقلابا مكتمل الأركان عليها".
التعليقات (0)