سياسة عربية

NYT: اهتمام عربي بثورة أمريكا من إدلب إلى القاهرة

جورج فلويد يشبه خالد سعيد الذي كان وجها للثورة المصرية- جيتي
جورج فلويد يشبه خالد سعيد الذي كان وجها للثورة المصرية- جيتي

نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" تقريرا لمراسلها في القاهرة ديكلان وولش حول أصداء الاحتجاجات الأمريكية في مصر والعالم العربي.

وقال التقرير إن "عملية قتل وحشية على يد الشرطة، أثارت موجة من الغضب العام أخرجت المواطنين إلى الشوارع، حيث جرت مواجهات مع الشرطة، واعتداءات على الصحافيين، ورئيس يبرر إجراءاته التعسفية ضدهم بذريعة محاربة المخربين والإرهابيين، كان هذا هو الربيع العربي قبل عقد. ولكن صور الماضي انتعشت في أذهان المصريين من جديد وإن بسياق مختلف في الولايات المتحدة، حيث الغاز المسيل للدموع والفزع".

ويقول الصحافي المصري- الأمريكي أشرف خليل الذي غطى الربيع العربي: "حسنا، أستعيد صورا مصرية". وبالنسبة للمصريين فالصور الصادمة القادمة من الاضطرابات الأمريكية وثقت محتجا يقف وحيدا في مواجهة شرطة الشغب، وعربة شرطة تهاجم المحتجين، ومركز شرطة يحترق، وكلها تعيد الصور التي ظهرت خلال 18 يوما من الاحتجاجات التي أنهت ثلاثين عاما من حكم حسني مبارك عام 2011".

وانتشر وسما "بلاك لايفزماتر"، و"مينسوتا" على منصات التواصل الاجتماعي المصرية في الأيام القليلة الماضية، وانتشر حس التضامن مع المتظاهرين الأمريكيين في كل أنحاء العالم العربي. ففي المعقل الأخير للمعارضة السورية في إدلب قام فنانان برسم لوحة جدارية لجورج فلويد الذي أشعلت وفاته على يد ضابط شرطة الاحتجاجات الأمريكية على جدار بناية دمرها القصف ومعها كلمات فلويد الأخيرة: "لا أستطيع التنفس"، و"لا للعنصرية"، و"سوريا إدلب".

ويرى التقرير أن "المقارنة بين الأحداث التي اجتاحت الشرق الأوسط قبل عقد والاضطرابات الأمريكية الحالية لها محدوديتها؛ فالثورة المصرية نبعت من إحباط عقود من المحسوبية والنظام الاستبدادي الغاشم، أما الاحتجاجات الأمريكية فهي صرخة ضد عدم المساواة والعنصرية. ورغم الضغط الذي تعاني منه الديمقراطية الأمريكية، إلا أن لديها صحافة حرة ولا ديكتاتور هناك للإطاحة به".

 

اقرأ أيضا: بايدن يسخر من صورة ترامب والإنجيل.. وساندرز يذكره بالدستور

وتابع: "المثير للدهشة في هذا السياق هي ردة فعل الرئيس دونالد ترامب، الذي طالما مدح الرئيس المصري المستبد ودلله بالقول (ديكتاتوري المفضل). ويقوم الآن بتقليد الديكتاتور المصري لا في الروح، ولكن في الأسلوب. فقد دعا ترامب في الأيام الأخيرة لاستخدام العنف ضد المتظاهرين، وأصدر تصريحات نارية ضد المحتجين الذين وصفهم بالمخربين. ووصف المحتجين في مكالمة هاتفية بـ (الإرهابيين)، وحث حكام الولايات على تبني أساليب انتقامية ضدهم".

وتقول الكاتبة المصرية أهداف سويف إن "الرئيس حسني مبارك تمسك حتى في ذروة الثورة باللغة اللينة مقارنة مع لغة ترامب الوقحة"، لافتة إلى أن "ترامب هو نسخة أكثر بذاءة وابتذالا من قادتنا"، مضيفة: "مبارك كان أحيانا يقدم نكاتا جيدة".

وأردف التقرير: "مثل الانتفاضة الأمريكية التي تحول فيها جورج فلويد إلى وجه الاحتجاج كان وجه الثورة المصرية خالد سعيد، وكلاهما مات على يد الشرطة؛ فقد تم جر سعيد من مقهى إنترنت بالإسكندرية، وعُذّب حتى الموت. وعندما انتشرت صور جثة سعيد المشوهة بسبب التعذيب أحدثت ثورة أنهت حكم مبارك الطويل".

وأضاف: "مثلما كشفت وفاة سعيد عن حصانة الشرطة، فإن مقتل فلويد على يد الشرطة الأمريكية كشف عن فشل ذريع للنظام في الولايات المتحدة".

ويقول الكاتب والسيناريست المصري، بلال فضل، إنه "شعر بصور الماضي عندما شاهد التعاطف الحي في الشوارع الأمريكية مع وفاة جورج. وهي دليل على الفشل ودليل عن مجتمع لم يعد قادرا على الحديث مع نفسه".

ويشير التقرير إلى أن "صور النهب والدمار في أمريكا أدت بمؤيدي السيسي الذي جاء على موجة الغضب من تراجع الأمن إلى أنهم استغلوا الأحداث ونشروا على حساباتهم في تويتر صورا بتعليقات مثل (لقد نهبوا المحلات وأشعلوا النار في سيارات الشرطة)، و(كل ما يحتاجونه هو معركة الجمل وحرق المعهد العلمي)، في إشارة إلى حادثين مهمين في الثورة المصرية".

وأكد أن "هناك من رأى في أحداث أمريكا صورة للنظر إلى الخلف والطريقة التي أدى فيها رحيل مبارك وظهور السيسي وحكمه القاسي وغير الحدود حول المدى الذي استعدت فيه القوى الأمنية لاستخدام القمع".

وأوضح الباحث في التاريخ بجامعة كامبريدج، خالد فهمي، أنه "تم تجاوز الكثير من الخطوط الحمراء في مصر، ونحن الآن لنا وضع لم نكن نتخيله حتى في أسوأ سنوات مبارك".

وتقول الأستاذة الزائرة في مركز التنمية، الديمقراطية وحكم القانون بجامعة ستانفورد، نانسي عقيل، إن "الدرس الذي تقدمه الانتفاضة المصرية للمحتجين الأمريكيين هو التركيز على التغيير المنظم. وهم بحاجة إلى إظهار أن هناك مشكلة حقيقية مع أجهزة الأمن بشكل عام وليست منحصرة في حادث واحد. ولو عرف المصريون هذا لما سارع الناس إلى معانقة الجيش عندما نزل إلى الشوارع، ولفهموا حينها أن المشكلة هي الجيش".

التعليقات (1)
-
الثلاثاء، 02-06-2020 09:34 م
المقارنة نست ما حدث مؤخرا في فلسطين ومقارنة قتل الشرطة الاميركية لفلويد بما يفعله الجيش الاسرائيلي في قتل الفلسطينيين ومؤخرا قتل اياد الخلاق المصاب بالتوحد بطريقة أكثر اجراما من قتل فلويد، فهل تحرك العالم؟ هل فعل شيء ضد عنصرية اسرائيل ووحشيتها؟